النصر فى أكتوبر لم يكن وليد المصادفة لكنه كان ثمرة جهد وعمل متواصل ليل نهار تحت قيادة تنفيذية ومباسرة من وزير الدفاع في حينها المشير أحمد إسماعيل ..
بكل تحد وعزيمة وإيمان بالله .وبدراسة العدو ونفسيته بدأنا نعرف شخصيته أكثر وعرفنا من هذا الجندى الذى نحاربه..وعن الجندى المصرى كان يقول عنه المشير أحمد إسماعيل أنه أفضل من السلاح وقد صدق فيما قال وكان صاحب الانتصار الحقيقى فى حرب أكتوبر ،شجاعته عوضت مصر ما نقصها من الأسلحة..وعن القائد العام للقوات المسلحة إبان حرب أكتوبر وشخصيته، ونقلا عن الكتاب الذى شرفت باعداد الطبعة الأولى منه عام 2006 وبتصديق ومراجعة الجهات المختصة بوزارة الدفاع، كانت السطور التالية :
“إننى لست أفضل من زملائى الذين أعطوا أرواحهم وحياتهم وعصارة فكرهم وجهدهم فداءا للوطن.لست إلا رجلا من بين هؤلاء الرجال .أتاحت لى الظروف أن أكون فى مكان القيادة فوفقنى الله بهم ووفقنا جميعا إلى تحقيق أمل أمتنا فينا”
من كلمات “المشير أحمد إسماعيل على”.. فى ختام مذكراته القليلة التى سجلها فى 30 أكتوبر 1974.
ولد المشير أحمد إسماعيل بالمنزل رقم 8 بشارع الكحالة بشبرا بمحافظة القاهرة فى الرابع عشر من أكتوبر 1917 تمتد جذوره للنسل الشريف..منذ طفولته وهو يحلم بأن يرتدى الزى العسكرى ويكون ضابطا بالجيش المصرى،ولم يوفق فى الالتحاق ثلاث مرات .لكنه لم ييأس وفى المرة الرابعة تم قبوله بها وبعد أن انتسب لكلية التجارة وأمضى بها ثلاث سنوات تخرج من الكلية الحربية فى يوليو 1938 برتبة الملازم ثان فى دفعة مزدوجة 17-18 ومن زملائه بالدفعة الرئيس جمال عبد الناصر..وفور التخرج التحق بسلاح المشاة
* قطوف من سيرته العسكرية..
-عمل ضابطا بالاستطلاع ثم قائدا لفصيلة فى الكتيبة الرابعة مشاة .
– فى عام 1940 رقى لرتبة ملازم أول وانتقل للتدريس بمدرسة الأسلحة والذخيرة.
– أرسل فى بعثة ببريطانيا عام 1944 وجاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والانجليز.
– إلتحق بكلية الأركان حرب عام 1947 ونجح فيها بتفوق كعادته.
-عمل بالكتيبة الثانية مشاة لمدة عامين ثم اختير عام 1947 ليعود للتدريس مرة أخرى فى مدرسة المشاة.
-بدأت موهبته تتألق فى الحرب العالمية الثانية التى اشترك فيها كضابط مخابرات فى الصحراء الغربية .
– عام 1948 ترقى لرتبة صاغ.وتولى قيادة سرية مشاة فى رفح وغزة .وأكتسب خبرة أهلته للقيام بانشاء نواة قوات الصاعقة .بعد ذلك انتقل للواء مشاة واختير لبعثة تدريبية فى انجلترا وحقق نجاحا باهرا متفوقا على جميع زملائه.
-عام 1951 يترقى لرتبة بكباشى “مقدم” ويعمل مدرسا بالكلية الحربية .وتتوالى المناصب التى يتولاها ويخدم بها.. منحصرة فى التشكيلات والمنشآت التعليمية..
-بعد ثورة يوليو وفى عام 1954 تعين عضوا فى اللجان العسكرية لمفاوضات الجلاء مع الانجليز..
