جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » مصطفي كفافى يسطر: لماذا يسيطر محورى فيلادلفيا ونيتساريم على حديث العالم؟

مصطفي كفافى يسطر: لماذا يسيطر محورى فيلادلفيا ونيتساريم على حديث العالم؟


كعادتى أستيقظ مبكراً ومع قهوة الصباح أتجول بين القنوات الإخبارية العربية منها والإنجليزية.. باحثاً عن العنوان الأبرز الذى يؤرّق الساسة ويشغل صُناع الأخبار.

ورغم كل ملفات العالم المتخوفة من الاحتباس الحرارى أو التصعيد فى أوكرانيا أو رفع فوائد الفيدرالى الأمريكى، فإن انتهاء الحرب فى غزة ما زال الشغل الشاغل لأهم صناع الأخبار.
وما زالت كلمة السر فيه «محورى فيلادلفيا ونتساريم».

الساسة والمحللون فى شبكات التلفزة الأمريكية.. اتفقوا على أن الانسحاب من غزة فى هذا التوقيت يعد الخيار الأفضل الضامن لعودة مَن تبقى من الرهائن بعد فشل الشاباك فى تحديد أماكنهم وفشل جيشهم فى القضاء على حركة حماس.

جولات المفاوضات المختلفة التى تتم بوساطة مصرية قطرية وبرعاية أمريكية ما زالت إسرائيل تتمسك فيها بالبقاء فى احتلال «محورى فيلادلفيا ونتساريم».

المحوران اللذان أصبحا حديث وكالات الأنباء بعد صعوبة التفاوض بدونهما باتا حديث كافة نشرات الأخبار .

وبنظرة سريعة على محركات البحث.. فإن محور صلاح الدين (أو ممر فيلادلفيا) يعد ذلك الشريط الحدودى الضيق، البالغ عرض بعض أجزائه نحو 100 متر، ويبلغ طوله 14 كيلومتراً. ويشمل «معبر رفح» الذى كان حتى شهر مايو الماضى المنفذ الوحيد لأهل غزة غير الخاضع لسيطرة إسرائيل.

ترفض مصر الوجود الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا وتقول إن بقاء قواتهم بعد انتهاء العملية العسكرية يعد انتهاكاً لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979، كما تصر القاهرة على تسليم معبر رفح للفلسطينيين وتعتبر ذلك شرطاً لا جدال فيه مع إسرائيل.

أما المحور الأوسط فهو
(ممر نتساريم) الذى يفصل شمال غزة عن جنوبها، فيبلغ طوله حوالى 6 كيلومترات.. ويمتد من الحدود الإسرائيلية إلى ساحل المتوسط.. جنوب مدينة غزة مباشرة، وبذلك يفصل أكبر منطقة حضرية فى القطاع وباقى الشمال عن جنوبه.

وهنا ترفض حركة حماس ولا تصر فقط على شرط الانسحاب من محورى فيلادلفيا ونتساريم.. بل تطالب بانسحاب كامل من القطاع مقابل عودة الرهائن.

أما الجانب الإسرائيلى فى تبريره للبقاء فى محور فيلادلفيا يزعم أن حماس استخدمت شبكة واسعة من الأنفاق تحت الحدود لإدخال الأسلحة التى سمحت لها بشن هجوم 7 أكتوبر.

بينما ترفض مصر هذه الاتهامات، وتؤكد أنها منذ بداية العملية العسكرية فى سيناء عام 2014 دمرت مئات الأنفاق على جانبها من الحدود، وأنشأت مناطق عسكرية عازلة خاصة بها لمنع التهريب.

وبالنسبة للمفاوض الأمريكى فهو يطالب صراحة بالانسحاب الإسرائيلى الكامل من قطاع غزة.. ويرفض أى عودة لاحتلال القطاع أو تقليص أراضيه.

المسودات السابقة للتفاوض طالبت بانسحاب إسرائيل فى البداية من المناطق المأهولة بالسكان خلال مرحلة الاتفاق الأولى عندما يتم إطلاق سراح بعض الرهائن، والسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة للشمال.

وتقضى المرحلة الثانية، التى يتم التفاوض على تفاصيلها، بالانسحاب الكامل من القطاع، مقابل إطلاق سراح باقى الرهائن.

وفي حال فشلت المفاوضات سيستمر أمد هذه الحرب التي تسببت فى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطينى، ونزوح الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير ثلثى البنية التحية للقطاع.

وما بين إصرار إسرائيل على البقاء فى فيلادلفيا ونتساريم ورفض كل أطراف التفاوض لهذا الأمر، ما زالت ورقة التفاوض الأهم فى يد حركة حماس.

الرهائن الذين بلغ عددهم 110 رهائن منذ السابع من أكتوبر الماضى لم تنقذ إسرائيل منهم سوى سبعة أفراد، بينما لقى نحو ثلثهم حتفهم وما زال الآخرون ينتظرون تحت أنفاق غزة..

أملاً فى وصول الجيش الإسرائيلى لهم «وهو الأمر الذى ما زال نتنياهو يراهن عليه» أو إطلاق سراحهم حال انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة «وهو الأمر الذى ما زالت تراهن عليه حركة حماس».

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *