جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » وائل الدحدوح:الذي أصبح أيقونة للتضحية الفلسطينية..إندكس تدعوه والجزيرة لمقاضاة إسرائيل

وائل الدحدوح:الذي أصبح أيقونة للتضحية الفلسطينية..إندكس تدعوه والجزيرة لمقاضاة إسرائيل

عزاء ودعم من فريق إندكس

في ظاهرة إنسانية يجب أن تدرس، واصل البطل وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة القطرية في قطاع غزة، عمله في نقل وقائع العدوان الإسرائيلي الدموى على الفلسطينيين في قطاع غزة، هذه الليلة رغم استشهاد نجله حمزة صباح اليوم.

جبلا

وكعادته جبلا في مواجهة الشدائد، واصل الدحدوح ضرب المثل في ثبات الفلسطينيين على أرضهم، ومواجهته العدوان الإسرائيلي والمجازر الوحشية بثبات ورباطة جأش، وظهر على الهواء بقناة الجزيرة ليواصل عمله في فضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

واستشهد حمزة وائل الدحدوح، الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف سيارة كانت تقله وزملائه، أثناء تأديتهم عملهم في قطاع غزة، ليلحق بباقي أفراد الأسرة الذين فقدهم وائل، في وقت سابق من هذه الحرب.

بارك الله فيكم 

وافتتح الدحدوح، إطلالته بالرد على تعزية المذيعة، قائلا: بارك الله فيكم وشكر سعيكم، وربنا سبحانة وتعالى يتقبل ويربط على القلوب.

وفقد وائل، حتى الآن 5 من أفراد أسرته، ففي المرة الأولى فقد زوجته وابن وابنة وحفيدة، وفي هذه المرة فقد نجله الأكبر حمزة، لكنه لم يخلع رداءه وواصل البث الحي من داخل القطاع، أملا في وقف المجازر بحق سكانه.

وفي موقف من الممكن جدا أن يستخدم وثيقة في دعوى بالمحاكم الدولية والأوربية ضد قوات وحكومة الاحتلال ، وعلى الدحدوح أن يستغلها وقناة الجزيرة وكل قوة الدفاع عن الحق الفلسطيني، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مساء الأحد، فيما يتعلق بالمأساة التي يواجهها الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، الذي فقد نجلا آخر في الحرب الإسرئيلية على غزة، إنه يواجه مأساة لا يمكن تخيلها.

بلينكن يواسي الدحدوح : أنا أب وأشعر بك 

وأضاف بلينكن: أشعر بالأسف الشديد على الخسارة التي لا يمكن تخيلها، أنا أب وأتخيل الفظائع التي يواجهها وائل الدحدوح، ليست مرة واحدة ولكن مرتين الآن، هذه مأساة لا يمكن تخيلها.

وما الدحدوح إلا أب من أباء غزة، ومثله الكثيرون، مما فقدوا أبناءهم والغاليين عليهم، فتحول لأيقونة من أيقونات الحق الفلسطيني والتضحيات في حرب إبادة غزة.

قصة الاستشهاد 

وفي وقت سابق من اليوم، استشهد الصحفي حمزة الابن الأكبر لـ وائل الدحدوح في غزة بقصف إسرائيلي استهدف صحفيين غرب خان يونس جنوبي القطاع.

ولم يكن الأمر جديدًا على تماسك وائل الدحدوح، ففي بداية حرب إسرائيل الغاشمة على غزة، تلقى وائل الدحدوح نبأ استشهاد بعض أفراد أسرته، وهم ابنه محمود وزوجته أم حمزة، وأصغر بناته وأحبها إلى قلبه شام، 7 سنوات، وحفيده آدم شهر ونصف.

آخر تفاعل لحمزة

وبعد ساعة من أنباء استشهاد نجل الصحفي وائل الدحدوح الأكبر حمزة، في غارة إسرائيلية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي آخر تفاعل لحمزة مع صورة لوالده على مواقع التواصل.

وكتب حمزة الدحدوح تحت صورة لوالده: “إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا ما صبرت”.

رثاء في مدينة أشباح

أما آخر حالة وضعها قبل ساعة من استشهاده وهي: أكفان شهداء في غرفة موتى.. وقبلها رثاء لحارة في غزة التي صارت مدينة أشباح.

في الوقت الذي اعتاد فيه الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح نقل معاناة سكان غزة إلى العالم خلال السنوات الماضية، فإن الفواجع التي لحقت به توالياً حولت حياته إلى مادة إعلامية مثيرة للتعاطف في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع المنكوب.

