جاءنا الآن
الرئيسية » عرب و عالم » الشرق الأوسط » كلمة ونص مع عمرو محسوب النبي: إعلام المحرقة بين الدعاية والتضليل

كلمة ونص مع عمرو محسوب النبي: إعلام المحرقة بين الدعاية والتضليل

عمرو محسوب النبي

 

 

 

 

 

تحدثنا من قبل عن الإعلام الخاص بالمحرقة الصهيونية على الفلسطينيين في القطاع والضفة ، ونعاود الحديث فالإعلام العسكري عنصر مهم في استراتيجية المعارك العسكرية .

وبالطبع يحاول كل طرف من طرفي أية معركة عسكرية أن يطوع الإعلام لخدمة مصالحه وتحقيق أهدافه ، من خلال أساليب الدعاية التي قد يشوبها بعض الخلل في معيار المصداقية والموضوعية والحياد ، وقد يلجأ أي طرف لخطة خداع إعلامي لتحقيق أهدافه الاستراتيجية ، وهذا وجدناه في دراسات إعلامية عديدة حول الموضوع . 

ولكن الجديد في إعلام المحرقة الصهيونية الدائرة الآن أنه تم اختلاق واعتماد نظرية جديدة قائمة على ” الكذب السافر الساذج ” ، وهذا فشل صهيوني يضاف إلى فشله العسكري والاستخباراتي والأخلاقي .

اعتمد الكيان الصهيوني الكذب والتضليل كأساس لمعالجته الإعلامية ، وهو ما نراه بوضوح من خلال المؤتمرات الصحفية لمسئوليه السياسيين والعسكريين ، وبالتبعية المباشرة نجده أيضا في تصريحات المسئولين الأمريكيين ، فوجدنا – مثلا- مشهد تمثيلي درامي لرئيس أكبر دولة حول تأثره بصورة ذبح أربعين طفلا إسرائيليا ، وأصر الصهاينة على هذه الكذبة ، ولما عجزوا عن تقديم أي إثبات أو دليل لهذه القرية ، يخرج ” البيت الأسود ” لينفي للموضوع برمته ، ويستمر مسلسل الكذب الإعلامي الصهيوني خلال تطورات عمليات المحرقة ، وبدأ المشهد بتسلسل واحد وهو إطلاق الكذبة من خلال التصريحات الإسرائيلية يتبعها مباشرة تكرارها من الجانب الأمريكي .

والحقيقة أن كل هذا الكذب يتم تقديمه بشكل ساذج جدا ، أو لنقل بشكل مفضوح ، لا ينطلي على أحد ، لدرجة أنهم يعودون بأنفسهم لنفيه أحيانا ، وأحيانا أخرى لا يكذبون ولا يعيدوا ذكره .

في حين كان إعلام حماس يبدو أكثر مصداقية لأنه دائما مصحوب بالصور والفيديوهات الحقيقية لعملياتها ، واستخدموا الدعاية بشكل يخدم أهدافهم بشكل جيد ، وأؤكد أنني هنا أتحدث عن الرؤية الإعلامية للمعالجة الإعلامية للطرفين بشكل مهني .

إن ضربة السابع من أكتوبر ، وعمليات المحرقة التي أعقبتها ، ستشهد بعد انتهائها الكثير من الدراسات والتحليلات العسكرية والاستخباراتية ، وكذلك فإن الإعلام منذ الإعلان عن الضربة الفلسطينية سيكون – بلا شك – محل دراسات وبحوث عديدة ، لأن الحالة الإعلامية لهذه المحرقة تستحق الدراسة بالفعل .

عمرو محسوب النبي

 

 

 ◦

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *