وحدة الشئون الأمريكية ووحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية
حالة تاريخية غير تقليدية تعيشها أغلب الجامعات الأمريكية في ظل المواجهات الأمنية التى تمت بين الأمن الأمريكي وعدد كبير من الطلبة المتظاهرين بمختلف الجامعات اعتراضا على الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وفي ظل الكمون في الجامعات العربية والأوروبية ،كانت تنفجر الجامعات الأمريكية حتى بما فيها الجامعة الأمريكية بالقاهرة اعتراضا على السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل في حربها ضد غزة، وأخرها المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
موقف المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين
وقد ردت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في تلك الاجتجاجات على اتهامها بكونها معادية للسامية بالقول إننا “نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية والتعصب.
ونقف في يقظة ضد الأفراد من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتم تشكيله من قبل عدد من الطلاب الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود ومن أصول أفريقية والطلاب المؤيدين للفلسطينيين..
هؤلاء يمثلون التنوع الكامل لدعم الفلسطينيين داخل بلدنا… هناك عددا قليل من “الأفراد ممن حاولوا استغلال الأمر لتنفيذ أجندتهم، تصرفوا بطريقة غير مقبولة.”
“لا لعسكرة الجامعات”
في المقابل اعتبر مجلس الشؤون الإسلامية في أميركا الحملة الأمنية ضد المحتجين من طلبة الجامعات ومواجهتهم بقوة عسكرية سابقة خطيرة .
وقال في بيان صادر عنه إن “عسكرة المؤسسات التعليمية ونشر الشرطة ضد محتجين سلميين من الطلبة تطور مثير لقلق عميق.” ودعا المجلس قيادة جامعة كولومبيا إلى معارضة التهديد بنشر الحرس الوطني.
موجة الاعتراضات الشبابية تستهدف بايدن نفسه
ويستنتج محللون من موجة الاحتجاجات هذه أن فئة من الشباب الأمريكي غير راضية عن سياسة الرئيس جو بايدن المؤيدة بشكل مطلق لإسرائيل في حربها في غزة.
وكانت شخصيات سياسية ليبرالية أمريكية قد عبرت عن استيائها من استخدام أموال الضرائب لتمويل إسرائيل. وطالبت بايدن برهن استمرار الدعم لحكومة بنيامبن نتنياهو بوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
تصاعد الاحتقان وشرطة مكافحة الشغب
يتصاعد الاحتقان في الجامعات الأمريكية التي تشهد مظاهرات متزايدة ضد الحرب في قطاع غزة، وحيث أوقف مئات الاشخاص في وقت تواجه شرطة مكافحة الشغب طلابا غاضبين.
فيما هدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا، بأن يطلب من الرئيس جو بايدن تعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني من “فيروس معاداة السامية”
لوس أنجلوس ونيويورك وأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا وهارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن
من لوس أنجلس إلى نيويورك، مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتسع حركة الطلاب الأمريكيين المؤيدين للفلسطينيين، حيث نُظمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن، فيما تهدد السلطات بإرسال قوات أمنية لتفريقها.
ومنذ أيام، يتكرر المشهد في أنحاء مختلف من البلاد حيث يقوم طلاب بنصب خيام في جامعاتهم للتنديد بالدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في قطاع غزة. ثمّ تقوم شرطة مكافحة الشغب في كثير من الأحيان بإخلائهم، بناء على طلب إدارة الجامعة.
الأمين بالجياد فى مواجهة الطلاب
وأوقف أكثر من مئة متظاهر مساء الأربعاء بالقرب من جامعة “إيمرسون كولدج” في بوسطن. وعلى بعد آلاف الأميال، قام عناصر الأمن الذين يمتطون جيادا بتوقيف طلاب في جامعة تكساس الواقعة في مدينة أوستن.
وفي السياق ذاته، طردت الشرطة صباح الخميس طلابا من جامعة إيموري في أتلانتا في جنوب الولايات المتحدة.
ولكن بالرغم من ذلك، يشهد الحراك الجامعي توسعا، فقد أُنشئ في وقت مبكر الخميس مخيم جديد في حرم جامعة جورج واشنطن في العاصمة، حيث من المقرّر تنظيم تظاهرة.
تمثال جورج واشنطن ملفوف بالعلم الفلسطيني
وتُظهر مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تمثالا لجورج واشنطن أول رئيس أمريكي، قد لُف بالعلم الفلسطيني حول جبهته. وعند أسفل التمثال، نصب المتظاهرون حوالي عشر خيام.
وقال يزن وهو طالب أمريكي من أصل فلسطيني يدرس في نيويورك “ينام ملايين الفلسطينيين في غزة في البرد كل ليلة من دون الحصول على الطعام أو المأوى”.
ومنذ أكثر من أسبوع، ينام الطالب الذي يبلغ من العمر 23 عاما كل ليلة في حديقة جامعة كولومبيا.
انتشار الاعتصامات الطلابية
وقد انطلقت الحركة الاحتجاجية من هذه الجامعة قبل أن تنتشر في أنحاء مختلفة من البلاد، جراء التعبئة القوية جدا التي قام بها طلاب على شبكات التواصل الاجتماعي.
من جهتها، قالت سابرينا التي لم ترغب في الكشف عن اسمها الكامل أن المظاهرات اجتذبت أيضا الكثير من الأشخاص إلى أبواب حرم جامعة كولومبيا، والذين يميل الكثير منهم “إلى العنف أو التلفظ بإهانات معادية للسامية”.
