س. ما هى أسباب فشل المفاوضات الأخيرة بين مصر والسودان مع إثيوبيا!؟
ج. حسب ما نشر على لسان وفود التفاوض في مصر والسودان وإثيوبيا، نجد أن أحد الأسباب الرئيسية للفشل هو تراجع إثيوبيا عن معظم ماتم الاتفاق عليه مسبقا من قواعد الملء والتشغيل مع مصر والسودان، وخاصة في فترات الجفاف!!
س. غريبة أوى، طيب ليه إثيوبيا بتتهرب من الوصول لإتفاقية حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة!؟
ج. في رأيي الشخصي، أن الهدف الإثيوبي من سد النهضة ليس توليد الكهرباء كما تدعي طوال الوقت، بل السبب اتخاذ السد كذريعة لمحاولة للضغط على مصر والسودان للموافقة على حصة مائية بشكل أو بأخر لها، اقتطاعا من حصتيهما.
س. ده كلام حد ممكن يصدقه برضه، هل إثيوبيا محتاجة حصة مائية!؟
ج. صعب التصديق!! لأن إثيوبيا يطلق عليها نافورة المياه في أفريقيا، ويسقط عليها ما يقرب من ١٠٠٠ مليار متر مكعب من المياه، وبها مياه جوفية متجددة تزيد عن ١٠٠ مليار متر مكعب سنويا، وبها بحيرة تانا تستخدم مياها للزراعة والشرب وتوليد الكهرباء، وتستخدم معظم مياه نهر أومو المشترك مع كينيا حتى أن بحيرة توركانا مصب النهر على وشك الجفاف، وتستخدم معظم مياه الأنهار المشتركة مع الصومال وجيبوتي، ولديها مستنقعات هائلة في منطقة مشار على نهر السوباط تؤجرها حق انتفاع للسعودية والهند وأخرين لزراعة الأرز!!
س. طيب ليه ممكن إثيوبيا عايزة حصه من النيل الأزرق وهى عارفة أن مياهه لا تفي باحتياجات مصر والسودان!؟
ج. سؤال غريب قوي، هو يعني الحصة لازم تستهلكها إثيوبيا!؟
س. قصدك أه بقى!! هل إثيوبيا بتفكر في حصة علشان تبيعها!؟
ج. مش متأكد، لكن مش بعيد!! سبق أن صرح بعض مسئوليها بذلك بشكل أو بأخر. لكن تصريحاتها الرسمية بتقول أنها هتولد كهرباء تاني علشان شعبها من أقل الشعوب تمتعا بالكهرباء والخدمات، وكمان للصناعة والاستثمار وكده!! وكمان بتقول محتاجين شوية مياه لمشاريع رى تكميلي!!
س.هل تقصد بناء سدود تاني لتوليد الكهرباء!؟
ج. أيوة إثيوبيا بتقترح بناء سدود جديدة على النيل الأزرق، زى ماما أمريكا ما اقترحت في الستينات في القرن الماضي!! وسبق أن نشرت وأعلنت إثيوبيا عن هذه السدود بل ودراسات في دوريات علمية في أمريكا بعد ٢٠١١
س. كام سد بقى وما هى سعتهم الإجمالية!؟
ج. إثيوبيا بتقول دية حاجة مستقبلية!! انتم توافقوا على حق إثيوبيا في إقامة مشاريع مستقبلية على النيل الأزرق وسيبوا الباقي عليها، هى هتنفذ حسب ظروفها، وبتوعدنا أنها لا تحدث ضررا لنا!!
س. وماذا قالت مصر!؟
ج. مصر ردها بأن من حق إثيوبيا أنها تقترح مشاريع لتنميتها وتنمية شعبها ولكن بشرط إخطار دولتى المصب، والتأكد من تطبيق قاعدة القانون الدولي للأنهار المشتركة بعدم الإضرار.
س. منتهى المرونة أهه، أمال فين المشكلة!؟
ج. إثيوبيا بتعتبر أن المياه مياها والنهر نهرها، وأنها لا تسمح بأن تأخذ موافقة دول أخرى على مشاريعها!!
س. وإيه تاني، كده كتير بصراحة!!
ج. إثيوبيا بتطلب أن قواعد الملء والتشغيل تكون خطوط عريضة (فقط) للاقتضاء بها قدر المستطاع (إرشادية يعني)، ولكن لها الحق بتغييرها وتعديلها وحدها، إذا ما رأت ذلك بدون الرجوع لدولتى المصب!!
معقولة!! ربنا يكون في عون فريق التفاوض بصراحة!!
عن الكاتب
