وحدة الرصد السوشيالى والإعلامى وفريق التحليل الفورى
التوجه الإعلامى والخط الصحفي في قناة روسيا اليوم الروسية حيال الأزمة التى افتعلتها إثيوبيا مع الوصول العسكرى المصري للصومال ضمن مجموعات الاتحاد الأفريقي، يجعلنا نتساءل هل الروس أصدقاء بالفعل؟!
أم أن المصالح لا تتصالح في مربعات ما، عندما تكون هناك تصورات مبالغ فيها، ويعتقدون مشاهد خاطئة يبنون عليها تقديرات غير دقيقة، من نوعية سر التوسع العسكرى المصري في إفريقيا، من الصومال لنيحريا، وفقما يدعون في روسيا اليوم.
روجوا لهذا التصور غير الدقيق ، مع الحديث المنقول من الجيش النيجيري ، حول توقيع مصر ونيجيريا قبل أيام مذكرة لتعميق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية، وتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين وفقًا للقوانين واللوائح، بحسب وزارة الدفاع النيجيرية.
لا يفوتك
إثيوبيا تعرض حلولا سلمية على الصومال بعد ساعات من وصول القوات المصرية
وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الدفاع النيجيرية، تم توقيع مذكرة التفاهم في مقر وزارة الدفاع النيجيرية بالعاصمة أبوجا. وقّع المذكرة الأمين الدائم لوزارة الدفاع النيجيرية، إبراهيم أبو بكر كانا، ومساعد وزير الدفاع المصري، اللواء وليد حمودة.
لم تكن هذه مذكرة التعاون العسكري الأولى التي توقّعها مصر مع دولة من دول القارة الإفريقية خلال الفترة الأخيرة؛ إذ وقّعت مصر والصومال في منتصف شهر أغسطس الجاري بروتوكول تعاون عسكري بين البلدين، خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظيره الصومالي حسن شيخ محمود، وتوافق الرئيسان على تكثيف التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبلة لمواصلة العمل على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وفق المصدر الروسي.
وأضافت آر تى، في تحرك سريع لتنفيذ التعاون العسكري المصري الصومالي، أعلن سفير الصومال لدى القاهرة، علي عبدي أواري، عن وصول المعدات والقوات المصرية إلى مقديشو، مثمنًا تلك الخطوة التي اعتبرها مهمة للتعاون الدفاعي بين البلدين، وأولى الخطوات العملية لتنفيذ مخرجات القمة المصرية الصومالية التي عُقدت في القاهرة، وما شهدته من توقيع اتفاق دفاعي مشترك بين مصر والصومال.
وأضاف الموقع الروسي، تحركات مصر وزيادة تعاونها العسكري مع دول القارة الإفريقية أثارت العديد من التساؤلات حول سر هذا التوسع مع دول إفريقيا، وما إذا كانت مصر قد تحركت من قبل لزيادة تعاونها العسكري مع دول القارة.
ودافعت الخبيرة في الشؤون الإفريقية أماني الطويل عن الموقف المصري، حينما سألتها روسيا اليوم، بقولها إن اتجاه مصر للتعاون العسكري نحو إفريقيا ليس بجديد؛ إذ كان هناك مشروع تعاون عسكري كبير في عام 2015، حين بلورت مصر فكرة تحالف إفريقي لمحاربة الإرهاب، وبالفعل عُقد اجتماع في شرم الشيخ في شهر مارس من نفس العام، حضره 26 وزير دفاع إفريقي، وكان على هامش تجمع دول الساحل والصحراء، وهو ما يؤكد أن هذه المحاولة ليست بجديدة، لكن فرنسا دخلت وقتها وقطعت الطريق على مصر بتحالف G5، وهو تحالف بين فرنسا و5 دول إفريقية، لكن هذه المحاولة فشلت الآن واستفحلت الظاهرة الإرهابية.
وأوضحت أن نتيجة لتزايد التهديدات الإرهابية تواجه مصر تصاعد التهديدات الأمنية من جبهتين: الجبهة الشرقية والجبهة الغربية، بالإضافة للتهديدات الشمالية والجنوبية، ولكن ظلت مناطق البحر الأحمر والقرن الإفريقي وغرب إفريقيا مصادر التهديدات الإرهابية، وهو ما يوضح أهمية الاستراتيجية المصرية في التعاون العسكري مع الدول الإفريقية للحد من تلك التهديدات الأمنية، خاصة أن تجربة التعاون المصري مع بوركينا فاسو لدعم القدرات ومكافحة الإرهاب أثبتت نجاحها.
وحول الاعتراضات الإثيوبية على التعاون العسكري المصري الصومالي، أوضحت “الطويل” أن إثيوبيا ترى أن القاهرة سيكون لها نقطة ارتكاز عسكري في دولة متاخمة لإثيوبيا، وهو ما يجعلها تثير القلق على خلفية الخلافات المصرية الإثيوبية في ملف سد النهضة. لكن بكل تأكيد، ليس من حق إثيوبيا الاعتراض على التعاون العسكري المصري الصومالي، لأن اعتراضها يمثل تدخلًا في الشؤون الداخلية لدولة الصومال، فهي دولة ذات سيادة.
من جانبه، أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، على أهمية التعاون المصري الإفريقي خلال السنوات الأخيرة في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وإن كانت الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة تقتضي تكثيف التعاون الأمني والعسكري بين مصر ودول القارة لضمان الحفاظ على الأمن القومي المصري، والأمن القومي العربي، وأمن وسلامة حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر باعتبارها بوابة قناة السويس.
وأشار نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية إلى أن مذكرة التفاهم والتعاون العسكري التي وقعتها مصر مع نيجيريا تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما، وأن هذا التعاون العسكري له مردود سياسي واقتصادي وليس عسكريًا فقط، ولكنه يأتي في إطار شراكة استراتيجية بين مصر ونيجيريا في ظل توجه مصر لإقامة الشراكات الاستراتيجية مع دول القارة، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون المصري مع دول القارة.
في النهاية فقط نطرح السؤال، لماذا هذا التوجه الاعلامى والصحفي الروسي في وقت تتعزز فيه العلاقات المصرية الروسية، اقتصاديا ونوويا، وترفض مصر التدخل لصالح أى طرف في الحرب الروسية الأوكرانية رغم الضغوط عليها، هل لمجرد تصور أن مصر ستكون شريكا بشكل ما في التواجد في حظيرتها الأفريقية يكون هذا جزاءها، والروس والصينيون والاماراتيون متواجدون وقبلهم الفرنسيين والامريكيين؟