لم أعد منجذبا لأي عمل درامي والسلام ، يمكن بحكم السن أو الخبرة أو أي حاجة تانية ، فلابد أن يشدني العمل الدرامي ويجذبني إليه ، فقد صرت أحكم على العمل من أول حلقة أو حلقتين ، وذلك من وجهة نظري وأنا لست ناقدا ، ولكن قد أكون مشاهدا انتقائيا ولذلك فلا أقدم نقدا ولكنني أطرح رأي .
وفي عصر المنصات الإعلامية يدعوني أبنائي مع بداية عرض دراما بعض المنصات ، وقلما ما أقرر متابعة العمل بعد أول حلقتين ، وفي ” حالة خاصة ” استمتعت بأول حلقتين وحرصت على متابعتها ، فهي مستوفية كافة جوانب العمل الفني المتميز ، على الرغم من حساسية الموضوع باعتباره قائما على بطل من الحالات الخاصة ، وعلى قدر تعامل الدراما التلفزيونية والسينمائية مع أصحاب الحالات الخاصة عموما إلا أن القليل منها هو الذي أبدع في هذا التعامل .
وفي حالة خاصة عمل أصحاب العمل بحرفيه عالية ، فالنص مكتوب بمهارة وسلاسة رائعتين ، وحسنا تم اختيار أبطال العمل بعيدا عن نجومية السوابق والتزاما برؤية ثاقبة في تجسيد الشخصيات ، هذا طبعا بخلاف النجمة غادة عادل ، فبقية الأبطال – على مهارتهم – ليسوا نجوما متوهجين قبل العمل .
كانت غاده عادل متفوقة على نفسها لتضيف لنجوميتها هذا العمل المتميز ، أما طه دسوقي ” الحالة الخاصة ” فقد أجاد وبرع في تقمص الشخصية بأبعادها الصعبة وفقا لحالتها المرضية ، ويحسب له أنه لم يبالغ واتسم أداؤه بالبساطة ، وكذلك كان أبطال العمل جميعا أصحاب أداء السهل الممتع وليس الممتنع ، أما من أريد أن أشير إليهم هما الطفلان اللذان برعا في أداء دورهما وخاصة الطفل الذي أدى شخصية البطل في صغره ، وأيضا إبن أماني النجار ، استطاعا أن يجسدا الشخصية بحرفية على حداثة عمرهم الحقيقي والفني .
ولعل من عوامل تميز العمل هو الموسيقى ، واختيار موسيقى وأغاني فرقة المصريين الجميلة وألحان القمة هاني شنوده وتوظيف تلك الموسيقى في المشاهد الدرامية كان بفيض إحساس.
كل ما سبق يعني أننا أمام نجمين حقيقيين هما المؤلف مهاب طارق ، والمخرج عبد العزيز النجار ، تحية لهما مصحوبة برسالة انتظار الإبداع القادم .
وإنصافا لابد أن نقدم التحية للإنتاج ولمنصة ( Watch it ) صاحبة حق عرض هذا العمل الراقي .
الدراما وإن كانت تعبر عن المجتمع ولكنها لابد أن ترتقي بمشاعر الجمهور ، وهذا ما حدث ولاقى نجاحا ،
يعني مش لازم مهرجانات ومخدرات والرقص بالأسلحة والصدور العارية .
عمرو محسوب النبي
عن الكاتب