-فى عام 1956 ومع معارك العدوان الثلاثى نجده يشارك فى صده ويشتبك مع العدو فى عدة معارك تنتهى بأن يصبح القائد المصرى الذى يرفع علم مصر فوق أرض بورسعيد فى أواخر ديسمبر 1956 وكان يشغل منصب قائد اللواء الثالث مشاة فى رفح ثم القنطرة شرق..
-بانتهاء الحرب يعاود الدراسة مرة أخرى ويلتحق بأكاديمية فروينز العسكرية بروسيا .ويتخرج فيها عام 1958محققا مركزا متقدما وسرعان ما يترقى لرتبة العميد ويعود للتدريس بالكلية الحربية ويعمل كبير المعلمين بها.فى عام 1961يمنح رتبة اللواء ويتولى قيادة الفرقة الثانية مشاة . بنكسة 1967 يحال إلى التقاعد مع عدد من قادة القوات المسلحة ولكن سرعان ما يعود للخدمة بعد أيام قليلة ويكلف بقيادة المنطقة العسكرية الشرقية ثم قائداً للجيش الثانى الميدانى رئيسا لهيئة العمليات.
-فى 9 مارس1969 يستشهد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق عبد المنعم رياض ويتولى اللواء أحمد اسماعيل رئاسة الأركان خلفا عنه ويرقى إلى رتبة الفريق ويظل يخدم فى هذا المنصب حتى لحظة اعفاءه فى سبتمبر 1969
ولكن القدر لا يقبل أن تنتهى حياته العملية عند هذا الحد .بل تبدأ مرحلة هامة أخرى ..ففى 15 مايو 1971 يقرر الرئيس السادات تعيينه رئيسا لجهاز المخابرات العامة كبداية لمنصب آخر
وهو قيادة القوات المسلحة .و فى 26 أكتوبر 1972 يعين قائدا عاما للقوات المسلحة ويسعى لتنفيذ مهمته الجسيمة التى كلفه بها رئيس الجمهورية السادات .وهو إعداد القوات المسلحة للحرب..
المشير أحمد إسماعيل كان يشرف بنفسه على تدريب القوات المسلحة وفى لقاء مع الرئيس السادات سأله الرئيس عن إمكانية دخول معركة عسكرية ناجحة .فقال : “قواتنا قادرة على ذلك ولكن بالتخطيط والإعداد السليم وبالفعل تمكن فى غضون شهور قليلة من التغلب على مشاكل رئيسية كانت عقبة أمام العبور ..
فى الثامن والعشرين من يناير 1973 قامت هيئة مجلس الدفاع بتعيينه قائدا عاما للجبهات الثلاث”المصرية والسورية والأردنية”..
وبالتعاون بينه وبين رجال مصر البواسل استطاعوا أن يقتنصوا النصر من رقبة العدو الغاشم ورفرفت إعلام مصر على أرض سيناء.فى انتصار مصرى عربى يتحقق لأول مرة فى حرب أكتوبر 1973وبانتهاء الحرب يمنح رتبة المشير من القائد الأعلى للقوات المسلحة “الرئيس السادات” تكريما لما قام به من أعمال رائعة توجها بقيادة القوات المسلحة وانتصار أكتوبر المجيد..
فى عام 1974 يتم اختياره نائبا لرئيس الوزراء مع الاحتفاظ بمنصبه كوزير للحربية وهو آخر منصب تولاه ونتيجه للمجهود الشاق والعمل المستمر ينهش فيه المرض بقوة.. ورغم مقاومته له بكل شجاعة إلا أن المولى عز وجل يسترد وديعته وبعد آداء مهمته القتالية على أفضل وجه..وينتقل إلى رحاب ربه فى 26 ديسمبر 1974 بعد حياة حافلة من الأعمال والإنجازات البطولية العظيمة..وعن عمر يناهز 57 عاما ..ولم يمهله القدر أن يشهد تحرير الأرض وعودة كل سيناء فى الخامس والعشرين من أبريل 1982.
