جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » د.ضياء الفقى يسطر: الواقع الروسي الجديد في عالم ترامب

د.ضياء الفقى يسطر: الواقع الروسي الجديد في عالم ترامب

د. ضياء الفقى

ليس هناك من شك في أن روسيا حسمت هذه العملية العسكرية ” كما أطلقت عليها من اليوم الاول ” لصالحها.
والتاريخ والمنطق يقول أن المنتصر من يضع شروطه ، ولكن لأنه أحياناً في السياسة يتم خلط بعض الأمور من أجل حفظ ماء الوجه ، فإننا نجد أن زيلينيسكي يحاول أن يوهم المحللين والمتابعين أنه يرفض .. ويقبل .. ويساوم.
ولكن الحقيقة الواضحة أنه يتلقى تعليمات وينفذها، كما أنه خاسر على أرض المعركة ، وقد دفع الشعب الأوكراني ثمناً غالياً ، سيتضح للعامة شيئاً فشيئا على مدار السنوات القادمة.
ولكن في النهاية ستكون هناك مفاوضات، وغالباً من خلال مؤتمر سلام دولي، يتم فيه الاتفاق العاقل على ضوء الواقع الجديد على الارض .. وهي الجملة حرفياً التي ذكرها الرئيس فلاديمير بوتين في مكالمته التي وصفت بالصريحة مع المستشار الألماني شولتز.

والحقيقة أن هناك واقع روسي جديد على الأرض، وهو واقع تاريخي أيضاً.
قد تتنازل روسيا عن بعض الأراضي في المساحة التفاوضية ، ولكن ليس المدن الاستراتيجية ، وكما قال الرئيس ماكرون منذ عام : لا يمكن هزيمة دولة مثل روسيا تملك هذه القوة العسكرية هزيمة استراتيجية ، أي هزيمة واضحة وممتدة.
كانت لحظة صراحة على ما يبدو ، أو لحظة واقعية ..
ويبقى السؤال : وهل تحتمل أوروبا ونحن على أبواب شتاء جديد قارس، مع تضخم اقتصادي مؤلم .. هل تحتمل حرب روسيا أوكرانيا؟ .. ومن الذي سيدفع الثمن من اوروبا ، وعلى حساب شعبه واقتصاده. ؟.

والدليل أن هذه الحرب ستنتهى في العام 2025 أن زيلينيسكي نفسه تنازل عن تشدده ” الوهمي ” وتراجع في تصريحات واضحة ، وبعبارة ليس ولا أوضح من ذلك : يجب أن تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية عام 2025 بأي طريقة.

وقد قامت روسيا بتصرف له دلالة في الدهاء السياسي ، وهو أنها لم تتعجل إنهاء الحرب، أو الانتصار من ناحية.. كما أن تعيين وزير دفاع من رجال الاقتصاد كان له دلالة عميقة من ناحية اخرى.
إدارة اقتصاد الحرب .. مهارات إدارة الحروب والاقتصاد معا ليست أمراً سهلاً.
ولكن بوتين فعل هذا.

*د. ضياء حلمي الفقي
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، ومحاضر بكلية الدفاع الوطنى بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية 

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *