جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » تحليل صينى:هل الجانب الأمريكي حقا “منسق السلام” كما يدّعي أم “صانع الصراع”؟

تحليل صينى:هل الجانب الأمريكي حقا “منسق السلام” كما يدّعي أم “صانع الصراع”؟

غرفة الرصد السوشيالى 

لا يسع المرء إلا أن يتساءل: هل الجانب الأمريكي حقا “منسق السلام” كما يدّعي، أم “صانع الصراع”؟

استخدمت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن من شأنه أن يدعو إلى وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية في غزة.

وحصل مشروع القرار على 13 صوتا مؤيدا من إجمالي 15 عضوا في مجلس الأمن الدولي. وصوتت الولايات المتحدة ضد مشروع القرار، بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت.

قبل التصويت على مشروع القرار، إدعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيل إن مشروع القرار الجزائري سيعرض الجهود الجارية نحو إبرام اتفاق الرهائن للخطر، مضيفة أن وفدها يعمل على مشروع قرار منافس يدعو إلى “وقف مؤقت لإطلاق النار” على أساس صيغة الإفراج عن جميع الرهائن.

وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قبل التصويت إن واشنطن تواصل منح إسرائيل “رخصة للقتل”. وطلب من أعضاء مجلس الأمن “مواجهة الفوضى التي تنشرها واشنطن”.

وفي معرض حديثه عقب التصويت، قال نيبينزيا إن المسؤولية الكاملة عن عواقب نتيجة يوم الثلاثاء تقع على عاتق واشنطن، بغض النظر عن محاولة الولايات المتحدة التملص من هذه المسئولية عبر الحديث عن “جهود وساطة مهمة”.

وفي معرض تعقيبه بعد التصويت، أعرب تشانغ جيون، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، عن خيبة أمل بلاده الشديدة واستيائها من نتيجة التصويت. وقال إن “حق النقض الأمريكي أرسل رسالة خاطئة، ما يدفع الوضع في غزة إلى حالة أكثر خطورة”. وأضاف أن ادعاء الولايات المتحدة بأن مشروع القرار الذي صاغته الجزائر سيتدخل في الجهود الدبلوماسية الجارية غير مقبول على الإطلاق.

كان مشروع القرار الجزائري هو ثامن مشروع متعلق بغزة يصوت عليه مجلس الأمن منذ 7 أكتوبر 2023. ولم يعتمد سوى اثنين، لا يدعو أي منهما إلى وقف لإطلاق النار. 

الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي، تُعتبر غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، سواء من حيث شدة المواجهات أو عدد القتلى والمصابين.

والولايات المتحدة باعتبارها الطرف الثالث الأكثر أهمية في حل القضية الفلسطينية- الإسرائيلية، لم تفشل في التهدئة بين طرفي النزاع في الوقت المناسب فحسب، بل استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية.

وعقب اشتعال الحرب، زار الرئيس جو بايدن، ووزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان إسرائيل، وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى الشرق الأوسط، ووفرت جميع أنواع الإمدادات العسكرية لإسرائيل، وتجاهلت في الوقت نفسه المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

إن واشنطن، التي تصف نفسها بأنها “منسق السلام”، والتي انخرطت في الوساطة في مختلف القضايا الدولية، ضربت بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة عُرْضَ الحائط، وانحازت تماما لصالح إسرائيل في هذه الجولة من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ما دفع المجتمع الدولي لإدانة هذه التصرفات واستنكارها.. 

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *