كما توقعنا في منصتنا، وكالة الأنباء المصرية:إندكس، سيأتى وفدا رفيع المستوى، بقيادة رئيس الموساد الچنرال ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونان بر، تقرر أخيراً بعد اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، أن يذهب وفد إسرائيلي لإجراء محادثات في القاهرة حول المفاوضات حول الصفقة، والتى تطالب مصر لإنقاذ الفلسطينيين من عملية الاجتياح البري التى ترتب لها إسرائيل خلال الساعات الأخيرة.
ويتوجه وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد بارنيع لبحث صفقة الرهائن التي ستعقد غدا في القاهرة في قمة مخابراتية أمنية بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز وممثلين مصريين بقيادة السيد عباس كامل وقطريين، وهو اجتماع مشابه لما تم فب الدوحة وباريس سابقا، لكنها كانت بلا نتائج على الأرض.
الوفد الإسرائيلي يقدم للقاهرة بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم التوتر المصري الإسرائيلي المتصاعد خلال الفترة الأخيرة، ويصل لمربع ساخن جدا لم يصل له بالمرة منذ توقيع إتفاقية السلام.
وعلق مصدر إسرائيلي إنه على الرغم من مطالب حماس غير المنطقية في الوقت الحالي، فإن الوفد سيصل، خاصة للاستماع، في أجواء احتفالية تحولت فيها الضغوط والخلافات لتوافقات بشكل كبير في الجبهة الإسرائيلية بعد عملية التحرير المفاجئة و الغامضة التى تم تحرير اثنين من العجائز الذين كانوا محتجزين لدي المقاومة.
وتشتعل السوشيال ميديا المصرية بالتريندات الغاضبة والحماسية التى تم إطلاقها على خلفية الإصرار الإسرائيلي على الاجتياح البري لرفح، بالذات مع أول عملية تحرير للرهائن في أجواء غامضة.
وعلقت الولايات المتحدة إنها تسعى إلى هدنة لمدة 6 أسابيع في غزة
وقال وزير الحرب الإسرائيلي إن إنقاذ الرهينتين هو “نقطة تحول” في الحرب والأمم المتحدة لن تشارك في الإخلاء القسري لرفح.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ساعات من إجتماع القاهرة، إن الولايات المتحدة تسعى إلى هدنة في القتال بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة لمدة ستة أسابيع كنقطة انطلاق نحو وقف أطول لإطلاق النار.
وأضاف أن اتفاقاً للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة مع وقف “لستة أسابيع على الأقل” للأعمال العدائية بين إسرائيل و”حماس”، هو حالياً قيد البحث.
وشدد الرئيس الأميركي مجدداً على “وجوب حماية” المدنيين الفلسطينيين في رفح في حال شنت إسرائيل عملية عسكرية برية في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة.
وأدلى بايدن والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بتصريحات بعد محادثاتهما في البيت الأبيض التي تناولت قائمة من التحديات الصعبة، مثل الاجتياح البري الإسرائيلي الوشيك في جنوب غزة وخطر حدوث كارثة إنسانية للمدنيين الفلسطينيين هناك.
وقال بايدن، الذي أبدى سخطاً متزايداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم استجابته لنصحه، إن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها في المنطقة على التوصل لاتفاق على هدنة تسمح بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف بايدن أن الاتفاق سيبدأ بتوقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأقل، “ويمكننا عندها أخذ الوقت الكافي للتوصل لشيء أكثر استدامة”.
وبعدما تحدث بايدن، جدد الملك عبد الله الثاني دعوته لوقف إطلاق النار على نطاق واسع. وقال “لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر”. وأكد ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم، قائلاً “هذه الحرب يجب أن تنتهي”.
وأشار الملك عبد الله الثاني أن أي هجوم بري إسرائيلي على مدينة رفح المكتظة بالنازحين والخيام ، والواقعة في جنوب قطاع غزة “ستنتج عنه بالتأكيد كارثة إنسانية جديدة”. وأضاف أن العالم “لا يمكنه تحمل (عواقب) هجوم إسرائيلي” على رفح، مضيفاً “لا يمكننا أن نقف جانباً وأن نسمح بأن يستمر هذا الأمر”.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي والعاهل الأردني ناقشا أمس الإثنين أهمية الاستقرار في الضفة الغربية والشرق الأوسط على نطاق أوسع. وأضاف أن بايدن أكد أيضاً خلال اللقاء أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، في وقت دعا فيه الرئيس الأرجنتينى خافيير ميلى لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث.
ويأتي الاجتماع في وقت يطالب فيه بايدن إسرائيل صراحة وبشكل متزايد بعدم شن هجوم بري على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة دون وجود خطة لحماية المدنيين الفلسطينيين الذي يحتشدون هناك.
وتحدث بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال البيت الأبيض إن بايدن شدد على أن “أي عملية عسكرية في رفح ينبغي ألا تمضي قدماً دون وجود خطة يُعوّل عليها وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص يلوذون بها”، وسب نتنياهو ووصفه بالأحمق.
اتفاق حول الرهائن لا يزال “ممكنا”
واعتبرت الولايات المتحدة الإثنين أن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و”حماس” للإفراج عن الرهائن مقابل إرساء هدنة في غزة لا يزال ممكناً وستكون فوائده “هائلة”، وذلك بعد عملية إسرائيلية دامية أسفرت عن إنقاذ رهينتين.
وقالت مصادر مطلعة على التطورات إنه من المتوقع أن يصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى القاهرة الثلاثاء لعقد جولة جديدة من المحادثات حول اتفاق بوساطة مصرية وقطرية، بعد أن رفضت إسرائيل رد “حماس” الأولي عليه الأسبوع الماضي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين “كان هناك عدد من البنود التي يتعذر الدفاع عنها في الاقتراح الذي جاء كرد من “حماس”، لكننا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن وسنواصل مساعينا” لتحقيقه.
وأضاف “نعتقد أن فوائد (إعلان) هدنة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن هائلة، ليس فقط بالنسبة إلى الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم، ولكن أيضاً بالنسبة للجهود الإنسانية في غزة وقدرتنا على البدء بالسعي إلى حل فعلي ودائم لهذا النزاع”.
والاقتراح الذي طُرح لأول مرة خلال محادثات جرت في باريس وجمعت بيرنز مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين والمصريين، يقضي بوقف القتال موقتا مقابل إطلاق “حماس” سراح الرهائن.
لكن نتنياهو رفض بعد محادثات الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اقتراح “حماس” المضاد وتعهد توجيه “ضربة قاتلة” لـ “حماس”.
وأعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنها تمكنت من الإفراج ليل الأحد الاثنين عن رهينتَين خطفهما مسلحو “حماس” خلال عملية في رفح التي تشهد أعنف المعارك وعمليات القصف وحيث يتكدس 1.4 مليون نازح فلسطيني.
وأكدت وزارة الصحة في حكومة “حماس” الإثنين أن العملية أدت إلى سقوط نحو مئة قتيل. وجاءت العملية بعد ساعات من محادثة هاتفية جرت بين نتنياهو والرئيس بايدن الذي قال إن الولايات المتحدة تعارض الهجوم على رفح من دون خطة لحماية المدنيين.
وقال ميلر “تقييمنا أن هذه الضربة الجوية ليست بداية هجوم واسع النطاق في رفح”. وأضاف “سنوضح (…) كما فعلنا نهاية الأسبوع الماضي، وكما فعل الرئيس في محادثته خلال عطلة نهاية الأسبوع (…) أنه بدون خطة كهذه ذات مصداقية ويمكنهم تنفيذها، فإننا لا نؤيد إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق هناك”.
مع ذلك، تشدد الولايات المتحدة على أنها تدعم “الحملة العسكرية المشروعة” ضد قيادة “حماس” وكتائبها، محملة الحركة مسؤولية النزاع، وفق ترويجها.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “لا نهاية مستدامة للأزمة قبل أن تفرج (حماس) عن الرجال والنساء الذين تحتجزهم رهائن، (تفرج) عنهم كلهم”.