إنك الصابر المحتسب

وأفادت شبكة «الجزيرة» الفضائية القطرية، الأحد، بمقتل الصحفي حمزة الدحدوح نجل مراسل القناة في قطاع غزة، وائل الدحدوح في قصف من مسيّرة إسرائيلية جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أسابيع من مقتل عدد من أفراد عائلته، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته وحفيده.

وكان حمزة الدحدوح قد كتب قبل مقتله بساعات عبر حسابه على منصة «إكس» موجهاً حديثه لوالده: «إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء، ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيراً لما صبرت».

نظرة الوداع الأخيرة 

وظهر الدحدوح في موقف مؤثر وهو يلقي نظرة الوداع الأخيرة على نجله حمزة، حيث ظل يقبل يد نجله «البكري» مرات عدة، وهو يبكي بحرقة، لكنه ظهر بعد تشييع نجله بدقائق ووقف أمام الكاميرا وقال إننا «ماضون رغم الحزن والفقد، باقون على العهد في هذه الطريق التي اخترناها طواعية، وسقيناها بالدماء».

مضيفاً: «إن الإنسان يحزن ويتألم للفقد فكيف إذا كان الولد البكر؟»، وأشار إلى أن «نجله حمزة كان كل شيء بالنسبة له»، وأن هذه «دموع الحزن والفراق وليست دموع الخوف والجزع، دموع الإنسانية التي تفرقنا عن أعدائنا، نرجو أن يرضى الله عنا ويكتبنا مع الصابرين».

الدحدوح الأيقونة
وأوضح وائل الذي تحول إلى أيقونة تحظى بتعاطف وحب كبيرين عربياً وعالمياً أن «هذه الحال هي واقع الفلسطينيين الذين يودعون أحباءهم»، مناشداً العالم لينظر إلى ما يحدث في قطاع غزة، وما يتعرض له الناس والصحافيون هناك، مطالباً العالم بأن يضع حداً لهذه المجزرة قائلاً: «أتمنى أن تكون دماء ابني حمزة آخر الدماء من بين الصحافيين والناس في القطاع».

١٠٩ صحفيا شهيدا

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن قتل الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا يرفع عدد الصحفيين القتلى بغزة إلى 109 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، الدحدوح الذي اعتاد الجمهور رؤيته بالآونة الأخيرة وهو يودع أحباءه، وكاد يموت هو نفسه، كان قد ظهر قبل 3 أسابيع وهو يلقي نظرة الوداع الأخيرة على جثمان رفيق دربه سامر أبو دقة مصور شبكة «الجزيرة»، الذي قُتل في قصف إسرائيلي بعدما ظل ينزف ساعات، بينما نجا الدحدوح، وتعرض لإصابات بقي أثرها واضحاً على يده.

“معلش”

وباتت كلمة الدحدوح الشهيرة «معلش» التي قالها إثر مقتل عدد من أفراد أسرته في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، علامة مسجلة باسمه أخيراً، على غرار منشور زميلته شيرين أبو عاقلة التي قُتلت في شهر مايو (أيار) من عام 2022 بالضفة الغربية: «بدها طول نفس… خلي المعنويات عالية»، والذي أصبح جملة أيقونية تحفز الفلسطينيين على الصمود.

واستعان متابعون بمقولة الإمام علي بن أبي طالب الشهيرة عن الصبر لدعم الدحدوح: «سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري، سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمرّ من الصبر».

وجع الدحدوح

وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد ذكرت في تقرير لها نهاية شهر أكتوبر من العام الماضي، أن وجه وائل الدحدوح صار معروفاً لدى المشاهدين بإطلالاته الكثيرة على قناة «الجزيرة».

وقالت «لوموند» إن مساء 25 أكتوبر 2022 الذي تلقى فيه الإعلامي الفلسطيني نبأ مقتل أفراد من عائلته وهو على الهواء غيَّر حياته.

وخطف الدحدوح اهتمام وتعاطف الجماهير العربية خلال تلك الواقعة عندما اقترب من جثمان ابنه محمود الملفوف بكفن أبيض والبالغ من العمر (16 عاماً)، ثم وهو يضم شام، ابنته الصغيرة ذات الستة أعوام، وحفيده الرضيع آدم الذي قُتل وهو ابن 45 يوماً فقط.

هاشتاج #وائل_الدحدوح والتفاعل الكبير عليه

وتصدر هاشتاج يحمل اسم وائل الدحدوح تريند موقع «إكس» في مصر، وكثير من الدول العربية، الأحد، إذ أعرب كثيرون عن تعاطفهم البالغ مع الإعلامي الفلسطيني، وكتب صاحب حساب على «إكس» يحمل اسم «ياسر»: «يودع ابنه ويحتضن ابنته ويتذكر زوجته وأبناءه الشهداء… هذا الحزن أكبر من أن يتحمله قلب شخص واحد».

