وحدة الشئون التركية وغرفة التغطية الحية
لم يمض الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سوى ١٢ ساعة تقريبا بالقاهرة، إلا أن زيارته كانت تاريخية معقدة، ومليئة بالرسائل في كل الملفات، لتغلق رسميا فترة من الجمود بسبب الدعم التركى للإخوان الارهابيين، وتفتح صفحة جديدة وسط حالة الهدوء في شرق المتوسط عامة، من مصر وتركيا واليونان وتركيا وقبرص وتركيا.
وكانت رسائل أردوغان الداعمة لمصر ضد المخططات الإسرائيلية من اجتياح رفح وطرد الفلسطينيين لسيناء، وتوقيع تفاهمات واتفاقيات اقتصادية واستراتيجية لرفع مستوى التعاون لمستوى رفيع المستوى ، وزيادة التبادل التجارى ل١٥ مليار دولار، مع ضخ استثمارات تركية في القاهرة تصل ل٣ مليارات دولار حتى الآن، في وقت تعانى فيه الدولتان من أزمة اقتصادية متفاقمة مشابه تقريبا.
تفاصيل اليوم الفارق
حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى على توديع ضيف مصر الكريم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من مطار القاهرة الدولي، عقب انتهاء زيارته للقاهرة.
وكان قد استقبل السيسى والسيدة قرينته في مستهل الأربعاء، بمطار القاهرة الدولي، نظيره التركى أردوغان والسيدة قرينته، فى زيارة هى الأولى لأردوغان منذ ١٢ عامًا.
وتوجه الرئيسان إلى قصر الاتحادية، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح المستشار د.أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين.
ورحب السيسى بأردوغان والوفد المرافق له في أول زيارة له إلى مصر منذ أكثر من 10 سنوات، وهو ما يفتح صفحة جديدة بين البلدين بما ويثري العلاقات الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح، مؤكدًا اعتزاز مصر وتقديرها لعلاقاتها التاريخية مع تركيا والإرث الحضارى والثقافي المشترك للشعبين الشقيقين.
كما وقع الرئيسان على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين جمهورية مصر العربية وجمهورية تركيا.
وعقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا، عقب انتهاء المباحثات، تم فيه التوافق حول ضرورة وقف اطلاق النار فى قطاع غزة بشكل فوري وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية، حتى يتسنى استئناف عملية السلام فى أقرب فرصة، وصولًا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
واصطحب السيسى أردوغان فى زيارة إلى مسجد وضريح الإمام الشافعي بالقاهرة، حيث أبدى “أردوغان” سعادته بزيارة معالم القاهرة التاريخية والإسلامية، مؤكداً اعتزازه البالغ بحضارة الشعب المصري العريقة.
تركيز عالمى على زيارة أردوغان التاريخية للقاهرة
العديد من وسائل الإعلام العالمية والصحف الكبرى بزيارة الرئيس أردوغان لمصر، والتي تطرقت إلى العديد من الملفات الإقليمية والدولية الهامة، بجانب مناقشة سبل تعزيز التعاون بين بلاده والقاهرة.
واشنطن بوست: العلاقات تعود إلى مسارها بعد سنوات التوتر
أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن زيارة أردوغان إلى مصر تعد دليل على عودة العلاقات المصرية ـ التركية إلى مسارها بعد سنوات من التوتر، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان في استقبال نظيره التركي في أول زيارة يجريها إلى القاهرة منذ أكثر من عقد من الزمان.
سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على مباحثات السيسي وأردوغان بهدف حشد الدعم للمطالب المتزايدة في المنطقة بأن توقف إسرائيل حربها ضد حماس في قطاع غزة.
بلومبرج : ذوبان “الجليد الدبلوماسي”!
واعتبرت شبكة بلومبرج الأمريكية في تقرير لها الأربعاء الزيارة بمثابة “ذوبان للجليد الدبلوماسي”، مشيرة إلى أن المحادثات بين السيسي ونظيره التركي تناولت الصراعات الإقليمية وسبل تقديم المزيد من المساعدات للفلسطينيين في غزة، بخلاف سعي الرئيس التركي لتعزيز التعاون في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالطاقة.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن ذوبان “الجليد الدبلوماسي بين مصر وتركيا يعد جزءًا من الجهود الأوسع التي تبذلها تركيا لتطبيع علاقاتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خاصة أنها تسعى لجذب الاستثمارات من دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
نقلت الشبكة الأمريكية عن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قوله إن البلدين لديهما أيضًا اتفاق يقضي بأن تقوم أنقرة بتزويد القاهرة بطائرات بدون طيار.
رويترز: غزة محور المباحثات في قمة الرئيس السيسي وأردوغان
بدورها، قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن حرب غزة كانت على رأس جدول أعمال المحادثات بين الرئيس السيسي ونظيره التركي، بجانب ملفات الاقتصاد والتجارة والسياحة والطاقة والدفاع.
فيما نوه أيضًا موقع BNN Breaking تحت عنوان مهمة أردوغان في الشرق الأوسط: السعي لتحقيق السلام في أزمة غزة، إلى تصريحات أردوغان بشأن الحرب في غزة، مضيفًا أن زيارة “أردوغان” لمصر تحظى بأهمية خاصة لأنها تمثل فصلًا جديدًا في العلاقات التركية المصرية. كما تعد الزيارة شهادة على اعتراف أردوغان بقوة الدبلوماسية في حل الخلافات.
موقع قبرصي : زيارة تاريخية تكل جهود استعادة العلاقات
أما موقع صحيفة “سايبرس ميرور” القبرصى، فقال إن زيارة أردوغان تاريخية وتأتى تكليلا لجهود استعادة العلاقات بين البلدين والتي بدأت فى أوائل عام 2021 ، مشيراً في تقرير له إلى أن تركيا ومصر عينتا سفيرين في عام 2023 كرمز للعصر الجديد. وتبادل وزيرا خارجية البلدين الزيارات لرفع مستوى الحوار وإنجاز عملية استعادة العلاقات.
وأوضح الموقع القبرصي أن آخر زيارة رئاسية من تركيا إلى مصر قام بها الرئيس السابق عبد الله جول كانت في أوائل عام 2013. وتابع : لذا ستسمح المحادثات بين أردوغان و السيسي بزيادة تعميق العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمارات وصناعة الدفاع. والهدف هو زيادة حجم التجارة بين مصر وتركيا إلى 15 مليار دولار.
صحيفة ألمانية : نجاح للدبلوماسية المصرية وخطوة لتعزيز العلاقات
أما صحيفة فرانكفورت رادندشو الألمانية، فاعتبرت زيارة أردوغان إلى القاهرة بمثابة دليل علي نجاح الدبلوماسية المصرية طويلة الأمد، وكذلك مؤشراً على نهاية “عصر الجليد الدبلوماسي” الذي طال أمده بين تركيا ومصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة التي تعد الأولى أكثر من عقد، تحمل أهمية استثنائية خاصة في ظل احتدام العدوان الإسرائيلي على غزة، وضرورة التنسيق الإقليمي والعالمى لتقديم المزيد من الدعم والمساندة لأهالى غزة.
وذكرت الصحيفة أن تركيا تسعى جاهدة لتقوية علاقاتها مع مصر لما تمثله الأخيرة من ثقل إقليمي، ولتأمين مصالحها في شرق البحر المتوسط وإدارة ملف العلاقات مع اليونان.
كلمة السيسي .. والعدوان الإسرائيلي على غزة تصدر المشهد
وكان من الواضح أن العدوان الإسرائيلي على غزة قد تصدر مشهد المباحثات المصرية التركية، فقال الرئيس السيسي إنه اتفق مع نظيره التركى أردوغان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والتهدئة في الضفة.
وقال السيسي في كلمته: “أود في البداية أن أرحب بالرئيس “رجب طيب أردوغان” والوفد المرافق له في أول زيارة له إلى مصر منذ أكثر من 10 سنوات لنفتح معا صفحة جديدة بين بلدينا بما يثري علاقاتنا الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح”.
وتابع السيسي: “وأؤكد اعتزازنا وتقديرنا لعلاقاتنا التاريخية مع تركيا والإرث الحضاري والثقافي المشترك بيننا ويهمني هنا إبراز استمرار التواصل الشعبي خلال السنوات العشر الماضية”.
وأوضح الرئيس المصري: “كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نموا مضطردا خلال تلك الفترة فمصر حاليا الشريك التجاري الأول لتركيا في إفريقيا كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية وقد أثبتت التجربة الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين وبالتالي سنسعى معا إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح مجالات جديدة للتعاون”.
