بعد نحو 13 عاما من ثورة 25 يناير لازالت تداعياتها وآثارها تلقى بظلالها علي المشهد السياسي في مصر وان اعتقد البعض غير ذلك.
ومع تقديري الكامل لكافة التحليلات المتعمقة لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنتها الهيئة الوطنية في 18/12/2023 والتي أسفرت عن فوز الرئيس السيسي بعدما حصل على 39 مليونا و 702 ألف صوت بنسبة 89.6%.
وبعيدا عن الاستغراق في تحليل تلك النتائج ودلالتها سواء من حيث ترتيب المحافظات في التصويت أو تحليل الكتل التصويتية لكل مرشح ،
أرى من وجهة نظرى أن ثورة يناير كانت حاضرة بقوة في تلك الانتخابات حتى لوفي العقل اللاواعى للناخب المصري .
فالأصوات التي حصل عليها المرشح الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمخالفة لكل التوقعات هي مؤشر واضح علي ثقة الناخب في الدور الذي لعبة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ قيام الثورة وحتى اليوم ،
حيث كانت ولا تزال الصورة الذهنية التي إنطبعت في أذهان الشعب المصري أنه رجل قوى قادر علي حماية البلاد من مخاطر التفكك والحفاظ علي امنها القومي وسيادتها.
ومما ساهم في تعميق تلك الصورة مخاطر ما شهدته الحدود المصرية مع فلسطين والمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان القطاع،
ومع اتجاه مزاج الناخب إلي التصويت لمرشح قوي حيث الأمن القومي حتى للمواطن البسيط مقدم علي ما عاداه من احتياجات؛
ومن أثار ثورة يناير أيضا أن حزب الوفد جاء متربعا في المركز الربع وبلا منافسة سوى مع الأصوات الباطلة حيث لم ينسى الناخب المصري تحالف الشيطان الذي وقعة رئيس الحزب الأسبق مع جماعة الإخوان عقب الثورة.
ولم يحظى اقدم حزب ليبرالي وسياسي في مصر بتقدير الناخب المصري،
وأنصف الناخب المصري كذلك ممثلي الحزب المصري الديموقراطي والشعب الجمهوري وهي أحزاب تأسست ما بين 2012 و 2018.
وكأنها رسالة للأحزاب القائمة أن المستقبل يتسع لأحزاب وان كانت حديثة وان الناخب لم يعد يثق في الأحزاب القديمة و العريقة وهو ما يدعونا لدراسة خارطة الأحزاب السياسية ومستقبلها في مصر خلال السنوات القادمة .
مجمل القول أن ما شهدته مصر من ظروف استثنائية عقب ثورة يناير جعلت مزاج الناخب المصري يميل إلي الاستقرار السياسي ويميل كذلك إلي عدم تكرار تجربة التغيرات الجذرية التي كادت أن تعصف بالدولة ومؤسساتها.
*المقالات لكتابها وهى مساحة ليست بالتبعية تعبر عن رؤية المنصة