ونشرت صفحة تحمل اسم «القدس ينتفض» مقطع فيديو قصيراً ظهرت فيه «نجلة الدحدوح وهي تحتضنه وتقول له وهي تبكي: «أمانة ظل لنا يابا… يابا ملناش حد غيرك». ونشرت صفحة «ضاد» منشوراً قالت فيه: «وائل الدحدوح هو غزة في هيئة إنسان».

من البارين وشهم كريم وحنون

ونشرت الفنانة الأردنية فيدرا عبر حسابها على «إكس» مقطع فيديو لوائل وهو يرثي نجله الأكبر وهو يقول: «أشهد الله أن ابني البكري حمزة كان من البارين، وكان شهماً كريماً معطاءً، وكان حنوناً».

وعلق صاحب حساب يدعى «عثمان الثويني» على واقعة مقتل نجل الإعلامي الفلسطيني قائلاً: «أنت في الإنسانية وزن الشعر وقافيته، وأنت في الصحافة مبتدأها وخبرها، وأنت في غزة ماضيها وحاضرها ومستقبلها».

تفاعل أكرم حسنى.. وكلمات مستغانمى
ونشر الفنان المصري أكرم حسني صورة الصحفي وائل الدحدوح عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، وعلق عليها قائلاً: «لا توجد كلمات توفي حقك وجهادك… ربنا يصبرك ويربط على قلبك».

بينما كتبت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي عبر حسابها على «إكس»: «منذ الأزل يبحث الشعب الفلسطيني عن رموز يلتف حولها، عن قدوة لا تباع ولا تُشترى يسير خلفها، عن حنجرة صادقة تدافع عنه لأنّها تقاسمه قدره من ساحات الحرب، لا من قاعات المؤتمرات، لم يختر الدحدوح أن يكون تلك الأيقونة. هو الصحفي الأعزل رفعته الفواجع إلى قامة أمّة، وفقداً بعد آخر غدا رمز الصبر لشعب بأكمله. الرجل الجبّار لفرط ضعفه الإنساني، اعتاد أن يتحدّى العدو بإخفاء دمعه. حتماً سيبكي هذا المساء في عزلته، أمّا الكاميرات فقد اعتاد أن يصوّر بها مآسي غيره».

دهس على قلبه 
مضيفة أن الدحدوح «دعس على قلبه الأبويّ، ووقف صامداً كجبل أمام الموت، وهو يخطف هذه المرة ابنه البكر، الذي أورثه لعنة الصحافة في زمن المذابح الفلسطينية. بيد مضمّدة وذراع مكسورة اخترقها الرصاص، أمسك وائل بيد ابنه الشهيد وقبّلها مراراً، فيده هي ما نجا من جسد شوّهه الحريق، سلام ليدين صامدتين تناوبتا على حمل رسالة الحقيقة حدّ الموت

اعتراف إسرائيلى
وقال محرر الشؤون الفلسطينية في القناة 13 الإسرائيلية، تسفي يحزقالي، إن عائلة مراسل الجزيرة في قطاع غزة، وول الدحدوح، كانت هدفا لقصف الجيش، وأكد أنهم يعرفون بالضبط ما الذي يستهدفونه.

وقبل الإعلان عن استهداف منزل عائلة الدحدوح، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإعلان شخصيا عن استهداف زعيم حركة حماس.

وتحدث يحزكيلي للقناة عن هذا الخبر وقال إنه لا توجد معلومات حتى الآن عن الهدف بسبب “حجم الدمار الذي نشهده”، وأكد أنه من المحتمل أن حماس نفسها لا تعرف ما حدث في المواقع المستهدفة لأنه يفعل. ليس لديهم القدرة على الوصول أو الإخلاء.

لكن المحلل الإسرائيلي أكد أن الأهداف التي تم قصفها معروفة للجيش، وأضاف: “على سبيل المثال، كان الهدف اليوم عائلة مراسل الجزيرة”.

قُتل عدد من أفراد عائلة زميلنا الضدوة، بينهم زوجته وابنته وابنه وحفيده، كما أصيب باقي أبنائه في القصف الذي وقع مساء الأربعاء، وما زال العديد من أفراد الأسرة متواجدين تحت الأنقاض.

وأثناء انفصاله عن ابنه محمود، ظن الدحدوح أن ما حدث هو انتقام من أبنائه.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *