إسلام كمال
*هل من المهنية أن تصبح القنوات العربية بوقا للترويج لتسريبات المواقع والقنوات الإسرائيلية التى تتحكم فيها الرقابة الحربية الإسرائيلية؟!*
*لماذا بدأ المتحدث العسكري البيان عن تفاصيل الحادث الحدودى برفح .. وأكمله في نهاية اليوم مصادر مجهلة؟!
*كيف تسكت مصر على هذا الكم من التسريبات الإسرائيلية المشوشة للحقيقة..طالما أنه هناك تواصل وتحقيق؟!
خلال الساعات الأخيرة، وفور الإعلان عن الأنباء المتواترة حول الحادث الحدودى في رفح، والذي اتضح فيما بعد أنه راح فيه جندى شهيد مصري، والمصريون يتعرضوا لحملة من الحروب النفسية المتطورة بوابل من الشائعات والتسريبات والأخبار غير الدقيقة والروايات المتضاربة عبر الإعلام العبري الإسرائيلي، الذي تتناقله المواقع والفضائيات العربية، ومنها للسوشيال ميديا العربية والإسرائيلية بالعربية، في غياب لفترة من المعلومات الرسمية المصرية.
وحدث لأول مرة أن بدأ المتحدث العسكري للجيش المصري ببيان مقتضب، ثم أكمل البيانات بعدها بساعات قليلة، تصريحات لمن وصف بمصدر مطلع أو رفيع المستوى، ويمكن لأن البيانات لم تكن معلومات فقط، بل كانت متضمنة لتحذيرات مسيسة بمواقف واضحة، وبالتالى كان الأفضل آلا تأتى على الأقل الآن أو في هذه الفترة على لسان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، وفق تصورى وليس معلومات.
وردا على الأخبار غير الدقيقة والصور والفيديوهات التى تنتشر خلال الساعات الأخيرة حتى وصل بعضها لتريند بعنوان الشهيد الثانى، خاصة ان هناك تسريبات إسرائيلية في هذا السياق وأحيانا أكثر، بدعوى وجود شهيدين وإصابات خطيرة في الصفوف المصرية وفق روايات إسرائيلية ، خرج عدة مصادر مصري في تصريحات لمختلف القنوات المصرية والعربية لنفى هذه الأنباء، مؤكدين حقيقة استشهاد جندي مصري آخر في الاشتباكات التي جرت أمس الاثنين بين القوات المصرية والاحتلال الإسرائيلي في رفح.
وصرح المصدر بأنه: “لا صحة لما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن استشهاد جندى أخر فى حادث الحدود برفح”.
وكان أهالي محافظة الفيوم قد شيعوا المجند في الجيش المصري عبد الله رمضان محمد قطب ، وقيل وفق بيانات غير رسمية وتقارير منتشرة بمواقع مصرية وقنوات دولية، أنه هو الذي استشهد يوم أمس في اشتباك بين القوات المصرية والإسرائيلية عند معبر رفح.
ولدينا فيديو للجنازة، وصورة لمن يقال إنه الجندى الشهيد، لكننا لن ننشرها إلا بموافقة رسمية من الجهات المختصة، حتى لا نكون مشاركين فيما ننتقد فيه ونفضح، وندعو كل القنوات والمواقع المصرية للدقة في هذه الأجواء الصعبة، والحذر من القنوات العربية والدولية المتحدثة بالعربية التى أصبحت أبواقا للإعلام العسكري الإسرائيلي.
والأغرب من ذلك أن المتحدث العسكري الإسرائيلي يشير للتواصل بين مصر وإسرائيل في التحقيق، وفي المقابل ينشرون التسريبات غير الدقيقة ، فالمرة المصريون من بدأوا بإطلاق النار، ومرة سقط منهم قتلى وإصابات، ومرة المصريون سقط منهم شهيد ، ومرة أخرى شهيدين، ومرة ثالثة شهيدين وإصابات خطيرة!
ولا نعرف لماذا التواصل إذا ، وكيف يدار التحقيق؟! .. والمفروض من قواعده الأولية، آلا يتم تسريب أية معلومات غير دقيقة عن الحادث..مصر فعلت وتفعل ذلك، لكن إسرائيل مصرة على التجاوز في كل الحوادث، وتحرج بالطبع القاهرة ومؤسساتها بذلك أمام الرأى العام المصري، في استهداف خطير لإيجاد فجوة ما بين الرأى العام والدولة، وهذا أمر خطير جدا يجب الحذر منه..ونفضح في تغطيات وتحليلات متواصلة منذ أمس الاثنين في موقعى وكالة الأنباء المصرية|إندكس باللغتين العربية والإنجليزية ، الروايات الإسرائيلية المشوشة للحقيقة، والمثيرة للاستفزاز والغضب، رغم التحذيرات الرسمية من احتمالية التصعيد تحت ضغوط الاحتقان والأمور النفسية المتواصلة خلال الشهور الأخيرة، وبالذات مع الاجتياج الإسرائيلي لرفح، منذ حوالى ٢٥ يوما.
ويوم أمس، أعلن الجيش المصري استشهاد جندي مصري على الشريط الحدودي مع رفح، مؤكدا فتح تحقيق في الحادث.
ونقل مصدر بأن القاهرة “تحذر من المساس بأمن وسلامة عناصر التأمين المصرية المنتشرة على الحدود”، بعد إطلاق النار بين الجنود المصريين والإسرائيليين برفح.
وعلقت العديد من القنوات الدولية والعربية أن الحادث أثار مخاوف من الدفع بالمنطقة إلى حرب شاملة. لا سيما في ظل التوتر غير المسبوق في العلاقات المصرية الإسرائيلية.
تزامنا مع ذلك سافر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة مهمة بالطبع لبكين فى إطار دعوة مسبقة للرئيس الصينى.
*الصورة الرئيسية المرفقة ، تعبيرية أرشيفية، ليست لها علاقة بالأحداث، وهذا لتحرى الدقة والمهنية منا*