جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » احتقان العودة لقطع الكهرباء ألح بالسؤال: إلى متى يصبر المصريون على شروط النقد الدولى؟!

احتقان العودة لقطع الكهرباء ألح بالسؤال: إلى متى يصبر المصريون على شروط النقد الدولى؟!

وحدة الرصد السوشيالى والقطاع الاقتصادى والمصرفي
*زيادة حد السحب اليومى بالبنوك إلى ٢٥٠ ألف جنيه يشير لإنفراجة..لكن أزمة قطع الكهرباء وزيادة سعر الدولار تقول العكس!
*الخبراء يتفقون على أنه من المبكر الحكم على التجربة..وحذروا من أخطاء ٢٠١٦.. وتساؤلات حول الدفعة الثانية من صفقة الحكمة!
 
 
برنامج الإصلاح الجديد أو الأجدد بالأحرى
 

وجاءت خطوة البنك المركزي لتخفيض العملة المحلية إلى نحو 49.5 جنيه للدولار الواحد من مستوى 30.85 الذي أبقاه عنده في الشهور السابقة، في أعقاب الاتفاق مع دولة الإمارات على ضخ 35 مليار دولار استثمارات مباشرة، لتنمية منطقة “رأس الحكمة” على البحر المتوسط بشمال غرب البلاد.

وهي الأموال التي اعتبرت القاهرة أنها ستساعد في حل أزمة نقص العملات الأجنبية التي انتعشت بفضلها السوق الموازية في الأشهر الماضية.

ونتيجة لذلك، أعلنت الحكومة وصندوق النقد الدولي، توصلهما إلى اتفاق لزيادة حجم التمويل ضمن البرنامج الذي اُتفق عليه في ديسمبر 2022، ليزيد من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات.

طلبات النقد الدولى

ويقول صندوق النقد الدولى إن أهم الإصلاحات الاقتصادية ضمن البرنامج، تشمل التحول إلى نظام سعر صرف مرن، وتشديد السياسة النقدية وسياسة المالية العامة، وإبطاء الإنفاق على البنية التحتية للحد من التضخم، والمحافظة على استدامة القدرة على تحمل الديون، مع تعزيز بيئة تمكن القطاع الخاص من ممارسة نشاطه.

ويضيف وفق بيان نشر على موقعه الإلكتروني: “ستساعد هذه السياسات في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي الكلي، واستعادة الثقة، كما ستمكن مصر من مواجهة التحديات التي اقترنت بالصدمات الخارجية في الآونة الأخيرة”.

اتفاق تمويل بقيمة 7.4 مليار يورو (8 مليارات دولار) يمتد على ثلاث سنوات
بعد قرارات الحكومة.. ما السر وراء ازدياد تحويلات المصريين؟
ارتفعت تحويلات المصريين بالخارج منذ الخفض الأخير في العملة المحلية، وذلك بعد انهيار للسوق السوداء التي طالما التهمت الحجم الأكبر من أموال المصريين في الخارج بعيدا عن القطاع المصرفي الرسمي.
في خطوة اعتبر اقتصاديون أنها إيجابية لكن لا يمكن الحكم عليها في ظل استمرار هذه الزيادة لأيام قليلة حتى الآن.

المزيد من التحديات ومن الحديث عن انتهاءها

 هناك المزيد من التحديات والمتغيرات التي قد تؤثر على آفاق الاقتصاد خلال الأشهر المقبلة.

ويقول الخبير الاقتصادي، عبد النبي عبد المطلب، لقناة الحرة الأمريكية التى اهتمت بتقييم الحالة الاقتصادية المصرية، إن “ما حدث بعد الاتفاق على صفقة رأس الحكمة يشبه ذوبان قمة جبل الثلج. لكن الكثير من الأمور لا تزال غير واضحة”.

ويضيف: “الحكومة حتى الآن في مرحلة تمهيدية.. صحيح البعض يتحدث عن نوع من الاستقرار في سوق الصرف، واختفاء المضاربة في السوق السوداء على الدولار،.

لكن هذه ليس المرة الأولى، فقد حدث هذا الأمر عام 2016 ، حينما تم تنفيذ إصلاحات مشابهة لسعر الصرف، ثم تجددت الأزمة مرة أخرى قبل عامين”.

ويرى عبد المطلب أن “من المبكر الحديث عن انتهاء الأزمة، خصوصا في ظل تعهد الحكومة بالمزيد من التدابير الاقتصادية لإصلاح الخلل في ميزان المدفوعات المصري، ومنظومة الدعم”.

ويؤكد هذا أيضا الخبير الاقتصادي، السيد خضر، الذي يقول إن “التحول الاقتصادي يستغرق وقتا وجهودا مستمرة لتحقيق نتائج إيجابية قابلة للقياس”، مشيرا إلى أن “مصر تواجه منذ عقود تحديات كبيرة فيما يتعلق بارتفاع التضخم والبطالة، وتصاعد مستويات الدين العام”.

العوائق المحتملة 

ويتابع: “الحكومة المصرية تنفذ برامج إصلاح اقتصادي شامل بهدف تحسين الوضع وتعزيز النمو المستدام، ومع ذلك فإن هذه الإصلاحات قد تواجه عدة عوائق”.

ومن بين العوائق المحتملة التي يمكن أن تقف أمام الإصلاحات، “المقاومة السياسية أو الاجتماعية” للتغيير، حسب خضر، مشيرا إلى أنها “قد تحد من تنفيذ الإصلاحات، خاصة المتعلقة بتخفيض الدعم”.

من شوارع القاهرة ليلا خلال شهر رمضان
صندوق النقد يكشف توقعاته للتضخم في مصر.. ويتحدث مجددا عن “دعم الوقود”
قالت مسؤولة بصندوق النقد الدولي، إن المراجعة المقبلة لبرنامج قرض الصندوق لمصر من المقرر أن تكتمل بحلول نهاية يونيو، وهو الوقت الذي ستتمكن فيه سلطات البلاد من سحب 820 مليون دولار أخرى، وذلك بعد الاتفاق الشهر الماضي على زيادة حجم برنامج القرض.

على النقيض، يعتقد الباحث الاقتصادي أحمد أبو علي، أنه لا “توجد عوائق فيما يتعلق بتطبيق الإصلاحات. لكن قد يتطلب الأمر آليات تطبيق واضحة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالإجراءات التي تمس المواطنين ومنظومة الدعم وأسعار السلع”.

ويضيف : “شروع مصر في تعويم العملة والاتفاق بعد ذلك مع صندوق النقد على زيادة حجم التمويل، ساهم في استقرار الاقتصاد المصري بشكل نسبي”.

ويعتبر أبو علي أن بلاده “ليست الوحيدة” التي تواجه تحديات اقتصادية، ويقول: “العالم أجمع أمام تحديات مستمرة في ظل الأزمات السياسية العالمية المتلاحقة في أوكرانيا وغزة، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم.. ليست هناك دولة واحدة لا تواجه تحديات أو أزمة اقتصادية”.

النقد الدولى ينتقد دعم أسعار البنزين

ويشدد صندوق النقد الدولي على أن دعم أسعار البنزين في مصر “تصب بشكل رئيسي في صالح الأغنياء على حساب الفقراء” الذين لا يملك معظمهم سيارات، وفق وكالة رويترز.

وفي مؤتمر صحفي قبل أسبوعين تقريبا، تحدثت رئيسة بعثة الصندوق إلى مصر، إيفانا فلادكوفا هولار، عن ضرورة تنفيذ السلطات إصلاحات فيما يتعلق بدعم الوقود، واستبداله بالإنفاق الاجتماعي الموجه للأسر الأكثر احتياجا.

وتظهر بيانات موازنة العام المالي الحالي 2023/2024 أن مصر رفعت الدعم المخصص للطاقة والمواد البترولية والكهرباء بنسبة 150 بالمئة تقريبا، من 48 مليار جنيه (1.01 مليار دولار) إلى 119.4 مليار جنيه (2.52 مليار دولار).

ويؤكد رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، في أكثر من مناسبة، أن الحكومة تعمل على ترشيد الدعم ضمن خطط تقليل الإنفاق من أجل إصلاح الاقتصاد.

تدابير الحكومة المصرية التى تضغط على المواطنين 

ويتوقع الخبراء خلال حديثهم مع موقع الحرة، إقدام الحكومة المصرية على المزيد من التدابير الاقتصادية خلال سنوات الاتفاق مع صندوق النقد، من أجل ترشيد الدعم، خاصة فيما يتعلق بالمحروقات والكهرباء وبعض الخدمات الحكومية، مما يؤثر على الأوضاع المعيشية في البلاد.

ويقول عبد المطلب إن “ما تعهدت به مصر من إجراءات صعبة يتوافق مع رؤية صندوق النقد الدولي، خصوصا فيما يتعلق بإلغاء الدعم كليا، بما في ذلك دعم الوقود والكهرباء”.

ويتابع: “إلغاء الدعم أو رفع أسعار السلع والخدمات التي تقدمها الدولة أو تحتكرها، من مترو الأنفاق والسكك الحديدية والكهرباء والغاز والمياه، سيزيد بالتبعية من معاناة المواطن المصري”.

ويرى عبد المطلب أن “المواطن المصري حاليا يحاسب طبقا للأسعار العالمية ولا يمكن زيادة الأسعار بأي شكل؛ لأنه عند حساب الأسعار التي يدفعها المواطن مقابل الكهرباء أو الوقود أو المواصلات يجب مراعاة القوة الشرائية للجنيه، وما يستطيع أن يدفعه مقابل حصوله على السلع والخدمات”..

وكان واضح جدا معاناة المصريين في رد فعلهم الغاضب من العودة الرسمية لقطع الكهرباء، رغم ما يدور حول انتهاء الأزمة ، والتدفقات الدولارية ، وإنتاج حقل ظهر ١و٢ الذين يتساءل عن مصيرهما المصريون، خاصة مع اضطرار القاهرة للاستيراد من إسرائيل الغاز المسلوب من الفلسطينيين.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *