عقد في الكنيست الأسبوع الماضي نقاش حول موضوع التجارة مع تركيا، والذي سُئل فيه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن بدائل إسرائيل الاستراتيجية عن تعليق تركيا التجارة مع إسرائيل، فأجاب: “هناك 5 بدائل استراتيجية: مصر والصين واليونان وروسيا والهند”.
بينما علق محللون إسرائيليون أن البديل الاستراتيجي لتركيا هو مصر، وهذا الاحتمال الأكبر والأكثر واقعيا، وفق كلامهم.
وبدأ المحللون الإسرائيليون في تحليل البدائل التي قدمها كاتس: الصين ليست “بديلا”. وتتمتع إسرائيل بعلاقات تجارية قوية مع الصين حتى اليوم، مشكلة الصين هي أنها بعيدة، وطرق التجارة البحرية من الشرق مهددة من قبل الحوثيين.
وازدهرت التجارة بين إسرائيل وتركيا بشكل رئيسي بسبب القرب الجغرافي وقصر طرق الشحن، وكانت في كثير من الأحيان مكملة للتجارة مع الصين (أي أنهم جلبوا من تركيا منتجات تفسد ولا يكون من المربح شحنها من مسافة بعيدة، إلخ.). والصين ليست بديلاً، الصين هي ما هي عليه الآن.
وروسيا ليست بديلا. وهذه فكرة وهمية تماما من أية وجهة نظر دبلوماسية، وسوف تزعج الأميركيين والرأي العام العالمى ولن يحدث ذلك.
الهند هي نفس قصة الصين: حتى اليوم يجلبون من هناك ما يريدون إحضاره، والمشكلة هي المسافة والحوثيون أيضا.
ومن المفترض أن تكون اليونان البديل الكلاسيكي لأنها قريبة، تماماً مثل تركيا. لكنها عضو في الاتحاد الأوروبي، مع كل التكاليف المرتبطة بالإنتاج في العالم الغربي، وهي ليست دولة صناعية يمكنها أن تحل محل تركيا من حيث تكاليف العمالة والقدرة على الحفاظ على صناعة متطورة.
بقي سيناريو مصر : فمن ناحية، هناك تراجع ملحوظ في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب. وسائل التواصل الاجتماعي المصرية تحرض ضد إسرائيل، الجيش المصري يوافق على خطط الانتشار التي تعتبرها إسرائيل تهديدا، وفق المعلقون الإسرائيليون ، ولكن هناك جانب آخر:
وأثبت التنسيق الأمني مع مصر نجاحه عبر اختبارات صعبة للغاية، أولها مقتل جندي مصري (بالخطأ) على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، واحتلال محور فيلادلفيا، وصفقة الأسرى التي تمت. لقد دفعت مصر ثمنا باهظا في العالم العربي لتعاونها مع إسرائيل، ولكن ربما يكون هذا استثمارا في الواقع؟
فالاقتصاد المصري في حالة سيئة، وقد انخفضت إيرادات قناة السويس بشكل كبير بسبب الحوثيين، والدخل الرئيسي هو المساعدات الخارجية الأمريكية.
مصر بحاجة ماسة إلى دفعة اقتصادية جديدة. وتحتاج إسرائيل إلى دولة صناعية جديدة، ذات عمالة رخيصة ومسافات شحن قصيرة، لتحل محل تركيا. يحتاج الأمريكيون إلى نوع من الإنجاز قبل انتخاب بايدن، وفق التقدير الإسرائيلي.
وهذا ليس إنجازا صعب التحقيق، فبعد كل شيء هناك بالفعل اتفاق سلام وعلاقات دبلوماسية بين البلدين، نحتاج فقط إلى اتفاقيات تجارية وقرار مصري بتطبيع التجارة. ليس من الضروري أن تكون عبقريًا حتى تتعرف على الإمكانات. ولكن هل ستتحقق الإمكانات؟ وفق التصور الإسرائيلي..
وليس بعيدا عن ذلك كانت تصريحات رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولى، تفاقم أزمة الكهرباء بعد تعطل حقل غاز لدولة مجاورة، قيل إنها إسرائيل، دون معلومات كاملة عن ذلك ، خاصة أنه هناك تعتيم كامل محلى وإقليمي على معلومة خروج حقل غاز عن الخدمة لمدة ١٢ ساعة على الأقل ، تأثرت بسببه عمليات إمداد الغاز لمحطات الكهرباء، وبالتالى هناك حديث عن فكرة تهديد إسرائيل مصر بهذه الطريقة، أو فتح الطريق لهات وخد، والتفاوض من أجل تحقيق فكرة الحليف التجاري البديل عن تركيا، لكن هل توافق الدولة المصرية؟! .. ووفق خبرة المواقف فمصر فالقاهرة لن توافق، مهما كانت التحديات والتهديدات والابتزازات.