يتعرض المواطن السودانى لمآسي لا يمكن لأحد أن يتصورها ، فالأوضاع الأمنية متدهورة تماما، حتى أنهم لم يستطيعوا الصلاة في الخلاء وفق السنة النبوية ، وتركوا مساكنهم ، ما أدى إلى حدوث فجوة اجتماعية واقتصادية كبيرة جعلت كل تفكيرهم منصباً على الاستقرار وإعادة الإعمار والبحث عن عمل بعدما استحكم الشلل بالأسواق.
ويقول محمد توم من ولاية الخرطوم إن كل الأسواق مغلقة فيما البيوت والمساكن إما مهجورة أو يسكن أهلها الحزن الفقر والبطالة وسط غياب الخدمات الأساسية وانقطاع التواصل مع الأهل والمعارف وأطلال الدولة .
عاطلة لا تجد المال فكيف تفكر في العيد
أما الموظفة أم الحسن ياسين فتقول إنها نزحت مع أسرتها من ولاية الخرطوم إلى الجزيرة، ثم انتقلت بعدها إلى ولاية سنار ليستقر بها المقام في ولاية البحر الأحمر.
أصبحت عاطلة من العمل ومكثت في مدرسة إيواء مع أطفالها الأربعة. وسألت: “كيف لنا في مثل هذا الظرف السيئ التفكير بالعيد، وقد فقدنا كل ما نملك وأعز ما لدينا، وهي بيوتنا، والآن لا نفكر في العيد بقدر ما نحتاج إلى الأمن والاستقرار؟”.
الركود مع انخفاض المداخيل
التاجر أحمد عيسى يقول إن الركود في الأسواق يظل السمة البارزة، فالأغلبية الساحقة من السودانيين انخفضت مداخيلهم ولا يشعرون بالأمان.
في حين أن معظم التجار نقلوا أموالهم إلى الخارج وتوقفت الإيرادات على قلتها، مشيراً إلى أن السوق تفتقر إلى أبسط مستلزمات الأعياد، خاصة الحلويات التي اختفت من الأسواق إلى حد كبير.
كما توقفت المصانع عن العمل، خاصة تلك الموجودة في ولاية الجزيرة.
لا يفوتك
فطر كئيب حزين: السودانيون يحلمون بالعودة لبيوتهم والسلام..هذا هو العيد الحقيقي”قصص وصور”
حرب السودان تدخل عامها الثانى.. وسيناريوهات الدم والتقسيم تسيطر على المشهد
لا استيراد للحلويات والملابس
قال المستورد محمد إسماعيل: “هذا العام، أفتقر إلى استيراد أهم مستلزمات واحتياجات المواطنين، خصوصاً الملابس والحلويات التي كانت تدخل إلى السودان. وعلى قلة السلع التي دخلت إلى السوق، فإنها لم تجد رواجاً، ولذلك انخفضت أسعارها .
بدوره، يقول الاقتصادي أحمد خليل: “لا توجد سياسات واضحة للتحكم بالوضع العام، على ضوء انفلات أسعار بعض السلع الأساسية وفقدان العملة المحلية قيمتها وتوقف الأعمال وانتشار الفوضى”.
الولايات الشمالية أكثر استقرارا
في المقابل، تشهد أسواق الولايات الشمالية ونهر النيل الأكثر استقرارا إقبالاً على الشراء في موسم العيد، بعدما تحولت كبرى المولات والمتاجر التي تشتهر بأفخم الملبوسات ومتطلبات الأعياد إلى خراب في العاصمة الخرطوم التي هجرها الكثير من أهلها.
ومن النازحين من ولاية الخرطوم المقيمين في مدارس تحولت إلى مراكز إيواء في مدينة شندي بولاية نهر النيل، تقول فاطمة الناظر إن مرارة النزوح والهجرة عن الأهل وما يجري في البلاد من احتراب وإراقة دماء تجعلها لا تشعر بأي رغبة في شراء مستلزمات العيد التي لا تملك الكثير من المال لشرائها أصلاً.
المقيمون في مراكز الإيواء
وتضيف أن “كل المقيمين بمركز الإيواء يتلقون الغذاء ومواد الإيواء اللازمة من المنظمات الخيرية المحلية والخارجية، ولا يملكون القدرة أو المال لشراء مستلزمات العيد لأبنائهم”.
وقال النازح محمد عبيد الله المقيم في مركز إيواء بالمتمة غربي، شندي إن جو العيد هذا الموسم يعتبر الأسوأ بسبب الحرب التي شردته وأسرته من دياره، مشيراً إلى أن أطفاله “على قناعة تامة بعدم قدرتنا على شراء مستلزمات العيد بسبب الوضع الذي نعيشه وعدم وجود نقود حتى لشراء الطعام والاحتياجات.
تزايد الشراء من النازحين
وقال تاجر الملبوسات بسوق شندي محمد المصطفى حسن إن هذا “الموسم يشهد تزايداً في الشراء بسبب وجود أعداد ضخمة من نازحي الخرطوم في ولاية نهر النيل والذين يلعبون دوراً بارزاً في إنعاش الأسواق”.
أما تاجر الملايات والستائر نور الهادي عبدالجليل فقال إن غالبية المشترين هم من مواطني الخرطوم الميسورين، بينما يكتفي بعضهم بالاستفسار عن الأسعار فقط من دون إتمام عملية الشراء.
الأسواق والمصانع نهبت
وقال التاجر في الولاية الشمالية محمدين علي إن تعرض الأسواق والمصانع للنهب والحرق في الخرطوم قلل من استيراد مستلزمات العيد إلى الولايات.
بينما تسبب ارتفاع سعر الدولار إلى قرابة 1400 جنيه سودانى في جموح التضخم خاصة بالنسبة لأسعار السلع المستوردة.