وحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية وغرفة التغطية الحية
في أجواء مخزية تصر فيها الولايات المتحدة بموقفها الحربائي على التصعيد في غزة، رغم إنه يؤدى لتضرر مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل ، استخدمت واشنطن الفيتو للمركز الرابعة ضد وقف إطلاق النار في غزة.
الموقف المصري المصدوم غير الهجومى
وأعربت مصر عن أسفها البالغ لعجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لم تهاجم فيه الولايات المتحدة بشكل مباشر، مساء الثلاثاء، إن مصر تعرب عن أسفها البالغ ورفضها، لعجز مجلس الأمن مجددا عن إصدار قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، على خلفية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض للمرة الثالثة، وذلك ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية.
واعتبرت مصر، أن إعاقة صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في نزاع مسلح ذهب ضحيته أكثر من 29 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، يعد سابقة مشينة في تاريخ تعامل مجلس الأمن مع النزاعات المسلحة والحروب على مر التاريخ، الأمر الذي يترتب عليه المسئولية الأخلاقية والإنسانية عن استمرار سقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، واستمرار معاناتهم اليومية تحت نير القصف الإسرائيلي.
واستنكرت مصر بشدة ما يمثله المشهد الدولي من انتقائية وازدواجية في معايير التعامل مع الحروب والنزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي بات يشكك في مصداقية قواعد وآليات عمل المنظومة الدولية الراهنة، لاسيما مجلس الأمن الموكل إليه مسئولية منع وتسوية النزاعات ووقف الحروب.
وأكدت مصر أنها سوف تستمر في المطالبة بالوقف الفورى لإطلاق النار باعتباره الوسيلة المُثلى التي تضمن حقن دماء المدنيين الفلسطينيين، كما ستستمر في بذل أقصى الجهود لضمان إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل مستدام، ورفض أية إجراءات من شأنها الدفع نحو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، بما في ذلك رفض أية عمليات عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية.
الحضور الحمساوية بالقاهرة ، فرصة أخيرة
فيما ذكرت وسائل إعلام مصرية وعربية ودولية و إسرائيلية أن وفدا من حركة “حماس” برئاسة إسماعيل هنية، يرافقه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة خليل الحية، وصل إلى القاهرة الثلاثاء.
ويبحث الوفد مع المسؤولين المصريين الأوضاع السياسية والميدانية في ظل الحرب على غزة والجهود المبذولة لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية وإغاثة المواطنين وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
ويركز المصريون على استثمار الفرصة الأخيرة قبل الاجتياح الإسرائيلي المسكوت عنه ، والذى من المتوقع أن يضطر الفلسطينيون لدخول سيناء، في تنفيذ للمخطط الإسرائيلي بشكل قسرى.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أفادت الأسبوع الماضي أن القاهرة أرسلت رسائل إلى “حماس” يتعين عليها بموجبها التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين، أو سيبدأ الجيش الإسرائيلي عمليات برية في مدينة رفح التي أصبحت مدينة ملجأ لأكثر من مليون نازح
الموقف الحوثي المتصاعد
ومن ناحيته علق عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة “أنصار الله” اليمنية على الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، لمشروع القرار الجزائري الذي يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة ومحيطها.
وفي حسابه على “فيسبوك”، كتب محمد علي الحوثي: “اليمنيون حريصون على الاستفادة من البحار اليمنية لنصرة إخوانهم في غزة وليسوا بحاجة إلى الذرة الأمريكية التي ترفض إدخالها لغزة”.
وأضاف: “فأمريكا لا تحمل الانسانية حتى تتباكى عليها، وهي من ذبحتها الليلة بالفيتو في غزة من الوريد إلى الوريد”.
لا تلعبوا بالنار
“لا تلعبوا بالنار”.. قيادي حوثي يوجه رسالة تحذير إلى الأوروبيين
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أفشلت بحق النقض (الفيتو) مجددا، لمشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة.
و قدمت واشنطن، مشروع قرار بديل خاص بها. وبحسب النص، فإن مجلس الأمن الدولي “يؤكد دعمه للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن”.
الولايات المتحدة قامت أكثر من مرة بعرقلة قرارات في مجلس الأمن الدولي من شأنها أن توقف تنفيذ الخطط العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وكان استخدام حق النقض يوم الثلاثاء، هو المرة الثالثة التي تمنع فيها الولايات المتحدة مشروع قرار منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
مندوب روسيا يدعو للتفكير في مدى سخافة حجة واشنطن في رفض المشروع الجزائري لوقف النار في غزة
و”دعما لغزة ونصرة لها”، يستهدف الحوثيون سفن شحن في البحر الأحمر تملكها وتشغلها شركات إسرائيلية وتنقل بضائع من إسرائيل وإليها، وفقا لتصريحات للجماعة.
في حين شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ردا على ذلك، قوة عسكرية للتعامل ضربات الحوثيين، حيث شنت الطائرات الأمريكية والبريطانية في وقت سابق ضربات عديدة على مناطق متفرقة في اليمن.
ومن جانبه اعتبر المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش أن الفيتو الأمريكي لمشروع القرار الجزائري الذي يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة ومحيطها، “مؤسف، ويعمق من الكارثة الإنسانية”.
وفي حسابه على منصة “إكس” كتب أنور قرقاش: “نقض مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر الشقيقة في مجلس الأمن والذي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة مؤسف، ويعمق من الكارثة الإنسانية”.
وأضاف قرقاش: “النظام الدولي القائم على أسس قانونية واضحة وصريحة يسقط مجددا أمام اعتبارات سياسية ضيقة في ظل معاناة إنسانية غير مسبوقة يدفع ثمنها المدنيون”.
نقض مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر الشقيقة في مجلس الأمن والذي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة مؤسف، ويعمق من الكارثة الإنسانية.
النظام الدولي القائم على أسس قانونية واضحة وصريحة يسقط مجدداً أمام اعتبارات سياسية ضيقة في ظل معاناة إنسانية غير مسبوقة يدفع ثمنها المدنيين.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) February 20, 2024
إقرأ المزيد
و”هناك حاجة إلى إصلاح مجلس الأمن”.. كما قالت السعودية في بيانها حول الفيتو الأمريكي بشأن غزة
وضع كارثي .. وحرب الأقصي الممتدة
هذا ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ137 في ظل وضع إنساني كارثي، فيما تستمر المفاوضات حول هدنة جديدة ومساعي المجتمع الدولي لثني إسرائيل عن اجتياح رفح.
وأكدت حركة “حماس” أن موافقة بنيامين نتنياهو على تقييد دخول فلسطينيي 48 إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان، هو “إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية ضد شعبنا” وانتهاك لحرية العبادة.
وقالت الحركة في بيان إن “تبني الإرهابي نتنياهو لمقترح الوزير المتطرِف بن غفير، تقييد دخول فلسطينيي الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، هو إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين في حكومة الاحتلال الإرهابية ضد شعبنا الفلسطيني، والانتهاك لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك”.
وقالت “حماس” أن هذا القرار يشير إلى “نية الاحتلال تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان”.
ودعت الحركة “أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل والقدس والضفة المحتلة، إلى رفض هذا القرار الإجرامي، ومقاومة صلف وعنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك”.
وشددت على أنه “في هذا السياق نحذر العدو المجرم، ونؤكد أن المساس بالمسجد الأقصى أو حرية العبادة فيه لن يمر دون محاسبة، وستبقى القدس والأقصى، بوصلة الأمة وعنوان حراكها وانتفاضتها المباركة، وانفجارها في وجه الظلم والصلف والعدوان”.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، على قرار وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يقيد دخول فلسطينيي الداخل والقدس إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وكانت السياسة الأمنية الإسرائيلية لشهر رمضان وتحديدا السماح بدخول المصلين إلى القدس، تشكل معضلة ومصدر خلاف في حكومة بنيامين نتنياهو، ويذكر أن اقتحامات الأقصي كانت المسبب الأساسي لأحداث ٧أكتوبر.