نعود لمذكراته مرة أخرى وعن إعداد القوات المسلحة للحرب قال:” عندما كنت أتحدث إلى القادة عن أن القضية لن تحل إلا بالحرب وأنها قريبة لا محالة .كان البعض يبتسم كأنى أتحدث عن خيال لأنهم كانوا قد وصلوا إلى درجة اقتنعوا معها بأن هذه الحرب بعيدة المنال .ولكنى إيمانا بالله ثم بالقائد الأعلى والرجال كنت متأكدا أن تلك الظروف المتشككة ما هى إلا ظروف عارضة .وأنها لن تؤثر فى معدن الإنسان المصرى الذى حارب وانتصر عبر العصور.ولكنى أؤكد أننى لم أغير من هؤلاء الرجال أو أبدلهم . إن كل ما فعلته هو أن هيأت لهم المناخ الطيب والظروف الجيدة وهنا تأججت نفوسهم وتوهجت تحت النيران معدنهم الأصيل..
فى جزء آخر من مذكراته قال:” كانت مهمتى فى سبيل ذلك أن أعيد الثقة فى الرجال برفع روحهم المعنوية وأنه إذا كانت الحرب امتداد للعمل بالسياسة أو هى كما يقولون سياسة النار .فليس معنى ذلك أن هناك . خلطا بين الاثنين فللسياسة رجالها وللقتال رجاله.ومن ثم فنحن كعسكريين لنا واجب وأمامنا مهمة ومهارتنا تتمثل فى كيف نرفع درجة استعداد كفاءتنا القتالية لا أن نتحدث بالسياسة وعبر التاريخ أمامنا شاهد يقول أن السياسة عندما تدخل إلى الجيش تفسده..
* من أحاديث القائد العام للصحف المصرية والعربية بعد الحرب..
– قال المشير أحمد اسماعيل عن الجندى المصرى:” برغم ثقتى فى الجندى المصرى إلا أننى أركز على وجوب الثقة فى كفاءة السلاح الذى فى يد القوات المسلحة .ولم يكن ذلك مجاملة لأحد والذى يهمنى هو كيف يستخدم هذا السلاح بشكل فعال ومؤثر .وقد سعيت مع رجال مصر إلى تحقيق معادلة صعبة وهى زيادة التدريب مع الاقتصاد فى الذخيرة والاستهلاك وكان هذا قتالا صامتا مضنيا..
* قصة نداء الله الأكبر يرويها المشير أحمد اسماعيل قائلا..
وعن نداء الله أكبر فى المعركة والذى كان أكبر سلاح فيها..فقد.لاحظت عام 1970 وأثناء تدريبات الجنود الصيحة التقليدية للاقتحام هى هتاف المقاتلين هااااا بصوت مدو كالرعد .واقترحت أن يكون الله أكبر بديلا له غير أنه مع اتصال التدريب الذى شغلت القوات المسلحة بإحكامه .لم يكن هذا الهتاف ليوضع موضع التنفيذ والذى حدث لحظة العبور أن المقاتلين جميعا تذكروا فجأة نداء الله أكبر فراحوا يرددونه ويهتفون به تلقائيا ومن أعماق قلوبهم على امتداد جبهة طولها 175 كم..
* وعن التخطيط لحرب أكتوبر يقول أحمد اسماعيل:
أثناء التخطيط للحرب استجاب الرجال وتعاونوا معى بسرعة وبمنتهى الجدية خصوصا أنه كانت تربطنى بمعظمهم أواصل زمالة سابقة لمسوا من خلالها مدى جديتى وعزمى على بذل كل جهودى وأقصى طاقاتى للارتقاء بالكفاءة القتالية للوحدات والتشكيلات التى خدمت بها بالاضافة إلى جهودى عندما كنت قائدا للجبهة بعد عدوان 67 ثم وأنا رئيسا للأركان وكان لذلك كله أكبر الفضل فى دعم الثقة المتبادلة بينى وبينهم فضاعفوا من جهودهم وكان عملهم أقرب إلى المعجزة ولا سيما وأنهم استشعروا بدورهم المتعاظم بعد قرار الرئيس السادات فى يوليو 72 بانتهاء عمل كل الخبراء السوفيت وكان هذا القرار يعنى أن حتمية المعركة أصبحت فى عنق الفكر المصرى والساعد المصرى..كما أن ان ذلك معناه ثقة مطلقة من القائد الأعلى فى جنوده خاصة وفى القوات المسلحة عامة.
وبعد أن عادت الثقة إلى الرجال وبعد تدريبهم ودراسة العدو ومعرفة نقاط ضعفه وفهم ثغراته وبعد أن تم التدريب على السلاح السوفيتى المتاح للمصريين ونحن نعترف بأن السلاح الأمريكى الذى فى يد الاسرائيليين متطور عن سلاحنا وأكثر حداثة منه..إلا أنه تبقى حقيقة صادقة وهى..أن العبرة فى يد الرجل الذى يقف خلف السلاح وبالرغم من ذلك فقد تم الحصول على معدات تكميلية ترفع من كفاءة هذه الأسلحة من الدول الأخرى ,وتم تطوير بعض هذه الأسلحة والمعدات بأيد وعقول مصرية مائة فى المائة..ووضعت الخطط التى تكفل لنا أحسن أداء لأسلحتنا ومعداتنا “.
والحقيقة أن الأمر لم يقف عند ذلك فقط ,بل بدأ الرجال فى كسب تأييد الدول الصديقة العربية والغربية وقام القائد العام للقوات لمسلحة بتكليف من السيد رئيس الجمهورية بعدد من الجولات العربية وإزالة ما علق بها من شوائب كان يمكن أن تؤثر على هدفنا النبيل .ليس ذلك فقط بل أيضا خلق مناخا صالحا للمعركة وكان فحوى هذه الرحلات هو كسب التأييد السياسى وكان الحديث مع القادة العرب يدور حول حتمية المعركة والنصر فيها بأى ثمن..
نعود مرة أخرى لمذكرات المشير أحمد اسماعيل وعن خطة الحرب يقول:
– الخطة جرانيت كانت تهدف إلى تحقيق :
مفاجأة العدو واستلزم ذلك وضع خطة خداع استراتيجة وتعبوية وتكتيكية اشترك فى تنفيذها مع وزارة الحربية جميع الأجهزة المعنية بالدولة..
اقتحام قناة السويس وتدمير خط بارليف.وتطلب ذلك تحدي أنسب الوسائل وأفضل الأوقات التى تضمن نجاح تحقيق هذه المهمة فى أقصر وقت وبأقل خسائر .وتدمير خط بارليف تطلب أيضا دراسات مكثفة وتدريبات عنيفة استخدمت فيها المعدات التى ابتكرها المقاتل المصرى وكانت إلى جانب إصراره سببا فى سقوط هذا الخط فى زمن قياسى مما أثار دهشة العدو وإعجاب رجال الفكر العسكرى فى كل أنحاء العالم..
تقليل أثر التفوق فى المدرعات والطيران ..يقول أحمد إسماعيل قررنا أن نمكن الجندى من مواجهه الدبابة والتى تغلب عليها بشتى الوسائل خصوصا فى الساعات السابقة على الإنتهاء من إقامة المعابر التى تعبر عليها مدرعاتنا وأسلحتنا الثقيلة .ولقد نجح الجنود فى هذه المهمة وأصبح صمود الدبابات فى المعارك موضع تساؤل ودراسة..
أما بالنسبة للتغلب على تفوق العدو فى الطيران فكان السبيل إلى ذلك تحقيق أمرين هما ..أن تقيد قدرة القوة الجوية للعدو بانشاء حائط الصواريخ الذى يغطى القناة كلها وكذلك فى عمق سيناء مباشرة بمسافة لا تقل عن 15 كم..وثانيا أن يتم التعاون الكامل والدقيق بين قوات الدفاع الجوى بشبكة صواريخ وقواتنا الجوية بطائراتها بحيث يمكن للاثنين معا وبتنسيق بينهما من مواجهة طائرات العدو.وقد نجح هذا الأسلوب لأقصى حد وفقد العدو توازنه وميزة تفوقه الجوى منذ الساعات الأولى للحرب .وكانت الضربة الجوية الناجحة والعظيمة والتى بدأ بعدها فى فتح القنال والثأر لباقى الأسلحة الأخرى..مشاكل كثيرة واجهت رجالنا أثناء العبور وتم التصدى لها..والفضل يعود لقيادة المشير أحمد اسماعيل الحكيمة للقوات المسلحة وبمعاونه باقى رجالنا البواسل معه..
