منذ بداية أحداث السابع من أكتوبر خرجت الأصوات من جنبات العالم الصهيوني بمقترحات وسيناريوهات تهجير الفلسطينيين في مصر والأردن بشكل أساسي بالإضافة إلى دول اخرى ، إلا ان مصر والأردن أعلنت وكررت ” لا للتهجير القسري ” ، ثم وجدنا استجابة من أصوات أمريكية – وخاصة في محادثاتهم مع الرئيس السيسي – مؤكدة ” لا للتهجير القسري ” ، هذه هي التصريحات الأمريكية ، ولكن ما هو الواقع ؟
الواقع يقول إن التهجير بدأ من اليوم الأول لهذه الحرب ، فالنازحون هم الحلقة الأولى في مسلسل التهجير ، وهم بالفعل تركوا ديارهم – في القطاع والضفة – تحت وطأة القصف الهمجي ونزحوا إلى المستشفيات ومدارس اللاجئين ، والتي تم استهدافها بالقصف أيضا .
وبعد إنتهاء الهدنة الممدة تواصل القصف الصهيوني في شمال القطاع ووسطه وجنوبه ، فإلى أين ينزح الغزاويون ؟
يبدو أن التصريحات الأمريكية التي وافقت الرؤية المصرية ” لا للتهجير القسري ” ، تقصد المعنى الحرفي لكلمة ( القسري ) بما تعنيه من قوة غاشمة تسوق الناس أمامها إلى مسار التهجير المحدد ، وهذا لا يحدث حرفيا ، ولكن ما يحدث يؤدي إلى النتيجة الحتمية وهي ( التهجير ) .
إن قصف المنازل والمشافي والملاجئ والمساجد والكنائس ، ومنع وصول الماء والغذاء والدواء والوقود ، كل هذا يعني استحالة الحياة في هذه المناطق ، ولن يجد المواطن الفلسطيني خيارا سوى النزوح جنوبا كمرحلة أولى ، وكأنه يختار النزوح في حين إنه مضطر كل الاضطرار ، والأمر كذلك ليس اختياريا ولكنه بالفعل ” قسريا ” .
إن الكيان الصهيوني – كما هو واضحا – قرر منذ صباح السابع من أكتوبر العمل على انهاء القضية وتصفيتها كليا ، او على الاقل جزئيا وبأكبر قدر ممكن ، من خلال اخلاء اكبر قدر من الأراضي ، والقضاء على اكبر عدد من الفلسطينيين ، وخاصة الأطفال والنساء لتقليص الخصوبة الفلسطينية ، إصابة أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين بإصابات حرب تجعلهم في عداد المعاقين ، ثم يستتبع ذلك تنفيذ التهجير أيا ما كان قسريا أم اختيار المضطر .
عمرو محسوب النبي