انخفضت أحجام حركة المرور عبر قناة السويس 30% في الفترة ما بين 1 و11 يناير على أساس سنوي، وفقاً لرئيس هيئة القناة أسامة ربيع، حيث كثف الحوثيون الذين تدعمهم إيران هجماتهم رداً على الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، وردت عليها أمريكا وبريطانيا وتحالفها بعدوان مباغت ، مما يثير المخاوف من نشوب صراع عسكري أوسع نطاقاً.
وسبق وقال ربيع في تصريحات تلفزيونية : “بسبب المخاوف الأمنية، قد تفضل السفن التجارية طرقاً أطول من دخول منطقة حرب.. حتى لو قمت بتخفيض الرسوم الجمركية، فلن يكون لذلك تأثير، كون المخاوف أمنية”. عملت مصر، التي زادت الرسوم يوم الاثنين، أيضاً على توسيع الممر المائي لتحقيق مزيد من الإيرادات من أحد أصولها الثمينة.
مضاعفة حزمة الإنقاذ من النقد الدولى
تجري أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان محادثات مع صندوق النقد الدولى بشأن إمكانية مضاعفة حزمة الإنقاذ الحالية البالغة 3 مليارات دولار على الأقل. وضاعفت الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، من الضغوط الاقتصادية
قال الحوثيون إنهم كانوا يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل فقط رداً على الحرب في غزة، لكنهم يقولون الآن إن السفن الأميركية والبريطانية وغيرها باتت أهدافاً مباحة كذلك”.
أصبحت “إيه بي مولر ميرسك” (A.P. Moller – Maersk) و”هاباغ-لويد” (Hapag-Lloyd AG) من بين الشركات التي قامت بتحويل مسار السفن، مع إعادة توجيه مسار بعضها حول أفريقيا-وهي رحلة أطول بكثير وأكثر تكلفة.
رفعت هيئة قناة السويس رسوم العبور نحو 15% على بعض الناقلات، بما في ذلك التي تحمل النفط الخام والمنتجات البترولية، بحسب منشور أصدرته في أكتوبر 2023. قال ربيع إن المخاوف الأمنية لشركات الشحن لن يتم التغلب عليها بالخصومات أو الحوافز الأخرى التي تقدمها القناة. وتابع: “تأثير الأزمة على الملاحة العالمية كبير، مما يؤدي إلى تباطؤ سلاسل التوريد.. ما يحدث يذكرنا بكوفيد. فالسفن لا تتحرك، وإذا تحركت فإنها تصل متأخرة”.
لو استمر الوضع ستتأثر الإيرادات بشدة
أوضح ربيع أن الإيرادات السنوية للقناة بلغت 10.25 مليار دولار في 2023، وفي حال استمرار الوضع، فإن الإيرادات “ستتأثر بشدة” في العام الحالي. مع ذلك، لا تزال العديد من السفن تمر عبر القناة.
أوضحت مصر-التي لم تقم مطلقاً بأي أعمال عسكرية خارج حدودها- أنها تخشى حدوث أي تصعيد إقليمي قد تكون له آثار أكثر خطورة على الاستقرار. هذا يعني أن أقصى ما ستفعله القاهرة على الأرجح هو الاستمرار في الضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مع مقاومة أي جهد يسمح للفلسطينيين بالنزوح الجماعي عبر الحدود المشتركة.
تقييم خطير
قال ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في “مجموعة الأزمات الدولية” ومقرها بروكسل: “تستطيع مصر التكيف مع بضعة أسابيع من انخفاض حركة المرور عبر قناة السويس. لكنها لا تستطيع التعايش مع التهجير الدائم للفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء والآثار الاقتصادية المعوقة للحرب في غزة ومخاطر نشوب حرب إقليمية.. وهذا كلام في غاية الخطورة، يحتاج لتقدير موقف أعمق، في مواجهة كل هذه الأزمات المتزامنة.