لما تنام بليل او ماتعرفش تنام
راجل حضرتك او ست ، كبير حضرتك او شاب
لما تنام اخر الليل علي اخبار الموت والقصف والحزن والغم ، وتشوف الجثث والدموع والنازحين ليل نهار
وتسمع مرة لبنان ، ومرة غزة ، ومرة دمشق ، ومرة اليمن ، ومرة السودان ..
وتصحي الفجر بعد الكوابيس مخنوق ونفسك مسدودة
تشرب شايك وقهوتك ودماغك مشغولة بمواعيدك وترتيبات يومك الزحمه اللي مش عارف له اول من اخر ..
وتلاقي نفسك مثلا رايح المدرسة مع بنتك اول يوم ، وبعدها رايح تشتري هدية عيد ميلاد اختك الصغيرة رغم انك مزنوق ، ووسط النهار عندك ميعاد مع دكتور السنان تشيل الجير وانت مرعوب ونفسك تزوغ ،
وبعدها حتعدي علي مامتك علي الغدا وتاخد منها الخضار اللي جهزته لك وتتخانق مع اخوك علي كاس السوبر وتقابل جاركم علي السلم يعزمك علي رز بلبن لانه عليه ندر ..
لما مثلا تروح شغلك وتقابل زمايلك وتحتفلوا مع بعض بزميلتكم اللي راجعه من اجازة الجواز وتاكلوا جاتوه بالفاكهة وشوكلاته وتزوغوا من المدير اللي حيتخانق معاكم لانكم مش علي مكاتبكم ومعطلين الشغل ..
وبعد الشغل وانت مروح تشتري بتنجان وفلفل حراق لانكم حتطبخوا مسقعه اورديحي تتعشوا بيها ، وتجيب عنب للعيال لان نفسهم رايحه عليه ، وتروح تنام حبه وتنزل تقابل اصحابك علي القهوة / الكافيه تتفرجوا علي مو صلاح وليفربول ، وابنك يوريك النجمه اللي خدها في كراسة الدراسات ، وبنتك تطلب منك فلوس الرحلة اللي حتروحها بعد بكرة ، وتقفل الشباك لان الشارع جايب صداع هيصه ودوشة وكلاكسات اللي بيشتري واللي بيتخانق واللي بيضحك واللي مروح واللي نازل يجيب عيش من الفرن لسندوتشات العيال بكرة واللي نازله ترجع الحله اللي اشتريتها امبارح لانه مجروحه واللي نازل يحجز تذكرة اتوبيس لانه مسافر بكرة ..
لما تلاقي كل الشبابيك حواليك في كل البيوت منورة رغم ان الحكومة غلت الكهرباء ، وتلاقي كل المحلات زحمه مع ان الناس مفلسه ، وتلاقي جارتكم بتتخانق علي الفيس بوك مع صاحبتها لان الطماطم غليت والعيشة لاتطاق وتلاقي اختك بتحكي لك عن شيرين وحسام واخر خناقاتهم واخوك مستني عمرو اديب يحتفل بالزمالك والفوز الحلال واصحابك بيتخانقوا علي مين بيحب الشتا ومين بيحب الصيف ومحموقين قوي وعمالين يلطشوا لبعض وكانها حرب وعاركه مابتخلصش وناس بتتخانق علي المايوه الشرعي وناس بتشتم الساحل الشرير وناس عندها حنين للماضي وناس عايزة تهاجر وناس مشغوله بسعر الدهب وستات عايزة قانون جديد للاحوال الشخصية وناس عايزة تلغي قانون ايجار الاماكن وناس شابطة في بعض علشان الافروسنتريك وناس بتشتم الزحمه وناس بتقول ليه الطرق والكباري ياسيسي ولجان الكترونيه بتكلمك عن الفينو والاسانسير وقطع الكهربا وناس بتسمع اغاني وناس بتابع Qnews الجديدة علي موبيلها وناس بتحب رأفت الهجان وبتشوفه للمرة الالف ، لما تسمع زغاريط من جارتكم اللي فوق لان البت اتقرت فاتحتها اخيرا ، وتوعد جاركم تروح المقابر معاه بكرة توزعوا الرحمه علي روح المقدس جاركم اللي اتنيح الاسبوع اللي فات ..
لما تسمع دوشه الضحك والعياط والخناق والاتفاق وخناقات الكورة وجروبات الماميز وارتفاع اسعار السبلايز واللانش بوكس ومين حيقبض الجمعية وتشم ريحه الكيكه اللي بعتتها جارتكم ونفسك تهف علي ام علي والواد يزن عايز عصير و البنت بتبص علي فساتين الفنانات في مهرجان السيما والناس رايحه وجايه في الشارع للفجر وعربيات واتوبيسات وميكروباصات وتكاتك وزحمه ودوشة وامان وطمانينة ..
لما تعيش ده كله بدوشته والصداع قافش في راسك وترمي جتتك علي الكنبه مخنوق تعبان و تلاقي نشرة الاخبار بتتكلم عن مشروعات حياه كريمة ومهرجان العلمين وارتفاع الاحتياطي النقدي في البنك المركزي وبداية العام الدراسي الجديد واخبار الطقس والجو اللي لسه حر والاحتفال بالذكري ٥١ لنصر اكتوبر …
وقتها ، ساعتها ، وانت قاعد علي الكنبة والعيال في اوضتها والخناقه شغاله بين الراجل ومراته لاي سبب مش بيفتكروه لما يتصالحوا ، لما تقزقز لب قصاد التلفزيون وتاكل فشار وتحبس بشاي وانت زعلان لان السكر غالي ، وقتها تحس انك تعبان وعايز تنام
فتلاقي راسك بتزن وتسمع تاني اخبار الموت والقصف
وتشوف الجثث والدموع والنازحين ليل نهار
وتسمع مرة لبنان ، ومرة غزة ، ومرة دمشق ، ومرة اليمن ومرة السودان ..
وتسمع عن مصر وهي بتقول وقف اطلاق النار وحل الدولتين والتحذير من اتساع الحرب الاقليمية ، وقتها تشكر ربنا علي كل اللي عشته من الصبح النهاردة وامبارح وكل يوم وتعرف انك عايش بجد في نعمة الدولة الناجية …
ايوة مصر هي الدولة الناجية
عن الكاتب