وأضافت هذه الطالبة “عندما آتي إلى الحرم الجامعي، كثيرا ما أخفي رموزي اليهودية حفاظاً على سلامتي”، مشيرة إلى أنها لا تشعر بالأمان فعلا.
مايك جونسون يهدد بتعبئة الحرس الوطني
في هذه الأثناء، هدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا، بأن يطلب من الرئيس جو بايدن تعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني من “فيروس معاداة السامية”، على حدّ تعبيره.
ويتهم جزء من المجتمع الأمريكي الجامعات الأمريكية بمعاداة الصهيونية ، الأمر الذي أدى إلى استقالة رئيستي جامعة هارفرد وجامعة بنسلفانيا من منصبهما هذا الشتاء.
ذكريات أليمة
وتحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قُتل طلاب عزل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.
غير أن البيت الأبيض امتنع حتى الآن عن ذكر هذا السيناريو، إذ أكدت المتحدثة باسمه كارين جان بيار أن بايدن الذي يسعى للفوز ولاية جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر، “يؤيد حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز” في الجامعات.
هل حل تدخل الشرطة الموقف؟!
تحول حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن من مكان يجتمع فيه الطلاب للدراسة أو تناول بعض المشروبات، إلى نقطة تجمع للمتظاهرين الرافضين للحرب في غزة، مع امتداد تداعيات الحرب بين حماس وإسرائيل من الشرق الأوسط إلى الأوساط الجامعية في الولايات المتحدة.
واستدعت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق الشرطة لدخول الحرم الجامعي لتفريق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين فيما قامت شرطة مكافحة الشغب باعتقال أكثر من مئة طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي في إطار احتجاجهم على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
الظروف استثنائية
وفي رسالة عبر البريد إلكتروني، قالت نعمات إنها قررت اتخاذ خطوة استدعاء الشرطة “غير العادية لأن الظروف الراهنة استثنائية”، معبرة عن “أسفها العميق”.
وقررت إدارة الجامعة وقف الطلاب الذين جرى اعتقالهم فيما شرع بعض الطلاب في نصب الخيام في أماكن أخرى.
تضامن من أساتذة الجامعة
وفي محاولة لإظهار تضامنهم مع الطلاب و تنديدا بقرار إدارة الجامعة، نظم المئات من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا الاثنين (22 أبريل / نيسان) إضرابا عن العمل فيما قررت الجامعة استئناف الطلاب للدراسة عن بعد.
احتجاجات في جامعات أمريكية أخرى
ولم تتوقف المظاهرات على جامعة كولومبيا بل امتدت إلى جامعات أخرى أبرزها جامعتي ييل ونيويورك حيث نصب عدد من الطلاب بعض الخيام، لكن إدارة الجامعة طالبت الجميع بالمغادرة وقالت إن الأمر بات غير منظم ما يفرض استدعاء الشرطة التي قامت باعتقال بعض الطلاب.
وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصا في جامعة نيويورك في وقت متأخر من الاثنين (22 أبريل / نيسان) فيما قال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا وكانوا “يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا”.
إغلاق ساحة هارفارد
وفي جامعة هارفارد بمدينة بوسطن، جرى إغلاق ساحتها الرئيسية أمام العامة فيما لم يُسمح بدخول الخيام والطاولات إلا بعد الحصول على إذن مسبق. أما في جامعة ييل بولاية كونيتيكت، فقد أقدمت الشرطة على اعتقال أكثر من 60 متظاهرا الاثنين (22 أبريل / نيسان) بعد أن منحتهم “عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال”، بحسب الجامعة.
ودعا الطلاب المحتجون في الجامعات الأمريكية إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التي يُزعم أنها تدعم إسرائيل.
طوارئ في إدارات الجامعات الأمريكية
وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى الأربعاء (24 أبريل / نيسان) بعد أن تحصن طلاب في مبنى إداري ، فيما قالت جامعة ميشيغان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج في أوائل مايو /أيار، لكنها ستوقف “التعطيل الكبير” للدراسة.
وفي ردها، قالت إدارة جامعة نيويورك إنه خلال المظاهرات “جرى ترديد هتافات مرعبة مع رصد العديد من الحوادث المعادية للسامية”.
الاعتراضات الطلابية متهمة بمعاداة الصهيونية
وقالت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق إن حرم الجامعة شهد حوادث معادية للسامية ، مضيفة “تزايدت حدة خلافاتنا خلال الأيام الأخيرة حيث جرى استغلال هذه التوترات وتضخيمها من قبل أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا وجاءوا إلى الحرم الجامعي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة.”
وجاء قرار مينوش شفيق باستدعاء شرطة نيويورك لإخلاء المخيم بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب حيث قالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرح بها
داعمو فلسطين ينفون توجيه العنف للطلبة اليهود
وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي وبالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية .
وشددت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعة على أن عددا قليلا من “الأفراد ممن حاولوا استغلال الأمر لتنفيذ اجندتهم، تصرفوا بطريقة غير مقبولة.”
التنوع الكامل لدعم فلسطين
وأضافت “نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونقف في يقظة ضد الأفراد من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتم تشكيله من قبل عدد من الطلاب الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود ومن أصول أفريقية وأيضا الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.. هؤلاء يمثلون التنوع الكامل لدعم الفلسطينيين داخل بلدنا”.
ويقول مراقبون إن موجة الاحتجاجات الطلابية تسلط الضوء على أن العديد من الشباب الأمريكي غير راضين عن سياسة الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل. الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة على مر التاريخ تعد الحليف القوي لإسرائيل مع دعمها المستمر للدولة العبرية.