إسلام كمال وفريق التحليل الاقتصادي
في مؤشر مقلق ، كانت لدينا توقعات معلوماتية به ، وحذرنا منها منذ أيام ، بالذات بعد الصدمة التركية برفع الفائدة الكبير ، وضغوط النقد الدولى المتصاعدة مع طلبنا 5 مليارات دفعة واحدة ، ارتفع بالفعل سعر الدولار مقابل الجنيه بشكل مفاجىء خلال منتصف التعاملات اليوم الاثنين مقارنة بالتعاملات الصباحية في 9 بنوك لأول مرة منذ تحرير سعر صرف الجنيه خلال آخر 3 أسابيع.
كان سعر الدولار ارتفع إلى نحو 50 جنيها بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف في 6 مارس الماضي وعاود الانخفاض تدريجيا حتى هبط تحت 47 جنيها قبل أن يعود للارتفاع اليوم بشكل مفاجئ.
وهناك عدة سيناريوهات لتحليل الموقف ، إما تكون في المساحة السلبية ، وهى غالبها في هذا النسق رغم المروج خلال الأيام الأخيرة ، حول التدفقات الدولارية والتزام الحكومة بما عليه ، وعودة التحويلات من المصريين بالخارج لمعدلها تدريجيا ، وحل أزمة السلع والمنتجات المتراكمة في الموانئ.
الحديث يدور كما حذرنا سابقنا وتظهر مؤشراته الآن، بتخفيض جديد في قيمة الجنيه ، بتعويم غير معلن وفق سياسة المرونة الجديدة ، و السيناريوهات السلبية تصل بنا لسعر ما قبل السيطرة على أزمة تفاقم السوق السوداء، في محيط السبعينات حسب التوقعات الأولية.
لو استمر الارتباك ، وتخبطت الالتزامات الدولارية والوفاء لها ، تواصلت ضغوط النقد الدولى ستستمر العودة للتدهور السابق في الجنيه ، وهذا أمر جد خطير ، يجب أن نتكاتف حتى لا نعود لهذا المربع ، لأن العودة تعنى الانهيار.
بداية التوتر في السوق ، جاءت مع الزيادات التى كانت متوقعة في أسعار مواد الوقود ، والتى كانت صادمة في الزيادة الكبيرة بسعر السولار والغاز لأول مرة منذ فترة كبيرة ، لما كان أثر كبير ضاغط على المواطنين ، الذين يترقبوا الزيادات التى أعلنت الدولة المصرية بخصوص الحد الأدنى للأجور والتسويات المتتابعة ، وأمثالهم في القطاع الخاص ، وسط حديث عن عدم توفر الميزانيات لهذه الزيادات ، التى أصبحت لا تمثل زيادة أساسا مع فقد الجنيه حوالى ٦٥% من قيمته ، في خسارة إضافية جديدة مع التعويم الأخير.
يجب أن يتواصل العمل في المواجهة ، ونركز على الاستثمارات الحقيقية لا الأموال الساخنة التى أصبح يتحدث عنها الجميع وكأنها المنقذ ، رغم أنها المدمر بالفعل لأى اقتصاد..
الخطورة في اعتياد الزيادة في سعر الدولار بعد كسر دائرة الصعود للجنيه مهما كانت ضعيفة، فيجب أن نواجه تضخم كرة ثلج الارتفاع الدولارى، لأنه سينهى هذه محاولات المواجهة الجديدة من البداية ، وهو مسار الفرصة الأخيرة لو تعلمون.