رصد / القسم السياسي من كمال أحمد
على غير المتوقع للكثيرين، جاءت أجواء الهيئة العليا لحزب الوفد، ليثبت من جديد إنه مؤسسة سياسية وشعبية تاريخية، مهما تعرضت له فهى ذات قيم ومبادئ خاصة، وتحمل عيد السند يمامة المرشح الرئاسي الحالى مسئولية المشهد، وهاجم النظام بقوة منافس حقيقي، بل وطالب بالعودة للمدتين الرئاستين وتعديل الدستور لضمان ذلك .
هذه الأجواء الحزبية الراقية التى يجب أن يتعلم منها الجميع تكاملت بحضور القيادى الوفدى البارز فؤاد بدراوى، الذى تنازل عن طموحه للترشح للرئاسة خاصة أن الحزب في غالبه كان معه، لكنه إرضاءا للحالة دعم يمامة أمام الجميع، ورفعا يد بعضهما البعض، وسط هتافات الوفديين وتصفيق الحضور.
وأعلن أعضاء الهيئة العليا للوفد ونواب الحزب بمجلسي النواب والشيوخ موافقتهم بالإجماع على ترشح الدكتور عبد السند يمامة ووقوفهم خلف مرشح الوفد ورئيسه في انتخابات رئاسة الجمهورية .
الاجتماع المشترك الذي عقد برئاسة الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب، حضره كل القيادات الوفدية تقريبا، وكان بجانبه داعمه، الدكتور ياسر الهضيبي سكرتير عام الحزب، والذي بدأ بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني وإدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة .
وأكد يمامة أن اجتماع اليوم مع الهيئة العليا والهيئة البرلمانية للوفد هو اجتماع متميز ومتفرد وخطير لأنه تحدث في كل تفاصيل مشاركة الوفد في انتخابات رئاسة الجمهورية 2024 .
*لغة شديدة اللهجة
أضاف رئيس الوفد أنه حصل على تزكية نواب الوفد بمجلسي النواب والشيوخ للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية بنسبة 92% بما يعادل تزكية 27 نائبا، لذلك أتوجه لهم ولجميع هيئات الحزب بالشكر على دعمهم المنقطع النظير ،والذي ظهر خلال تقديم أوراق ترشحي للهيئة الوطنية للانتخابات وما قبلها .
وقال رئيس الوفد أنه قدم أوراق الترشح للانتخابات للهيئة الوطنية للانتخابات ولا يجوز الطعن إلا من أحد المرشحين في الانتخابات وبهذا فقد أغلق الباب في هذا الحديث .
تابع:” أشعر بخير كبير لمصر وللوفد في هذه الانتخابات وسوف ينتقل الحزب إلي مكانة كبيرة بعد شهرين من الآن ويجب أن نؤكد على أن الأغلبية هي الديمقراطية وأرفض أية محاولة للإحباط وتكسير المعنويات والتي للأسف يتبعها البعض خلال الفترة الماضية ويجب أن ننظر إلي مكانة حزب الوفد الآن وكيف حرصت وسائل الإعلام المختلفة على نقل خبر ترشح رئيس الوفد للانتخابات وكان مشهدًا مشرفًا يليق بحزب الوفد، خاصة أن الوفد يخوض الانتخابات لينافس على المركز الأول لذلك لا مكان للإحباط بعد هذه الانتشار والترحيب بمشاركة حزب الوفد”.
وحسمها يمامة بقوله:” أنا رئيس الحزب المنتخب من الوفديين في معركة قوية ، وأنا اختيار الوفديين في 27 محافظة ، وأنا مرشح الوفد في انتخابات رئاسة الجمهورية ، ومن يعرف تاريخ عبد السند يمامة يعرف جيدا ما أقوله وتقدمت لانتخابات رئاسة الجمهورية حبا في مصر وحبا في حزب الوفد ، وهذا هو مقصدي”.
وأوضح:” الحملة الانتخابية الخاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية يجب أن يكون لها رؤية مختلفة ورئيس الحملة هو رئيس الحزب وسيكون لها متحدثاً رسمياً وغرفة عمليات مركزية في الحزب ومثلها في كل محافظة داخل لجان الوفد العامة، ولن يكون هناك تربح وجميع الدعم الذي يأتي للحملة سيكون تحت رقابة قوية .. والعملية الإدارية والتنظيمية الخاصة بالحملة سوف يكون لها تنظيم ، ولن أتدخل في هذا الأمر وسوف أتركه لقيادات الحملة .
وأضاف، حزب الوفد غني بالرجال ، والتاريخ الوفدي يشهد على ذلك ونحن حزب متميز ويوجد في الحزب أعضاء لديهم القدرة المالية على دعم الحملة الانتخابية ، لذلك سيكون هناك تنظيم لهذا الأمر من خلال لجان سيتم تشكيلها”.
*البرنامج الانتخابي
وفيما يخص البرنامج الانتخابي كشف رئيس الوفد بعض السطور العريضة لملامحه قائلاً:” نحن أمام أزمة حقيقة تحتاج إلي إصلاح اقتصادي .. ولا يوجد إصلاح اقتصادي إلا مع إصلاح سياسي وهذه مشكلة مصر منذ عام 1952 ، ودخولي الانتخابات واجب وطني من أجل إحداث إصلاح سياسي حقيقي خاصة أن الدولة تحتاج إلي وزارة إنقاذ ونحتاج إلي تضافر الجهود من أجل إنقاذ البلد .. والإصلاح السياسي سوف يعتمد على صون سيادة القانون والديمقراطية والحقوق والحريات والفصل بين السلطات ، وهذا يعني أن الجميع يخضع للقانون ، لذلك سيكون هناك تعديل في الدستور فيما يخص النصوص السياسية ، وخاصة فترة الرئاسة وعودتها إلي أربع سنوات للفترة الواحدة”.
وتابع :” وفيما يخص نهر النيل فان المادة 44 من الدستور المصري تنص على حماية حقوق مصر المائية لذلك سيكون هناك متخصصين وفنيين للحفاظ على حقوق مصر التاريخية في نهر النيل ، والتي اعترفت بها المعاهدات والمواثيق الدولية العالمية ، وأي اختلاف فيها يٌعد إعلان حرب على مصر ، وحسناً فعلت الدولة المصرية بعدم أخذ موافقة البرلمان على إعلان المبادئ الذي وقع مع إثيوبيا ، وأيضا هناك تصور للزراعة وكيفية عمل إصلاح زراعي ، ونحن مع تعظيم دور القوات المسلحة ، ولكن من خلال نصوص الدستور، وكل هذا في برنامج الانتخابي الذي يقبل التنفيذ على أرض الواقع “.
وأضاف رئيس الوفد، أن البرنامج يتحدث عن إصلاح اقتصادي حقيقي من خلال المتخصصين في الاقتصاد ، خاصة انه أمر فني في غاية الأهمية ، لذلك يجب أن يكون هناك تغيير في الرؤية لذلك سيكون هناك متخصصين وفنيين لعملية الإصلاح الاقتصادي ، هو الأمر الذي يشغل الشارع المصري كله وذلك سيكون من خلال رؤية جديدة ، وفي حقيقية الآمر البلد تحتاج إلي هذا التغيير لذلك يجب أن تتضافر الجهود من أجل مصلحة البلد وتحقيق الأفضل .
وكشف المرشح الرئاسي الوفدى ، ردًا على تساؤلات أعضاء الهيئة العليا عن مصادر تمويل الحملة الانتخابية ، أنه مسئول شخصياً عن تمويلها وعدم المساس بأموال الحزب ونهائي ، وأنه منذ توليه مسئوليه رئاسة الوفد لم يكسر أية وديعة من ودائعه .
*إعلان الدعم السياسي والمالى
أكد الحضور على تأييدهم للخطوط العريضة التي عرضها رئيس الوفد تمهيدا لتسلم الأعضاء صورة من البرنامج الانتخابي كاملا خلال الفترة القادمة .
كما أعلن الحضور دعمهم لرئيس الوفد في الانتخابات القادمة والمشاركة في الحملة الانتخابية من خلال اللجان العامة للحزب في المحافظات .
سلم الدكتور النائب أيمن محسب عضو الهيئة العليا ورئيس مجلس مؤسسة الوفد الإعلامية، خلال الاجتماع 825 توكيل لرئيس الوفد من المواطنين قام هو بجمعهم ووعد باستكمال التوكيلات إلي 2500 توكيل .
ومع نهاية الجلسة وبعد كلمة قوية قالها فؤاد بدراوى عضو الهيئة العليا، وضع بدراوى يده في يد رئيس الحزب ، معلناً الوقوف معه في معركة انتخابات الرئاسة وسط تصفيق جميع أعضاء الهيئة العليا ونواب الحزب .
وأكد رئيس الوفد، انه يحمل كل تقدير للأستاذ فؤاد بدراوى وكان واثقاً في وفديته الأصيلة.
عن الكاتب