مركزا ثقل في المنطقة
ونوه الرئيس المصري: “أود أيضاً أن أشير إلى اهتمامنا بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة مثل خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة”.
وأعرب السيسي عن الاعتزاز بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية في قطاع غزة أخذا في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق على دخول تلك المساعدات مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
وتابع الرئيس المصري: “لقد توافقت والرئيس أردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة وصولا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
الانتخابات الرئاسية والتشريعية الليبية
وأوضح: “كما أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد ونقدر أن نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجا يحتذى به حيث أن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها”.
التهدئة في شرق المتوسط
ورحب السيسي بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، متطلعا البناء عليها وصولا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة ليتسنى للجميع التعاون لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة بها.
مراسم توقيع الاتفاقيات
شهد الرئيس السيسي ونظيره التركي أردوغان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.
ووقع الرئيسان المصري والتركي على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا.
كلمة أردوغان .. غير مقبول تطهير غزة من سكانه.. ونقل نتنياهو مجازره لرفح تصرف مجنون
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يمكن القبول بتطهير قطاع غزة من سكانه ونقدر موقف مصر حول هذا الأمر.
وأشار أردوغان إلى أن: “مبادرات تهجير سكان غزة في حكم العدم بالنسبة إلينا، ولا يمكن تطهير غزة من السكان كليا، ونقدر موقف في هذا الأمر، حيث تستمر إدارة نتنياهو في مجازره وهو عليه أن يكف عن نقل مجازراه إلى رفح، وعلى المجتمع الدولي ألا يسمح بهذا التصرف الجنوني”.
وتابع: “من أجل إيقاف إراقة الدماء في غزة سنظل على تعاون مع مصر، وعلى المدى المتوسط إعادة إعمار غزة يتطلب العمل المشترك مع مصر”.
وأشار إلى أنه: “تطرق مع الرئيس المصري إلى مواضيع تخص ليبيا والسودان والصومال، مؤكدا على وحدة أراضي هذه الدول واستقرارها، وفي إفريقيا وفي الشرق الأوسط وفي أي مناطق تربطنا بها علاقات تاريخية لا نريد أن تحدث فيها حرب أو حالة عدم استقرار، ونحن على تعاون مع مصر لبحث هذه الأمور، ونتمنى أن تكون هذه الزيارة وسيلة خير لبلدينا وشعبنا والعالم كله”.
بيان الرئاسة المصرية حول الزيارة التاريخية
وأفادت الرئاسة المصرية في بيان لها إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المقرر أن يعقد مباحثات موسعة مع الرئيس أردوغان لدفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
ومن جانبها، بينت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن المحادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “تركزت على الخطوات الممكن اتخاذها في إطار تطوير العلاقات بين تركيا ومصر وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى”.
جولة انتصار السيسي وأمينة أردوغان
وقامت السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، والسيدة أمينة أردوغان، قرينة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بجولة منوعة بين مؤسسة الهلال الأحمر المصري وجمعية حياة كريمة.
وقالت انتصار السيسى عبر صفحتها الرسمية بـ”فيس بوك”: “أود أنّ أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجميع القائمين على هذا الصرح العظيم على لما يقدمه من مساعدات وإغاثات إنسانية.
وكتبت:وإنني إذ تشرفت بلقاء السيدة أمينة أردوغان على أرض مصر الغالية، كان لقاء وحديث زاخرا بالمناقشات حول موضوعات الحماية المجتمعية والمبادرات ذات الصلة بالمساعدات والجهود المصرية المبذولة في هذا الشأن، وقمنا بجولة تفقدنا خلالها غرفة عمليات حياة كريمة والهلال الأحمر المصري لمطالعة سير الأعمال”
أضافت قرينة رئيس الجمهورية: “زيارة غالية وخطوة عزيزة للسيدة التركية الأولى على أرض مصر.. وأتطلع لتعزيز سُبل التعاون بيننا في شتى المجالات
وكتبتا السيدتان انتصار وأمينة كلمات داعمة للشعب الفلسطيني في معاناته الكارثية المستمرة منذ أربعة شهور ونصف تقريبا، على كراتين المساعدات الإنسانية التى ترسل لغزة.