جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » أسامة سرايا يسطر: لماذا هزتنى الندوة التثقيفية عن نصر أكتوبر؟!

أسامة سرايا يسطر: لماذا هزتنى الندوة التثقيفية عن نصر أكتوبر؟!

 

تشدنا سنويا “الندوة التثقيفية” التى تنظمها الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لرُقِيِّها، وتقديمها برسائل مهمة، ليس للعسكريين وحدهم، ولكن للمجتمع بكل فئاته، ورغم أنها منصة نخبوية، فإنها تصل إلى الجميع بسلاسة، وقوة، بل ينتظرها عامة الناس ليعرفوا، فى حفل مهيب، بالذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر 1973.

لقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسى (كعادته) قادرا على أن يرسل حزمة من النصائح عبر خطابه الدقيق.. وأسلوبه، وتعامله مع الحدث هو، فى حد ذاته، قيمة رفيعة لسمو الأخلاق، وكبرياء العسكرية المصرية.

ولكن استوقفتنى، بل شدتنى جدا، حالة الترحيب، والتقدير لكبار القادة، والضباط المقاتلين فى حرب أكتوبر (صناع النصر) الذين أصبحوا الآن شيوخا، وكبارا يرسلون لنا، بل يُشعون حولنا حالة الحب للوطن والأرض التى عاشت وتعيش فى وجداننا.

لكن ما هزنى شخصيا هو وجود المقاتل، والصحفى ابن “الأهرام”، عبده مباشر، بين المكرمين، وحفاوة الرئيس السيسى به،

فالأستاذ (مباشر) كان، ومازال، القلم العظيم الذى واكب المصريين فى صفحات الأهرام، وعبر وسائل الإعلام، عقب نكسة 1967 لكى يرفضها، ويندد بها، وظلمها للجنود والجيش.

ويدعو إلى إعادة بناء القوات المسلحة، فتطوع جنديا، ورُقى إلى ضابط مقاتل يهب حياته لمصر.. لم يكتب فقط بالقلم، ولكن بالدم فتلاحم مع العسكرية المصرية.

أعتقد أن شخصية عبده مباشر الأثيرة لنفوسنا دائما تشدنا لتعلمنا، ليس قولا، ولكن بالفعل، وقد كنت دوما أعتبر نفسى من أعضاء كتيبته ، أتعلم منه، وأحب أن أكون مثله فى حب الوطن، والممارسة العملية للمهنة والصحافة.

أسامة سرايا يسطر: لماذا هزتنى الندوة التثقيفية عن نصر أكتوبر؟!

ومازلت أتذكر أنه اكتشفنى فى صالة التحرير، بل انتخبنى فى انتخابات النقابة، لتكون جزءا من شخصيتى (كيف أعمل لمصلحة زملائى، والمهنة، فى نقابتهم)، وكانت درسا عمليا، ولم تكن نصيحة مباشرة، ولكن التقطتها، وعملت بها، وشاركته فى مجلس النقابة.

وكنت دوما أنظر إلى مواقفه، وصلابته، وأتعلم منه، وعندما تحملت المسئولية رئيسا لتحرير الأهرام لا أذكر على الإطلاق أنه طلب منى شيئا غير مهنى..

كان منوالا وحده، ونموذجا مازال فريدا فى مهنة الصحافة، ومقاتلا شريفا، فتحية، وإكبارا لمن كرّم الشهداء، والأبطال معا، وأرسل رسالة محبة، وتقدير، وعطاء فى تكريم عبده مباشر، أحد أبطال مهنة الصحافة.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *