غرفة التغطية الحية
تزامنًا مع العدوان الوحشي الإسرائيلي في غـ ـزة.. تُقدم مجلة الأزهر الشريف لقرائها في عددها الحالي، شهر “شعبان” لعام 1445هـ، كتاب “ملامح من تاريخ القدس عبر العصور”، من إعداد الباحثين بلجنة التاريخ والحضارة بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك باعتباره هدية مع مجلة الأزهر.
يأتي نشر هذا الكتاب حلقة في سلسلة متصلة بدأها الأزهر الشريف، بيانًا لموقفه من القضايا الوطنية للأمة، وغرسًا للوعي في النفوس، وخاصة الشباب؛ فيثبت الكتاب في جميع صفحاته الحق الديني والتاريخي في القدس وأنه للإسلام والعرب لا شك، وهذا الإثبات يفنِّد فكرة الكيان الصهيوني التي تدعي زورًا وبهتانًا أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في القدس.
ويتناول الكتاب -في ضوء هذا الواقع المر الذي تمر به غزة– تاريخ القدس الشريف بدءًا من عصر الكنعانيين وحتى العصور الحديثة والمعاصرة، ويعرف بمراحل القدس عبر عصور الحضارات الإنسانية التي تواردت على هذه المدينة المباركة؛ ليكشف الأكاذيب، ويرد الافتراءات، ويدفع بالاتهامات من ناحية، كما يرشد إلى منافع لا تعد، وحِكَم لا تحصى؛ نتيجة مطالعة التاريخ وأحداثه من ناحية أخرى.
ويشير الكتاب إلى أن مدينة القدس من أقدم مدن العالم؛ إذ يمتد تاريخها إلى نحو ستة آلاف عام، وعلى الرغم من صغر مساحة القدس، فإنها كانت محط الأنظار عبر التاريخ، كما كانت منزلًا لكثير من الأنبياء والمرسلين.
وتؤكد المصادر التاريخية والآثار القديمة أن القدس مدينة عربية خالصة، أنشأها العرب الكنعانيون منذ آلاف السنين، وفدوا إلى فلسطين من شبه الجزيرة العربية في الألف الرابع قبل الميلاد، وأقاموا بها حضارة راقية، ولفظة (كنعان) في العربية تعني الأرض المنخفضة الخشنة؛ وهذا من أسباب صلابة أهلها وبأسهم.
ويشدد الكتاب على أنه لم يكن لبني إسرائيل أدنى علاقة بنشأة القدس، وتشهد بذلك توراتهم – أيضًا- فيما أوردته من إشارات تبين أنهم كانوا يرون أنفسهم غرباء على القدس، وأن إبراهيم عليه السلام وأبناءه حين قدموا من العراق إلى فلسطين وجدوها أرضًا مأهولة بالسكان العرب الكنعانيين.
ويشتمل الكتاب على خمسة مباحث؛ المبحث الأول: “القدس قبل الفتح الإسلامي”، ويقع تحته العناوين التالية: القبائل العربية التي استقرت في القدس، بنو إسرائيل والقدس، صراع الإمبراطوريات القديمة حول القدس، أسماء القدس ومعانيها منذ القِدم، شواهد أثرية تؤكد عروبة القدس قبل الإسلام، خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم والقدس، رحلة الإسراء والمعراج، القدس قبلة المسلمين الأولى.
أما المبحث الثاني من الكتاب فيقع تحت عنوان “الفتح الإسلامي للقدس” ويقع تحته العناوين التالية: أسباب الفتح الإسلامي للقدس، أحداث الفتح الإسلامي للقدس، مظاهر التسامح الإسلامي في القدس بعد الفتح.
وتحكي المباحث: الثالث والرابع والخامس “تاريخ القدس في العصر الأموي والعباسي والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني”، ثم يتطرق الكتاب إلى نشأة الحركة الصهيونية ووقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وقرار تقسيم فلسطين، وتاريخ القدس في التاريخ المعاصر، وجهود الأزهر في الدفاع عن عروبة القدس وهويتها الإسلامية.