جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » د. محمد بدرى عيد يسطر: أسطورة أكتوبر 51 عاما من استلهام الدروس

د. محمد بدرى عيد يسطر: أسطورة أكتوبر 51 عاما من استلهام الدروس

د. محمد بدرى عيد

ما تزال حرب أكتوبر عام 1973م معيناً لا ينضب لاستلهام الدروس والعبر الاستراتيجية رغم مرور 51 عاماً على هذا النصر العظيم الذي شكل لحظة فارقة على مستوى التفكير السياسي والتخطيط العملياتي والسلوك الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط.

وقد كان كاتب هذه السطور -ومايزال- على قناعة تامة بأن خير احتفاء بنصر أكتوبر، هو محاولة النظر إليه بطريقة أعمق من ترديد الأنشايد الوطنية وإقامة الاحتفالات البروتوكولية، دون أن ننكر أهمية هذه المظاهر على كل حال، وإنما ينبغي في تقديرنا المتواضع ألا نقف عند حدود تلك الاحتفالات الشكلية.

بل وجب علينان أن نستكشف في ذكرى أكتوبر من كل عام، دروساً جديدة من هذا الحدث الفريد في التاريخ السياسي والعسكري المعاصر، بما يمكننا من التصدي لتحديات الحاضر والمضى على هدى وبصيرة إلى المستقبل.

ولعلنا لا نغالي إن قلنا أن هذا “الاستكشاف السنوي” لحرب أكتوبر بكل أبعادها، قد بات بمثابة “فرض عين وطني” على جميع الخبراء والباحثين والمؤرخين وقادة الرأي العام في مصر، من مختلف الأجيال وفي شتى التخصصات والقطاعات.

ففي تقديرنا أن نصر أكتوبر بمعناه الاستراتيجي الواسع وبإطاره الزمني الممتد في الفترة ما بعد هزيمة 5 يونيو 1967 وحتى نهاية سبعينيات القرن العشرين، هو بمثابة “كنز استراتيجي” مايزال بحاجة لمزيد من الاستكشاف..

وهو استكشاف ينبغي أن يكون شاملاً لكل ما له صلة بأكتوبر73 ، سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً وعسكرياً وأمنياً وثقافياً.. أي استكشاف عقلية وروح وسلوك “مصر أكتوبر”.

وإننا لا نشطط إن اعتبرنا “عقلية وروح أكتوبر 73” كنزاً مصرياً معاصراً لا يقل إن لم يضاهي كنوز الحضارة الفرعونية القديمة.. وكما تحتاج الكنوز الفرعونية لخبراء مهرة وتقنيات متقدمة للعثور عليها، فإنه بالمثل، يتطلب استكشاف “كنوز أكتوبر الاستراتيجية” علماء وباحثين شعارهم الأخلاص وبوصلتهم الوطنية.

وترتيبا على ذلك، فإننا لن نجافي الحقيقة أو نجاوز الواقع إن قلنا إن هذه “الفريضة الوطنية” يجب ألا تكون حاضرة بشكل موسمي ليوم أو لأيام معدودات في ذكرى السادس من أكتوبر من كل عام، بل يتعين أن تكون قائمة يومياً على مدار العام.

إن ما يدفعنا لقول ما تقدم، هو ما نلاحظه راهناً ونرصده آنياً من تطورات معاصرة في الإقليم والعالم، تنطوي على تحديات جسيمة، وتحمل دلالات عميقة.

كانت مصر أكتوبر 73 سباقة في التقاطها والتنويه لها، فكراً وتصرفاً.. مصر الدولة والمجتمع.. مصر القيادة والشعب.

وحتى لا يكون كلامنا ضرباَ من التعصب الوطني أو إدعاء الحكمة الاستراتيجية لمصر بأثر رجعي، سيجتهد كاتب هذه السطور، عبر سلسلة تحليلات متتالية، في تقديم قراءة مقارنة ما بين دلالات جسدها نصر أكتوبر 73 وبين دلالات مناظرة عكستها المستجدات الراهنة في الشرق الأوسط.

وسيكون ذلك من خلال اتخاذ حرب السادس من أكتبر عام 1973م (نقطة أساس) استراتيجية، ننطلق منها، ونقارن بينها وبين ما قبلها (تحديداً 5 يونيو67).

وما بعدها (خصوصا اللحظة الراهنة في الشرق الأوسط 2024م)، لنستلهم العبر ونستخلص الدروس على امتداد خط الزمن (الماضي- الحاضر:1973/2024م)، من أجل أجيال المستقبل.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *