المحرر الرئاسي
استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخميس قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في قصر الرئاسة بالقاهرة لإجراء محادثات ثنائية.
ونشرت الرئاسة المصرية مقطع فيديو يظهر استقبال السيسي للبرهان بمطار القاهرة، فيما أشار مراسل الرئاسة إلى أن هذه الزيارة “تتناول أبعاداً سياسية واقتصادية”.
وأضاف بحسب مقطع الفيديو، أن الزيارة ستشمل “الحديث عن تهدئة ووضع بعض التفاهمات بين المختلفين في السودان”، في إشارة إلى المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان الخميس إن الرئيس عبدالفتاح السيسي بحث مع قائد الجيش السوداني في القاهرة تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار والحفاظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها.
وذكر البيان أن اللقاء تناول “تطورات الأوضاع في السودان في ظل الصراع المستمر منذ أكثر من 10 أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأكد السيسي للبرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، التزام مصر بتقديم الدعم الإنساني اللازم لتخفيف الآثار الناتجة من الصراع، وهو الأمر الذي عبر البرهان عن تقديره له.
وأشار إلى أن “هذا الدعم يعكس الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتي انعكست من خلال الدور المصري في استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة”.
من جهته، أفاد مجلس السيادة السوداني بتوجه البرهان إلى مصر من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر من أجل “محادثات ثنائية مشتركة والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وتدور الحرب في السودان بين البرهان ونائبه السابق دقلو منذ منتصف أبريل (نيسان) وخلفت آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف قتيل في مدينة واحدة بإقليم غرب دارفور، وفق تقديرات خبراء من الأمم المتحدة.
كما أدى القتال إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين سوداني داخل البلاد وإلى دول الجوار.
ودخل مصر منذ بدء الحرب في السودان 460 ألف شخص، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وكانت مصر أولى محطات البرهان الخارجية عندما غادر السودان للمرة الأولى في أغسطس (آب) الماضي، منذ بداية الحرب وبعد أربعة أشهر من ملازمته مقر قيادته في الخرطوم، الذي كان يتعرض لحصار وهجمات متتالية من قوات “الدعم السريع”.
واتهمت واشنطن جانبي النزاع السوداني بارتكاب جرائم حرب. وقالت إن قوات “الدعم السريع” نفذت أيضاً تطهيراً عرقياً وجرائم ضد الإنسانية.
والإثنين الماضي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة قلقة من “القرار الأخير للجيش حظر المساعدة الإنسانية عبر الحدود من تشاد والتقارير التي تفيد بأن القوات المسلحة السودانية تعوق وصول المساعدة إلى المجتمعات في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع”.
وعبرت وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش عن “رفضها” لما وصفته بـ”الاتهامات الباطلة” التي وجهتها واشنطن. وقالت الوزارة إن الحدود السودانية التشادية “هي نقطة العبور الرئيسة للأسلحة والمعدات” المستخدمة لارتكاب “فظائع” ضد السودانيين.