إسلام كمال ووحدة الشئون الدولية
منذ أيام كنت أشارك في حدث عام، وسألت مسؤولا سابقا صاحب خبرة كبيرة في مجاله سؤالا ما، ومشكورا رد علي في سياقات أخرى، وليس لب سؤالى، واليوم أجابتنى شبكة “سي إن إن” الأمريكية، خلال مطالعتى لتقرير جلبه الزملاء مشكورين في وحدة الشئون الدولية.
وسؤالى الذي لم أحصل على إجابة وافية من المسؤول السابق عليه، وكانت المعلومات التى أوردتها السي إن إن مشبعة بعض الشئ لتطلعاتى المعرفية في هذا السياق هو، من الذي يضع أوربا تحت كل هذه الضغوط التاريخية غير التقليدية، وما هو الهدف منها، وما هو الدور الموكل لها خلال الفترة المقبلة؟!
أوربا تعانى أمنيا وعسكريا واقتصاديا وطبوغرافيا بعدة طرق، فلماذا كل هذه الضغوط عليها ، من الحرب الروسية الأوكرانية ، وحتى قطع الإمدادات السريعة عنها من الصين عبر البحر الأحمر ، ومن الهجرات غير المحسوبة في الغالب ، والدعم المثير لتيار اليمين المتطرف ، خلال الفترة الأخيرة ،وتقدم مالونى الإيطالية على أنها النموذج، ومن وراءها لوبان وغيرهما، فيما كان مصير يورج هايدر اليمينى القتل الغانض مع وصوله للحكم في النمسا ، في بداية الألفينات، وتهديد واشنطن بتقزيم دورها في الناتو مع وصول ترامب للبيع الأبيض.
وترد على تساؤلى بشكل غير مباشر السي إن إن قائلة ، ثمة 3 ساحات للتوترات في العالم من منظور الغرب، تتضمن لاعبين يسعون إلى “قلب النظام الدولي”.
وبحسب التقرير الأمريكي، بينما يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط، تستمر الحرب بالاشتعال في أوروبا، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضا في آسيا، “تعمل ديناميكية جديدة خطيرة”.
ورأى التقرير أن ما يحدث في أوروبا وآسيا “يحدد الفترة الأكثر خطورة على المستوى الدولي منذ نهاية الحرب الباردة”.
و”في الشرق الأوسط، تتجذر التوترات الحالية في صراع بين إيران وحلفاء أمريكا” حيث “استخدمت إيران، باعتبارها قوة ضعيفة نسبيًا، وسائل غير متكافئة من خلال سلسلة من الميليشيات المتحالفة معها” بحسب تعبير التقرير.
ولفت التقرير، إلى أنه منذ شن إسرائيل حربها على قطاع غزة، “جعلت التوترات التجارة الطبيعية أكثر صعوبة، وتم تحويل حوالي 70% من حركة السفن من منطقة البحر الأحمر، وأوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى إسرائيل في الوقت الحالي”
ورأى التقرير، أنه “إذا كان النظام الحالي في الشرق الأوسط تحت الضغط، فإن الحال كذلك في أوروبا.
وأضاف أن الحرب الروسية الأوكرانية، “محاولة لقلب نظام الأمن الأوروبي الذي يقوده الغرب والذي تدعمه وتهيمن عليه الولايات المتحدة”.
وتابع: “إذا نجحت روسيا في حربها، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى تآكل كبير في بنية الاستقرار بأكملها في أوروبا التي أُنشئت بعد عام 1945 وتوسعت بعد عام 1989”.
وتوقع التقرير، أن “يضغط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل استيعاب طموحات روسيا الإمبراطورية، في أماكن مثل جورجيا ومولدوفا، وربما دول البلطيق وحتى بولندا”.
وأشار التقرير، إلى ما وصفه بـ”التهديد المتزايد”، الذي مر دون أن “يلاحظه أحد إلى حد ما”.