بكل القلق، نرقب جميعا هذه المرحلة من الفوضى الدموية، التى روجوها لنا إنها “خلاقة” برعاية ذراع الإمبريالية الأمريكية بالمنطقة “نتنياهو” السفاح الذي يقتل هنا وهناك، في رموز هم أساسا من ولدوها وخلقوها، وانتهت أدوارهم فصفوها، بشكل مهين للدول والأمم.
ليست أجهزة المخابرات والدم، هى التى تعمل فقط، في هذه الأجواء الفوضوية .. بل مراكز الفكر والبحوث أيضا، والتى تعتبر من أول آليات من الأمن القومى فى أية منظومة قوية محترفة، وبالتالى ستجدها لدى الأعداء القتلة، وليس لدينا، فهم يفكرون ويضعون السيناريوهات، وبعد تنفيذها يروجون وينشرون تحليلاتهم للأوضاع التى خلقوها أساسا.
فبعد توالى الاغتيالات الإسرائيلية التى اعترف نتنياهو بواحدة وتجاهل واحدة، فيما نفذت أخرى لكن لا تركيز عليها أساسا من كثرة الاغتيالات، خرج علينا معهد الأمن القومى الإسرائيلى بتحليلاته ومعهد واشنطن للدراسات بتصوراته، في غياب كل المراكز العربية والإيرانية المفعول بها أساسا.
ومن المفروض أن يكون العنوان الرئيسي، ما هو الدافع من الإلقاء بإيران في هذا الوضع، من رئيس تم تصفيته بصورة غامضة، إلى رمز مقاومة يقتل في حمايتها ، فهل انتهى دورها؟!، أم هل دعوى وصولها للبرنامج النووى يصل بنا لمربع حاسم، يجب معه التحرك في سياقات غير تقليدية.
فإسرائيل ضربت حماس وإيران بضربة واحدة، وتركت حسن نصر الله لمرة أخرى، فالدور كان عليه وليس إسماعيل هنية، إنما الأولويات تبدلت بشكل ما، والمنتصر دائما هو نتنياهو، وفكرة تصويره على أنه المضغوط داخليا ، ويركز على فكرة الدم لإنقاذ نفسه أصبحت مستهلكة وسطحية ، وتساعده على جرائمه أكثر من شئ آخر.
إسرائيل التى لم تهتم برد فعل حليفتها قطر، وتصر على التصعيد مع مصر بشكل واضح، حتى في ملف محور فيلادلفيا ومعبر رفح وملف المفاوضات، ولا يهمها ردود الفعل العالم من جرائمها بعد أيام قليلة من خطاب نتنياهو في الكونجرس، ومستغلة أجواء ارتباك أمريكا، ترسم ملامح مشهد جديد في المنطقة لن يوقفها عنه أحد، مهما كان.
وسط كل ذلك ، لم يقدم مجتمع الدراسات العبرية والإسرائيلية والصهيونية وملحقاتها لم يقدم تحليلا وسيناريو للعامة حتى يبصرهم، ولم يعين الدول في أزماتها بتقديرات وتقييمات مواقف للتحرك، أو حتى مواجهة ما هو أسوأ قادم.
أغلب الخبراء والباحثين في حالة صدمة أو إحباط تنتهى بهم لخمول لا يصدق..في وقت تشتعل فيه المنطقة بكل أنواع الحرائق المنطلقة من إسرائيل ولإسرائيل..
فمتى نتحرك بتصورات ونقاشات ، بعد كل هذه التصعيدات الاستثنائية؟!.. وماذا ننتظر حتى نتحرك؟!، هل سننتظر حتى تحقق إسرائيل الكبري بالفعل؟! .. لنتفرغ للولولة وقتها.
ولهذا، اقترح حلقة نقاش وعصف ذهنى، بين كل الخبراء والباحثين من كل الأجيال، نشارك بها في حماية الأوطان الباقية.
لنتفق على محاور حلقة النقاش، وتشكل مجموعة تنفيذية لمتابعة فورية للحدث، حتى يخرج على قدر القامات المشاركة، وأحلم بمشاركة الجميع.
وننهى النقاش بورقة، ننشرها في الإعلام بتقييم الموقع وسيناريوهات التعامل، ومؤسستنا بصيرة للتنمية والثقافة والإعلام مستعدة لتقديم كل الدعم لإطلاق حلقة النقاش هذه، لأننا في وضع حاكم بالفعل.
أتمنى أن يكون المعاد عاجلا، بسبب اشتعال المشهد، فالتعامل الحاسم مهم في مثل هذه الأجواء، والإسرائيليون أصدروا أوراقهم رغم كل هذا التعتيم..لأن التجمعات والمراكز البحثية هى واحد من أهم آليات الأمن القومى، وهى الجيش الأول في مواجهة التهديدات، فلا تتركوا أسلحتكم لهم، وتساعدون أعداءكم.
وشكرا لتقديركم حماستى من أجل الوطن والقضية
مع كامل محبتى
One thought on “إسلام كمال يسطر: متى يتحرك الجيش البحثى المصري والعربي؟!..مؤسسة بصيرة تقدم النموذج لمواجهة المخططات الصهيونية”