وحدة المشرق العربي ووحدة ملفات عسكرية
في مشهد مهين وقمئ من مشاهد النسخة البشعة التى نعيشها من الشرق الأوسط الأحدث، تمكن الأمريكيون والإسرائيليون من اقتحام عدة قواعد سورية للتعرف على التكنولوجيات العسكرية والتكتيكية العاملين بها هناك، وبالذات التكنولوجيات الروسية والإيرانية والصينية والكورية الشمالية.
وكانت البداية بهبوط مروحيتين، أمريكية وإسرائيلية، في قاعدة عسكرية في منطقة بريف دمشق، الاثنين، برعاية الفصائل القاعدية العميلة الحاكمة للبلاد.
جنود وخبراء من الجيشين الأمريكي والإسرائيلي نزلوا من المروحيتين وتوجهوا لاستطلاع ما يوجد داخل القاعدة.
الهدف من اقتحام القاعدة، وربما غيرها من القواعد المنتشرة في أكثر من مكان في سوريا، من قبل الأمريكيين والإسرائيليين، هو الاطلاع على نماذج الصواريخ التي تُصنّع في المنشآت الموجودة، ومعرفة التكنولوجيا التي تستخدمها إيران والنظام السوري السابق لتطوير الصواريخ البالستية، ومن ثم تفكيكها ونقلها إلى إسرائيل أو ضربها.
وتوجد في منطقة القلمون السورية التي تشترك بحدود طويلة مع لبنان، 3 قواعد عسكرية، أولاها في “القطيفة” التي تبعد عن دمشق نحو 40 كيلومترا، وتحتوي على مستودعات تخزن فيها صواريخ “الفاتح” و”زلزال”، وهي خاصة بالحرس الثوري الإيراني.
كما توجد مقرات مشتركة لإدارة الصواريخ بين الجيش السوري والحرس الثوري، إضافة إلى مستودعات صواريخ “تشرين” الباليستية متوسطة المدى والتي لم يخرج منها أي صاروخ طوال السنوات الماضية.
ويوجد أيضا في القطيفة، “اللواء 155” الذي يضم صواريخ سكود أرض – أرض السورية، التي طورتها سوريا نقلا عن تكنولوجيا كوريّة شمالية.
ويضم اللواء عدة كتائب إطلاق وكتيبة هندسة، وهي التي يجري فيها تجميع الصواريخ وتزويدها بوقود الإطلاق.
وتقع قاذفات الصواريخ في سراديب حفرت في بطن الجبال المحيطة باللواء. وتوجد كتائب تابعة له في كل من الناصرية في القلمون و”حفير تحتا”.
أما في قاعدة الناصرية، فقد سعت إيران، إلى استغلال مطار الناصرية الجوي الواقع على مسافة 10 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة جيرود في منطقة القلمون الشرقي، لأغراض عسكرية سرية تخص صناعة الصواريخ.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية طيلة اليومين الفائتين غارات جوية مكثفة على مواقع عسكرية سورية في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تدمير مقدرات الجيش السوري بعد عملية جوية كبرى جرى خلالها استهداف نحو 300 موقع عسكري شملت مطارات وثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة وصواريخ.
وقال: “دمرنا مقدرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية قمنا بها في تاريخنا، ودمرنا طائرات وسفناً حربية ومنشآت إستراتيجية في سوريا لمنع وصول المعارضة إليها.
الهدف الحقيقي للغارات الإسرائيلية ليس الفصائل المعارضة التي مدت يدها لإسرائيل في أول يوم لدخولها دمشق، وفق قوله، بل هي ذريعة لنزع شامل للسلاح من سوريا.