خلفت وفاة للا لطيفة « أم الأمراء” في المملكة المغربية ، كما قدمها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني خلال استجواب مع الصحافة الفرنسية، حزنا عميقا لدى المغاربة خلال نعيها يوم السبت الماضي من طرف الديوان الملكي المغربي.
كما لازالت برقيات التعازي تتهاطل من طرف ملوك ورؤساء العالم على الملك المغربي محمد السادس، حتى إن الرئيس الحزائري عبد المجيد تبون بعث ببرقية تعزية للعاهل المغربي بعد القطيعة الديبلوماسية سنة 2024.
إسمها الحقيقى “فاطمة أمحزون”
لم يعرف المغاربة الشيء الكثير عن للا لطيفة أمحزون،
والدة الملك محمد السادس.. خلال فترة تولي الملك الحسن الثاني العرش الحكم بالمغرب، إذ لم يكن لأم الأمراء للا لطيفة أية مسؤوليات رسمية كما لم يتعرفوا على صورها على غرار باقي أميرات القصر الملكي.
وإسمها الحقيقي، فاطمة أمحزون، وغير الملك الحسن الثاني إسمها، حتى لا يحدث تشابه عن الزوجة الأشهر، فاطمة أمهروق..ومعروف أن الملك الحسن لم ينجب إلا من للا لطيفة، رحمها الله.
ولم تنشر لها أية صور لها في حياة الملك الراحل الحسن الثاني، باستثناء صورة وحيدة نشرت بإحدى المحلات الفرنسية سنة 1994, خلال حفل زفاف ابنتها الأميرة للا حسناء دون أن يظهر وجهها، حيث كانت تتطلع إلى وجه العروس، لتروج صورة أخرى لها بوضوح بعد وفاة الحسن الثاني بسنوات.
حياة للا لطيفة
حرصت للا لطيفة على البقاء في الظل، كما أن المغاربة لم يتعرفوا على إسمها إلا بعد وفاة الحسن الثاني ، كما ظلت تعيش بعد وفاته بين طريق النخيل، بعيدة عن العيون العامة بمراكش و”نويي” بفرنسا.
المرة الوحيدة التي تحدث فيها الملك محمد السادس عن والدته كانت سنة 2005 مع جريدة لوفيغارو الفرنسية، حين قال “أنا شديد الارتباط بوالدتي وشقيقي وشقيقاتي الثلاث.. مضيفا: أنا نفسي نصفي أمازيغي. وسيكون إذن من قبيل التنكر لجزء من ثقافتي وأصولي إن لم أفعل ذلك.
وقال: أنا مع الأسف لا أتحدث بالأمازيغية لأنها لم تكن ضمن المقرر الدراسي الذي لقنته، ولكن بودي أن أتمكن من إيجاد الوقت الكافي لتعلمها. إن المغرب هو مزيج من الثقافات”.
كانت الفقيدة للا لطيفة “أم الأمراء” من أهل الصلاح ومحبي الخير، وكانت وراء تشييد مجموعة من المساجد الكبرى، والتي تشتهر باسم مساجد للا الشريفة، أم “سيدي”.
علاقتها بمصر والإمارات
تؤكد بعض المصادر ان للا لطيفة جمعتها علاقة محبة وتقدير مع آل نهيان ، حيث إن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي تربى بالمدرسة المولوية وجمعته ولازالت علاقة أخوة بالملك محمد السادس، كان يناديها بلقب “ خالتي”.
كما أن ملك مصر السابق أحمد فؤاد، اختار إسم لطيفة إلى جانب إسم عمته فوزية فؤاد لإبنته المولودة سنة 1982, تقديرا منه ل للا لطيفة.
*كاتبة وإعلامية مغربية
عن الكاتب
