وحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية
جدل واسع أثارته التسريبات التى روجها القيادي الفلسطيني السابق محمد دحلان، خلال حوار مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، خلال استعراضه رؤية عامة حول خطط ما بعد الحرب في غزة، والتي يجرى مناقشتها “سرًّا”.
رغم ترويجات دحلان فمنذ خروجه من الضفة الغربية ونفيه السعي للسلطة لايزال اسم دحلان مطروح بقوة لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية، أو على الأقل قيادة غزة في اليوم التالى للحرب.
نفى محمد دحلان رئيس الأجهزة الأمنية السابق في غزة احتمال موافقته استلام منصب سياسي في الضفة الغربية أو غزة.
وأكد دحلان (62 عاما) الذي يقيم في إمارة أبو ظبي ويعمل مستشارا خاصا للحاكم محمد بن زايد أنه يعمل ليلا نهارا على التوصل إلى حل باتجاه تشكيل قيادة جديدة للسلطة الفلسطينية.
ووفقا للتقرير الذي نشرته هيئة البث الرسمية الإسرائيلية فقد لمع اسم دحلان في الفترة الأخيرة بفضل تبرعاته المالية ورزم المساعدات التي تحملها زوجته “جليلة” إلى القطاع الماثل تحت حرب منذ أكثر من 132 يوما. وتقول الشائعات الإسرائيلية أيضا أن معظم هذه المساعدات تذهب إلى أيدي حماس.
ومعروف أن نزاعا حادا نشب بين دحلان ورئيس السلطة الفلسطينية حدا بالأخير إلى طرد دحلان من منظمة التحرير الفلسطينية وباتت عودته إلى الضفة شبه محظورة وخطيرة.
وعلى الرغم من نفيه رغبته استبدال أبو مازن في اليوم التالي للحرب في غزة يواصل كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا، وخاصة في مصر والأردن والإمارات، اعتباره خليفة، وفق ترويج إسرائيلى.
وحصل دحلان على مناصر جديد له هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، لا سيما على ضوء اجتماع عقد منذ أيام، في الرياض جمع ستة زعماء من العالم العربي تناولوا مستقبل غزة. وبحسب التقرير فإنه بالرغم من عدم دعوة دحلان، غير أن اسمه طغى في الحضور.
وتدل بعض التقارير الإسرائيلية إلى أن دحلان يتلقى الدعم وراء الكواليس في القاهرة والرياض ، وكذلك في أبو ظبي والرباط وذلك بفضل معرفته الوثيقة بغزة والضفة الغربية وعلاقاته بإسرائيل. وجاء في المقابلة أن دحلان، الذي كان يُنظر إليه في السابق على أنه شريك محتمل، لم يعد يظهر إشارات إيجابية تجاه إسرائيل.
وفيما خص حماس قال دحلان إنه حاول إقناع حماس الانضمام إلى قوة سياسية جديدة والتخلي عن قيادتها في غزة وسط تشديده على أنه لا يرى نفسه بديلا لمحمود عباس
وكشف دحلان، المستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والممول إمارتيا، الخطوط العريضة لخطة تقوم بموجبها إسرائيل وحماس بتسليم السلطة إلى زعيم فلسطيني جديد ومستقل يمكنه إعادة بناء غزة تحت حماية قوة حفظ سلام عربية.
وقال دحلان إنه “في حين تواجه هذه الخطط تحديات كبيرة، فإن زعماء مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منفتحون على دعم العمليات التي تشكل جزءًا من الجهود التي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية”.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن مسؤولين من 6 دول عربية اجتمعوا في السعودية، الأسبوع الماضي، لمناقشة مستقبل غزة والحاجة إلى وقف إطلاق النار، وفقا لمسؤولين فلسطينيين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
وبموجب الخطة التي كشفها دحلان، سيتولى زعيم فلسطيني جديد المسؤولية عن غزة وأجزاء من الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، والتي تديرها حاليا السلطة الفلسطينية.
وقال دحلان إن هذا الزعيم سيحل محل محمود عباس، رئيس السلطة البالغ من العمر 88 عاما، والذي سيحتفظ بدور شرفي، مضيفا “لا عباس، ولا حماس.. أشخاص جدد مسؤولون في السلطة الفلسطينية”.
وتابع: “إن الإدارة الفلسطينية الجديدة يمكن أن تدعو الدول العربية الصديقة لإرسال قوات للمساعدة في حفظ النظام في غزة. ودول مثل الإمارات والسعودية ستكون مستعدة للمساعدة – وتمويل إعادة الإعمار – إذا وافقت إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية”.
وأوضح: “إذا كان هناك حل الدولتين، فالإجابة هي نعم كبيرة.. الدول العربية الرئيسية حريصة جدا على تسوية هذا الصراع.. ليست الحرب، بل الصراع بأكمله”.
وأبرزت الصحيفة الأميركية أن الخطة تواجه “عقبات كبيرة”، حيث ترفض السلطة الفلسطينية، وعباس، إجراء أي تغييرات، كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، بالاحتفاظ بالسيطرة “الأمنية الشاملة” على غزة والضفة الغربية، رافضا قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.