لم تكن ضربة عسكرية ، بقدر ما هي مناورة فردية بعلم الطرف الآخر وغيره ، تلك هي الضربة الثأرية الإيرانية ردا على استهداف اسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق .
حوالي ٣٠٠ مسيرة وصاروخ لم يصل منها إلا القليل ولم يصب منها أي هدف ولا خسائر تذكر .
الطرفان يدعيان الانتصار ، والحقيقة أن الطرفين خرجا من المناورة خاسرين ، فإيران لم تصب أي هدف ولم تثأر لضحايا القنصلية حتى ولو بإصابة أشخاص أو أهداف عسكرية أو مدنية ، وإسرائيل أصابها الفزع وحركت أسطولها الجوي من القاعدة الجوية المتفق على استهدافها ، وقد تكون لم تسقط بدفاعاتها أي هدف إيراني ، فالطيران الأمريكي والبريطاني وغيرهما قاموا بالمهمة كاملة .
ومن منظور المكاسب فإسرائيل كالعادة سخرت الغرب لشيطنة إيران ، بل وتستعد للرد وتطالب مجلس ( لامؤاخذة ) الأمن بإدانة إيران ، وكذلك صرفت الانتباه عما ترتكبه في غزة ، أما إيران فمكسبها أنها اجرت تدريبا عمليا لاستخدام أسلحتها للوصول للأهداف والمواقع بشكل مباشر وبدون استخدام وكلائها بالمنطقة ، وأظن أن هذا هو الأمر الذي يستحق التوقف أمامه وسيتم عمل حسابه في أية مواجهة حقيقية قادمة .
إن السابع من أكتوبر والرابع عشر من أبريل يؤكدان على كذب أسطورة القوة التي لا تقهر ، وأن قوتها تكمن في الدعم الأمريكي الغربي لهذا الكيان المغتصب .
ما شاهدناه ليلة الأمس لم يكن إلا مناورة سياسية باستخدام أدوات حربية دون تحقيق أي آثار عسكرية .
الخطورة المنتظرة تتمثل في استمرار التحرش والعنجهية بين الطرفين ، والتي قد تشهد رد من هذا الطرف ثم رد من الطرف الآخر ، وهو ما قد يشعل في لحظة حربا إقليمية قد تتطور إلى حرب عالمية أو حرب نهاية العالم .
ويبقى التساؤل الأهم .. أخبار غزة إيه ؟!
عمرو محسوب النبي