عندما قال القادة العسكريون الإسرائيليون في عام 2021 إنّ تجديد الجدار القائم منذ فترة طويلة على طول قطاع غزة والمعروف باسم “الجدار الحديدي” بقيمة مليار دولار من شأنه أن يمنع توغّلات حماس، وثق بهم الناس الذين يعيشون في كيبوتس “كفر عزّة” القريب، تروي مقدّمة الفيلم.
“قالوا لنا إنّهم يبنون جداراً كبيراً. وكنّا نعتقد أنّ هذا الجدار يمكن أن يحمينا”، يقول المستوطن إسرائيل ليندر (65 عاماً) المقيم في غلاف غزّة، خلال مقابلة مع معدّي الفيلم. وهو كشف أنّ أقاربه ساعدوا في إنشاء الكيبوتس على بعد أقلّ من ثلاثة كيلومترات من غزة في عام 1951، معترضاً على ما سمعه من “مزاعم الجيش الفخورة حول سلامة وتكنولوجيا المراقبة في الجدار”. مع ذلك، صباح 7 أكتوبر، تعرّضت “كفر عزّة” للدمار على يد مسلّحي حماس الذين اخترقوا الحاجز بسهولة.
يروي ليندر أنّه بينما كان هو وزوجته يختبئان في غرفتهما الآمنة المعزّزة، قام المقاتلون الفلسطينيون باقتحام منزلهم واستقر قنّاصة منهم على المنزل. وتكرّرت هذه الأعمال الوحشية في المناطق السكنية والمواقع العسكرية في جميع أنحاء المنطقة، وهو ما أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1,100 شخص، وفق إدعاءه
كانت مقابلة ليندر جزءاً من الفيلم الوثائقي “Failor at the Fence” الذي أعدّه صحافيون انتقلوا إلى إسرائيل لإجراء مقابلات مع الناجين والجنود والأطبّاء وخبراء الأمن المستوطنين الصهاينة لتحديد أسباب وتداعيات انهيار الجدار، على يد الموتسيكلات الفلسطينية.
يستند الفيلم إلى تحقيق مصوّر نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الشهر الماضي، أعاد بناء تفاصيل الهجوم. إذ قام الصحفيون بتحليل مئات مقاطع الفيديو والصور والتسجيلات الصوتية قبل وأثناء وبعد هجوم حماس. كما قامت الصحيفة بدراسة الخرائط ووثائق التخطيط التي تمّ العثور عليها لدى مقاتلي حماس القتلى.
الفيلم الوثائقي الذي تمّ عرضه للمرّة الأولى يوم الثلاثاء الفائت على منصّات البثّ المباشر وعلى الإنترنت على موقعَي الصحيفة و”فرونت لاين”، خلص إلى أنّ ما يسمّى بـ”الجدار الحديدي” كان في الواقع “حاجزاً هشّاً” أعطى إسرائيل شعوراً زائفاً بالأمان، وأنّ الاعتماد على الهيكل وأدوات المراقبة المتطوّرة الخاصة به قد أعمى إسرائيل في نهاية المطاف عن نقاط ضعفها، وعن خطّة الهجوم الدقيقة التي كانت تتشكّل على الجانب الآخر.
استشهد بما قاله داني تيرزا في مقابلة، وهو عقيد متقاعد في الجيش الإسرائيلي والرئيس السابق لإدارة السياج الفاصل: “كان من الخطأ أن يقدّم القادة ضمانات شاملة حول استحالة اختراق الجدار. فقد اعتقدنا حقّاً أنّنا أنشأنا بنية تحتية جيّدة جداً من شأنها أن تساعد في إنقاذ حياة الإسرائيليين. لسوء الحظ، لم ينجح الأمر”.
في مقابلة أخرى، قال المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام الغربي، اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، لمعدّي الفيلم: “بعد الحرب، يدين الجيش لسكّان جنوب “فلسطين التاريخية””بالمسؤولية عن الفشل” الذي جعل هجوم 7 أكتوبر ممكناً. وسيأتي وقت يقوم فيه الجيش الإسرائيلي بعملية النقد الذاتي المطلوبة.