وحدة الشئون الإسرائيلية
سياسته في الشرق الأوسط التي يتبعها الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، دونالد ترامب، تثير تساؤلات كبيرة، خاصة لدى إسرائيل وأمريكا وأوروبا. فقد جاء فوزه بعد حملة انتخابية انتقد فيها بشدة سياسات جو بايدن، وتواطؤه في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي نفذها نتنياهو، لا سيما في غزة ولبنان..والتى تم إلقاء آلاف الأطنان من القنابل الحديثة من الطائرات الأمريكية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء، بدعم وإشراف مباشر من بايدن. كما تجاوز عدد الجرحى الذين أصيبوا بإصابات خطيرة حاجز الـ100 ألف.
ولا شك أن العدالة الإلهية في النهاية، ولكن شعوب العالم تنتظر ظهور قائد عظيم يمهد الطريق لمحاكمة هؤلاء القتلة على جرائم الإبادة الجماعية. ورغم محاولة بايدن تبرير هزيمته بالادعاءات الاقتصادية في خطابه للأمريكيين، إلا أن السبب الحقيقي للهزيمة والذي لا يمكنه أبداً إخفاؤه، يكمن في دوره الأساسي، إلى جانب نتنياهو في قيادة مجموعة من المتورطين بشكل مباشر في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
إذا لم يقم ترامب بإزالة نتنياهو من السلطة، فإن فوزه في الانتخابات لن يكون انتصارًا، بل سيكون بمثابة لعبة في يد مجرمي الحرب والقتلة الذين يشكلون عصابة عالمية (بايدن وكامالا)
وذكر الكاتب في “هآرتس”، إران ياشيف، في مقال تحليلي أن “ترامب لن يضيع وقتًا في محاولة لإبعاد نتنياهو عن السلطة، لأنه شخص يحتاج إلى اهتمام ورعاية ودعم مستمر “.
ولفت ياشيف إلى أن الأمريكيين يستخدمون مصطلح “يحتاج إلى رعاية عالية” للإشارة إلى الأشخاص الذين يتطلبون اهتمامًا ودعمًا مستمرًا، مشيرًا إلى أن ترامب شخصية غير قابلة للتوقع قد يكون مستعدًا للتخلي عن نتنياهو من أجل مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية. فهل سيتخذ ترامب خطوات لإزاحة نتنياهو عن السلطة؟
وأضاف ياشيف أنه في العام الماضي حصلت إسرائيل على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة بلغت 18 مليار دولار، مشيراً إلى أن ترامب عبّر عن رفضه لإنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في صراعات خارجية مثل أوكرانيا أو إسرائيل، وهو ما أكد التزامه به من خلال أفعاله. وأكد أن دعم الفوضى المستمرة في الشرق الأوسط ليس ضمن أولويات ترامب.
ترامب مستاء من علاقة بايدن بنتنياهو. لماذا يرغب ترامب في التوصل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية؟ وما أهمية الادعاء بوجود خطة لاغتياله بواسطة قتلة مستأجرين هذه المرة؟
أكد كاتب صحيفة “هآرتس” أن ترامب يسعى لإبرام اتفاق مع المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الشرط الذي وضعه السعوديون لهذا الاتفاق هو الاعتراف بدولة فلسطيني. وأشار الكاتب إلى أن هذا الشرط قد يؤدي إلى إسقاط حكومة نتنياهو، التي تعارض حل الدولتين.
أضاف الكاتب أن ترامب يرى في نتنياهو شخصية متعالية، وأنه مستاء من علاقاته مع جو بايدن. كما أشار إلى أن بايدن وكامالا، اللذين يقودان العصابة العالمية، قد قاما بتدبير مؤامرات جادة لإرسال ترامب إلى السجن.ووفقًا لما أقر به ترامب نفسه، يعتبر فوزه في الانتخابات بمثابة “نعمة من الله”، خاصة بعد محاولة اغتياله في ثلاث مناسبات قبل الانتخابات. وهناك مزاعم قوية تفيد بأنه سيكون هدفا لعملية اغتيال بواسطة قتلة مأجورين.
ويرى الكاتب أن ترامب على دراية جيدة بخلفية هذه المحاولات، ومن ثم، فإنه من الضروري أن يحدد ترامب بذكاء امتدادات هؤلاء القتلة داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ويتفاداهم ويضع استراتيجيات لعزلهم عن مهامهم حتى تبدأ هذه العمليات. والأهم من ذلك هو الابتعاد عن رؤساء العصابة العالمية.
هل خطوة ترامب الأولى لإزاحة نتنياهو من منصبه هي الضغط المالي بعد فشله التاريخي؟
وتساءل كاتب “هآرتس” حول كيفية إقالة ترامب لنتنياهو، مشيرًا إلى أن الخطوة الأولى ستكون عبر توجيه رسالة إلى الأحزاب الإسرائيلية، وبالأخص الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، تؤكد أن مسيرة نتنياهو السياسية قد انتهت.
أما الخطوة الثانية فتتمثل في الضغط المالي. وأوضح الكاتب أن نتنياهو مسؤول عن أكبر أزمة تواجهها إسرائيل، مشيرًا إلى أن “تصرفات نتنياهو قد تصبح في المستقبل القريب مرادفًا للأفعال التي تدمّر أمة”.
وأضاف الكاتب أن نتنياهو لم يكن قائدًا قويًا أبدًا، بل ظل في السلطة لأطول فترة ممكنة من خلال تقديم الوعود دون أن يحققها، وباستغلال فشله لتحصيل سمعة غير مستحقة، متجنبًا تحمل المسؤولية عن إخفاقاته.