وحدة الرصد السوشيالى وفريق التحليل السياسي
تتعاظم التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة مع الحرب التى أشعلتها إسرائيل ضد حزب الله، لتضيف سوادا جديدا على المنطقة، وبالتالى من غير المستبعد أن تتضرر مصر كغيرها من دول المنطقة، اقتصاديا وأمنيا، حيث تهرب الأموال الساخنة، التى يعتمد عليها الاقتصاد المصري فى محاولة عودته من جديد.ع
عانت مصر من تفاقم أزمة النقد الأجنبي بعد خروج أموال ساخنة بشكل جماعي بنحو 22 مليار دولار متأثرة بالحرب الروسية على أوكرانيا، بما تسبب في اتساع فجوة النقد الأجنبي وزيادة انتشار السوق السوداء قبل الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.
كانت مصر تلقت من فبراير حتى مايو الماضي استثمارات بقيمة 35 مليار دولار من الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة بما ساهم في تخفيف حدة ضغوط نقص النقد الأجنبي.
ودعمت هذه الاستثمار من إعلان البنك المركزي المصري تحرير سعر الصرف في مارس الماضي للقضاء على السوق السوداء واستئناف قرض صندوق الدولي وزيادته من 3 إلى 8 مليارات دولار.
التوترات الجيوسياسية تعد المحرك الأساسي في دخول وخروج الأموال الساخنة أكثر من الفوائد المرتقبة من خفض الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة.
وتوقع عدم انعكاس الاضطرابات بالمنطقة الدائرة حاليا على قرار استمرار الأموال الساخنة في مصر حيث لم يرصد السوق خروجا لهذه الأموال في ظل أن حجم التدفقات لا يزال عند نفس المستوى.
زيادة دخول الأموال الساخنة مصر وفي الدول الناشئة بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي- قبل أسبوع سعر الفائدة 0.5% على الدولار ليعكس اتجاه المتشدد منذ عامين ونصف ليتراجع العائد إلى 4.75% و5%.
وخفض سعر العائد على الدولار يحفز المستثمرين الأجانب من الانتقال من السندات الأمريكية إلى الدول الناشئة ومنها مصر لتعظيم ربحيتهم من العائد المرتفع على أموالهم.
ولكن زيادة التوترات الجيوسياسية يدفعهم إلى التمهل قبل إعادة توزيع محافظهم الاستثمارية على عدد من الدول على أن يعاودون بمجرد هدوء الأوضاع بالمنطقة.
واتفق الخبراء والمحللون على التوترات الجيوسياسية لن يكون لها تأثيرا كبيرا على الأموال الساخنة في مصر بعد تحسن الأوضاع الاقتصادية ومستويات النقد الأجنبي.