* وعن أهم ماقيل عنه..
– قالت عنه مجلة الجيش الأمريكية وقبل وفاته بأيام قليلة “إنه القائد الذى يتمتع بقدرة هائلة على الصبر وتحمل المفاجآت ولديه ابتسامة عريضة لا يمكن للصحفيين من التقاط أية معلومة لا يريد أن ينطق بها..
– مجلة التايمز البريطانية قالت عنه:” أحمد إسماعيل على, هو الرجل الذى خطط لعبور الجيش المصرى فى سرية تامة وتصيد اسرائيل بصورة مفاجئة وأنه يتمتع بشخصية أبوية بالإضافة لقيادته العسكرية..
– الرئيس الراحل السادات قال عنه:” إن الأمة العربية لم تنجب مثله لا فى المعلومات العسكرية ولا فى رباطة الجأش أثناء إدارة المعركة”
– قال عنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد تعيينه قائدا للجيش في الجبهة عقب نكسة 1967 (انه يستحق عن جدارة هذا المنصب وقادر علي تبعاته و تحقيق نتائج مبهرة .)
– الرئيس الراحل حسنى مبارك قال عنه ” إنه نوع فذ من القادة العظام “
– أما الشهيد الفريق عبد المنعم رياض فقال عنه ” إننى لا أسمح لأحد كثيرا غيره فى القوات المسلحة أن يناقشنى فى الأمور العسكرية”
– دكتورة نيرمين اسماعيل إبنته قالت عنه:” والدى كان أبا حنونا بمعنى الكلمة وكان يضع قواعد مازلنا ننفذها حتى الآن منها النظام والاحترام وحب الدراسة وعشق مصر .. أشياء وضعها أبى ببساطة داخلنا حتى صارت جزءا منا”.
– أما السيدة سماح الشلقانى زوجته رحمها الله فقالت عنه:” منذ عام 1967،والبيت فى حالة استعداد للحرب..فالمشير أحمد اسماعيل كان يؤمن بضرورة استعادة حقوقنا عن طريق الحرب..وكان ينادى بضرورة قيام معركة يقاتل فيها الجندى المصرى قتالا حقيقيا حتى يسترد كرامته..وكان حريصا على قواته وسلامتهم .وتذكر أنه قال ذات مرة: ” كنت أعرف جيدا معنى أن تفقد مصر جيشها ..إن مصر لا تحتمل نكسة ثانية .واذا فقدت مصر جيشها ،فعليها الإستسلام لفترة طويلة”..
– زميله وصديقه الراحل اللواء حسن الجريدلى رئيس هيئة العمليات سابقا سكرتير عام وزارة الحربية أثناء حرب أكتوبر قال عنه:” كم أنه كان بسيطا ولا يجد حرجا من التحدث مع أى فرد من قواته..فقد كان يمر على القادة ويستمع إلى تقاريرهم ..وكان يسأل كل جندى بنفسه عن المهمة التى يكلف بها ،وهل وصلت له وهل هو متفهما لها.. وإذا وجده يعرفها فإنه يشجعه ،ويتركه يفكر فيها وفى كيفية تنفيذها.. ولو وجده لا يعرفها ينفعل ويثور ويجازى قائده الذى فشل فى توصيل المهمة له بكل دقائقها..ومن إنسانيته أنه كثيرا ما كان يزور جنوده المصابة فى المستشفى..وكل فرد تحت قيادته كان يأخذ حقه ،ويعرف ما له وما عليه ..
ومع قامة أخرى من صناع وأبطال النصر “”