س. قد يتساءل البعض، خاصة غير المختصين، هو سد أثيوبيا مضايقنا في ايه!؟ أو، ماهى أضرار سد النهضة على مصر!؟
ج. سد النهضة على النيل الأزرق، يحجز مياه لتوليد الكهرباء، ويتم في الحالة المثلي تمرير المياه بالشكل الذى يعظم توليد الكهرباء ولا يضر دولتى المصب. ومياه النيل الأزرق قبل السد، كانت تذهب للسودان فيأخذ حصته المائية والباقي يذهب لمصر. ومازالت السودان يأخذ حصته بالكامل، والباقي بعد حجز المياه في سد النهضة يذهب لمصر.
بمعنى أوضح أن كل مخزون السد الأثيوبي يأتي من حصة مصر المائية. وكذلك كل فواقد تخزين المياه في السد الأثيوبي من بخر أو رشح إلى باطن الأرض يخصم من حصة مصر المائية. وتعوض مصر ذلك العجز من خلال السحب من مخزون السد العالي. وستتضح الأثار السبية بشده في سنوات الجفاف، ونقص مخزون بحيرة ناصر، ونقص انتاج كهرباء السد العالي، وقد تقل حصة مصر إذا لم يكن السد العالي به المخزون الكافي من المياه.
والأخطر أنه عند حدوث جفاف ممتد (٥-٧ سنوات) وقد حدثت عدة مرات قبل ذلك في الماضي البعيد والحديث، فسوف يتم استنفاذ مخزون السد العالي وسد النهضة، ثم يتم الملء من الفيضانات التى ترد بعد ذلك بمشيئة الله. فاذا تم ملء سد النهضة أولا، فذلك سوف يؤدى زيادة فترة الجفاف في مصر من ٧ سنوات تقريبا قبل سد النهضة، إلى ١٠-١٢ سنة، وما لذلك من أثار هائلة على جميع أوجه الحياه في الدولة.
ولذلك لتفادي أو تقليل هذه المخاطر يجب الاتفاق بين مصر و أثيوبيا حول قواعد الملء والتشغيل واعادة الملء لتفادي أى أثار كارثية على الدولة المصرية وكذلك تعظيم العوائد الأثيوبية. والذى ضاعف من هذه المخاطر للسد الأثيوبية، سعته الضخمة، والتى تبلغ حوالي مجموع حصتى مصر والسودان المائية السنوية، وحوالى مرة ونصف متوسط تصرف النيل الأزرق السنوى.
ولذلك الأثار السلبية الحقيقية لا تظهر إلا في سنوات الجفاف، ولذلك أثيوبيا، وحتى بعض المصريين، يتكلمون كثيرا ان السد العالي انقذ مصر ومصر بخير وانه مفيش تأثير سلبي للسد الأثيوبي على الأمن المائي المصري، بينما الحقيقة أن كل نقطة مياه مخزنة في سد النهضة وكل نقطة مياه من فواقد التخزين، تمثل نقصا في رصيد مصر المخزون الاستراتيجي امام السد العالي وستظهر تداعياته في فترة الجفاف القادمة، إذا لم يتم الاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد الأثيوبي!!