غرفة التغطية الحية
في بداية الصباح، كانت هناك استضافة مهمة لرئيس تحرير منصة وكالة الأنباء المصرية:إندكس، إسلام كمال، في راديو الناس الشهير والخاص بفلسطينى ٤٨، ودار الحديث حول التطورات الأخيرة، والخلافات الظاهرة بين مصر وإسرائيل، والقمة الثلاثية بين رؤساء مصر والأردن وفلسطين بالعقبة، وما انتهت إليه جولة بيلنكن.
وقال إسلام كمال ردا على سؤال محمد مجادلة، حول أحدث نتائج التواصلات بين مصر وإسرائيل، أن الاتصالات عادت بين القاهرة وتل أبيب بعد قطيعة مصرية اعتراضية على عملية تصفية إسرائيل للقيادى الحمساوى البارز صالح العارورى في جنوب لبنان منذ أيام، موضحا أن العودة فقط لقيام دور الوسيط لاستحالة استمرار الحرب الوحشية بهذه الطريقة، حيث أبيد أكثر من 70% من القطاع وسط سكوت مذهل من قيادات العالم، وغضبه شعوبه، وكانت لوزير الخارجية المصري سامح شكرى تصريحات في غاية الأهمية في هذه الإطار، وكان لها صدى دولى ملحوظ خلال الساعات الأخيرة.
وأضاف كمال إن وفدا أمنيا إسرائيليا وصل للقاهرة بشكل اعتيادى وفق المتبع منذ سخونة دور الوساطة المصري مع اشتعال الحرب، لكن أيضا كان هناك طلبا أو مقترحا من الجانب الإسرائيلي بخصوص العودة لمحور فيلاديلفيا الحدودى بين مصر وغزة، بحجة مواجهة تهريب الأسلحة والأشخاص، الذي يتم، وكانت هناك أصوات إسرائيلية رسمية وغير رسمية تتهم مصر بالتخاذل في حماية الحدود لمنع التهريب.
ومن جانبها رفضت مصر المقترح الإسرائيلي مؤكدا على أن الحدود مصرية فلسطينية، لكن روج الإسرائيليون في إعلامهم كالعادة لتفاصيل المقترح، للضغط بشكل أو آخر، وتبييض وجه حكمهم، بالحديث عن مراقبة إلكترونية مشتركة بين مصر وإسرائيل وتفعيل نظام لتسيير الدرونز وقت الاحتياج لو وصل تحذير بعمليات تهريب، لكن رفض المصريين هذا الأمر بالمرة، وروجوا لهذا الرفض بكل الطرق وفي كل الوسائل ردا على الحملة الإسرائيلية المستفزة.
وأوضح كمال أن مصر تعتبر هذا توريط لها وأيضاً انتهاكا للسيادة المصرية، وترفضه تماما، مما عمق الخلافات المصرية الإسرائيلية، لكنها لم تعطل الاتصالات حتى الآن من جديد، لأن القاهرة مصرة على وقف الحرب.
والغريب ، الكلام لكمال، أن إسرائيل وإعلامها وسياسيوها يركزون على الحملات المعادية المنوعة ضد مصر بشكل مريب، حتى وصل البعض بالتهديد والإشارة إلى الأزمة الاقتصادية التى تصل بمصر للإفلاس، وفق ترويجهم، وأزمة السد الإثيوبي الذي قارب على تعطيش مصر، كما حدث مع العراقيين في رافدى دجلة والفرات اللذان جفا بفضل تركيا.
وأضاف كمال إن مصر مصرة على المضي قدما لوقف إطلاق النار في غزة، خاصة أن اتساع نطاق الحرب من باب المندب وحتى جنوب لبنان، بل وسوريا والعراق، بخلاف المواجهات البحرية البعيدة، يضر الجميع، وينقلنا لمربع أكثر إحباطا.
وردا على سؤال من الإذاعية الشهيرة في فلسطين التاريخية، وفي تحليلك هل هناك ما يدور في الكواليس ولا يعلن عنه، حول اليوم التالى من الحرب بما فيها إدارة غزة والتخلص من حكم نتنياهو..قال كمال إن الترويجات الخارجية من لقاء بن سلطان وبيلنكن تؤكد ما تقولينه، حول تأكيد السعودية من جديد الاستعداد للتطبيع مع إسرائيل لكن بشرط إقامة دولة فلسطينية، دون تحديد لماهية هذه الدولة، ومن ناحية أخرى هناك تسريبات حول ضغوط أمريكية من جديد على مصر لإدارة مؤقتة وجزئية لغزة لحين إجراء الانتخابات الفلسطينية، لكن القاهرة لأى تورط في القطاع لصالح الإسرائيليين وتحت أى مسميات، فعلى الاحتلال تحمل مسؤوليته، خاصة بعد هذه المجازر التى من المفروض أن تحاكم عليها إسرائيل ليومين في محكمة العدل الدولية بلاهاى، وسط آمال البعض بحدوث مفاجأة سارة للمنكوبين في غزة.
وأضاف أن جنوب إسرائيل إنها دولة تدافع عن الفلسطينيين بحق، وكنت أتمنى أن يكون هناك تنسيق مصري جنوب إفريقي أكثر في هذا الإطار، خاص أن التواصلات الثنائية على مستوى عالى خلال الفترة الأخيرة، ومن المهم آلا يتم تفويت هذه الفرصة لما فيه صالح الجميع، وفي مقدمتهم الفلسطينيين ومن وراءهم كل داعميهم وفي مقدمتهم المصريين.
وأشار كمال إلى أنه من ضمن الخلافات المصرية الإسرائيلية، الحديث عن مستقبل غزة، خاصة أن الإسرائيليين يروجون عن أن مصر تتحدث عن دور لحماس في هذا المستقبل، طالما هى باقية ككل الفصائل الفلسطينية في القطاع والمشهد الفلسطيني عامة، والأمر كله يترك للفلسطينيين دون تدخل، وأضاف كمال أن الأمر الأكثر إحباطا والتى تقام القمة الثلاثية المرتقبة في أجواءه، أن البيت الأبيض أصدر إفادة صحفية فجرا حول إنه لا يريد وقف إطلاق النار، وهذا على هوى الساسة والمجتمع الإسرائيلي، وهى إشارة في غاية التعقد مع نهاية جولة بينلكن للمنطقة، وتؤهل لاشتعالات جديدة لا يعرف أحد مداها، خاصة إن إسرائيل مصرة على المضي قدما في سياسة الاغتيالات التى عادت لها بعد الفشل في اجتياح غزة بشهادة الجميع، بما فيهم الإسرائيليون أنفسهم.