ولم يشأ مسؤولون أميركيون الخوض في العواقب التي قد تواجهها إسرائيل في حال مضت قدما في هجوم تلوح بشنه على رفح من دون توفير حماية للمدنيين. وقال ميلر “لا أستبعد شيئاً” موضحاً “لم نجر التقييم”.
ولدى سؤاله عما إذا يمكن أن تعمد الولايات المتحدة إلى قطع المساعدات عن إسرائيل، رد ميلر “يجب النظر… إلى كيفية تلقف خصوم إسرائيل لخطوة كهذه، سواء بداخل غزة أو خارج دولة إسرائيل”.
“نقطة تحول” في الحرب
قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن نجاح الغارة العسكرية الإسرائيلية التي حررت رهينتين في غزة هو “نقطة تحول” في الحرب ويظهر “ضعف” “حماس”.
وأورد يوآف غالانت لدى لقائه عناصر في الفرقة الخاصة التي حررت ليلاً الرهينتين الإسرائيليين-الأرجنتينيين فرناندو سيمون مارمان (60 سنة) ولويس هار (70 سنة) “إنها نقطة تحول في الحملة” العسكرية التي أطلقت رداً على الهجمات التي شنتها “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وأضاف “هذه الغارة أحدثت انقلاباً في طريقة تفكيرنا، وكذلك في طريقة تفكير (حماس)” لأنه “فجأة أصبحت “حماس” ضعيفة ويمكن أن نطالها في كل مكان”. وشدد على أن “الشعب (الإسرائيلي) يعرف أنه يمكنه الوثوق (بنا)”، في حين تتعرض حكومته لضغوط شديدة تمارسها عائلات رهائن تطالب باتفاق يتيح الإفراج عن أحبائهم.
وقال غالانت “ستكون هناك عمليات أخرى”، في حين تقدر إسرائيل أن نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصاً اختطفوا في إسرائيل. وشدد الوزير على أن لا بديل لدى إسرائيل من العمل العسكري لأن الدولة عليها ردع فصائل مسلحة على غرار “حزب الله” اللبناني، حليف “حماس” والمدعوم من إيران، عن شن هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في السابع من أكتوبر.
وقال إن “وجودنا هنا (في إسرائيل) قائم على الردع”، مضيفاً أن الفصائل المسلحة ستفكر مرتين قبل شن هجوم “إذا كان الثمن باهظاً جداً”. وشدد على أن الدمار في غزة يحمل “رمزية” على هذا الصعيد.
الأمم المتحدة لن تشارك في الإخلاء القسري لرفح
قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الإثنين إن الأمم المتحدة لن تشارك في عملية “التهجير القسري للسكان” في رفح، مكرراً أنه لا يوجد “مكان آمن” في قطاع غزة لنقلهم إليه.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل ستوفر “ممراً آمناً” للسكان لمغادرة المدينة، من دون أن يحدد المكان الذي يمكنهم اللجوء إليه في المنطقة المدمرة.
ورداً على سؤال عن احتمال مشاركة الأمم المتحدة في عملية الإجلاء هذه، شدد المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش على ضرورة “الاحترام الكامل للقانون الدولي وحماية المدنيين”.
وأضاف “لن نشارك في التهجير القسري للسكان … في الوضع الحالي، لا يوجد أي مكان آمن في غزة”.
وشدد المتحدث على أنه “لا يمكن إعادة الناس إلى مناطق تملأها الذخائر غير المنفجرة، ناهيك عن عدم وجود مأوى” يلجأون إليه، في إشارة إلى المناطق الشمالية والوسطى في قطاع غزة التي شهدت دماراً هائلاً.
وكرر استنكاره شح المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، لافتاً إلى أن المخزون الحالي “قد يكفي لبضعة أيام فقط”.
شدد دوجاريك الأسبوع الماضي على ضرورة “حماية” مئات الآلاف من الأشخاص الذين لجأوا إلى رفح. وأضاف “لن نؤيد بأي حال من الأحوال التهجير القسري الذي يتعارض مع القانون الدولي”.