خسائر إسرائيل ارتفعت أكثر من مائتي ضعف فقط خلال ٩ سنوات فكيف ستبدو الجولة القادمة.
حرب غزة الحالية ليست الأطول ولكن من يقرأ التاريخ سيجد أن الأولى كانت أطول وأن الحالية هي الأعنف وإن قدر أن تكون هناك ثالثة فستكون القاضية والأخيرة بلا شك وها هو التاريخ لمن أراد المقارنة واستشراف الواقع والمستقبل:
المعركة الأولى:
عملية الجرف الصامد “العصف المأكول” ٢٠١٤:
تم الإعلان عن العملية في أعقاب إطلاق نار كثيف من المدفعية الصاروخية من قطاع غزة على المستوطنات في جنوب إسرائيل بتاريخ ٨ يوليو حتى ٢٦ أغسطس ٢٠١٤ شملت العملية وتوقفت الحرب في اليوم ٥١.
في المرحلة الأولى بشكل أساسي تم قصف عنيف لسلاح الجو الإسرائيلي وسلاح المدرعات وسلاح المدفعية في قطاع غزة، بينما تلقت إسرائيل في الوقت نفسه إطلاقًا صاروخيًا من قطاع غزة وواجهت تسلل المسلحين من قطاع غزة عن طريق البحر أو عبر الأنفاق.
وفي المرحلة الثانية، التي بدأت في 17 يوليو، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي البرية إلى قطاع غزة، أولاً إلى بلدة بيت حانون، بهدف تدمير الأنفاق، استمر القتال وبعد ثلاثة أيام بدأت معركة الشجاعية. وخلال القتال، عثرت قوات سلاح الهندسة القتالية على أكثر من 30 نفقًا وقامت بتدميرها.
وفي المرحلة الثالثة، التي بدأت في 5 أغسطس، اكتمل انسحاب القوات البرية للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لكن القتال استمر مثل المرحلة الأولى بالضربات الجوية والمدفعية.
وخلال العملية، جرت 12 محاولة للوساطة لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث قبلت إسرائيل معظم المحاولات، لكن حماس رفضتها.
وانتهت العملية بعد 50 يومًا من القتال، مع التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
خلال العملية، تم إطلاق 4,594 صاروخًا مدفعيًا وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل، اعترضت القبة الحديدية 735 منها.
ومن ناحية أخرى، هاجم الجيش الإسرائيلي 6,231 هدفًا في قطاع غزة، ولحقت أضرار بـ 10,590 مبنى، ودمر 4,024 مبنى بالكامل بالأرض، وتم تدمير 32 نفقًا.
وفي الجانب الإسرائيلي قُتل 68 جندياً و5 مدنيين ومواطن تايلندي واحد. وأصيب 1433 جندياً و837 مدنياً.
على الجانب الفلسطيني، استشهد حوالى ٢٢٠٧ مواطن وجُرح أكثر من 11,000 فلسطيني.
وخلال القتال، اضطر ما بين 300 ألف ونصف المليون من سكان قطاع غزة إلى ترك منازلهم.
ملحوظة:
قاد نتانياهو المعركتين (٢٠١٤ و ٢٠٢٣) بينما قاد حماس خلال المعركة الأولى ٢٠١٤ مروان عيسى ومحمد ضيف.
والحالية ٢٠٢٣ محمد ضيف ويحي السنوار.
إن قدر لجولة ثالثة من سيقودها وكم من الخسائر ستوقع في العدو؟
على كل حال إن لم تكن هذه آخر المعارك فستكون القادمة بالتأكيد.