غرفة شئون الأديان والعقائد ووحدة الشئون الدولية
تتوالى ردود الفعل حول قائمة الخارجية الأمريكية للدول التى أسماها بالمثير للقلق في إطار الحرية الدينية ، خاصة إنه منها دول في القائمة الرئيسية مثل السعودية ، وفي القائمة الثانوية مثل الجزائر ، والأغرب أن أى من القوائم الأمريكية لم تضم السويد التى حرق فيها القرآن عدة مرات واشتعلت عدة عواصم بسبب هذه الممارسات المستفزة.
لا السويد ولا إثيوبيا ولا إسرائيل ولا الهند بالقائمة
ولم تضم إثيوبيا التى حرقت وهدمت المساجد وقتلت متظاهرين مسلمين، بحجة إقامة كومباندات للأغنياء في أديس أبابا، ولا ترى في اقتحامات واعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصي والحرم الإبراهيمى وغيرهما وتطاولات المتطرفين اليهود على المسيحيين الفلسطينيين والكنائس بالبصق والاعتداءات في الشوارع، ودمر جيش الاحتلال كل المساجد والكنائس بغزة، أية قلق على الحرية الدينية، فلم تذكر إسرائيل في القائمة المشبوهة الموجهة، ولم تشر أيضا إلى الجرائم التى يرتكبها الهندوس والسيخ المتطرفون في حق المسلمين بالهند بالقتل والحرق وتدمير البيوت والمساجد، تحت رعاية الحزب المتطرف الحاكم.
والمفارقة أن واشنطن لم تستطع أن تضم الصين أو حتى روسيا للقائمة ، رغم التوترات المنوعة بينهم، وبالذات علامات الاستفهام التى يحاصرون بها الصين في تعاملاتها مع الأقليات المسلمة، ومنها الإيجور.
القائمة المشبوهة الموجهة كعادة الأمريكان
وتنشر وكالة الأنباء المصرية القوائم الدينية التى رصدتها الخارجية الأمريكية لهذه الدول التى ذكرتها بشكل مباشر، وكان غريباً إنها عممت التهديد المبهم في نهاية التقرير، بفكرة متابعة دول أخرى ام تذكرها، أى أن القائمة مفتوحة.
وأشاء وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن لقائمة تضم أسماء 17 بلدا من بينها المملكة العربية السعودية، مصنفة على قائمة الدول التى وصفها ب”المثيرة للقلق” فيما يتعلق بحرية الدين.
ولم تعلق السلطات السعودية حتى وقت قريب.
تعليق بيلنكن المستفز
وقال بلينكن في بيانه،: “لطالما كان تعزيز حرية الدين أو المعتقد هدفا أساسيا للسياسة الخارجية الأمريكية منذ أقر الكونغرس قانون الحرية الدينية الدولية وأصدره في العام 1998. وكجزء من هذا الالتزام الدائم، قمت بتصنيف كل من بورما وجمهورية الصين الشعبية وكوبا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وإريتريا وإيران ونيكاراغوا وباكستان وروسيا والمملكة العربية السعودية وطاجيكستان وتركمانستان كدول مثيرة للقلق بشكل خاص لتورطها في انتهاكات جسيمة لحرية الدين أو تسامحها معها بشكل خاص”.
ولم يذكر بيلنكن في خضم تقريره، ما هى الانتهاكات الجسيمة المرصودة في هذه الدول المذكورة بشكل واضح..وسط علامات استفهام مثيرة لعدم مصداقية الاتهام أساسا.
قائمة المراقبة تضم الجزائر
وتابع وزير الخارجية الأمريكية الذى يزور المنطقة الآن، وبالطبع سيثار هذا الحديث: “قمت بالإضافة إلى ذلك بتصنيف كل من الجزائر وأذربيجان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجزر القمر وفيتنام بين الدول المدرجة على قائمة المراقبة الخاصة لتورطها في انتهاكات جسيمة لحرية الدين أو تسامحها معها.
وأصاف بيلنكن: قمت أخيرا بتصنيف حركة الشباب وبوكو حرام وهيئة تحرير الشام والحوثيين وتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان ككيانات مثيرة للقلق بشكل خاص”.
التهديد مفتوح القوس
وتابع: “نشهد أيضا انتهاكات جسيمة لحرية الدين في دول لم يتم تصنيفها. ويتعين على الحكومات وضع حد للانتهاكات المماثلة للهجمات على أفراد الأقليات الدينية وأماكن عبادتهم وأعمال العنف الطائفي والسجن لفترات طويلة بسبب التعبير السلمي والقمع العابر للحدود الوطنية والدعوات إلى العنف ضد الطوائف الدينية، بالإضافة إلى الانتهاكات الأخرى التي نشهدها في أماكن كثيرة حول العالم”.
التحديات الهيكلية والالتزام المدروس
وأردف بأن “التحديات التي تواجه حرية الدين في مختلف أنحاء العالم هي تحديات هيكلية ومنهجية ومترسخة بعمق، ولكننا سنشهد ذات يوم على عالم يعيش فيه الجميع بكرامة ومساواة في حال الالتزام المدروس والمستدام ممن يرفضون تقبل الكراهية والتعصب والاضطهاد كوضع قائم.