فريق تحقيقات/إندكس والمحرر البرلمانى وفريق حوادث وجرائم
على خلفية العديد من الجرائم التى توضع فيها “حبة الغلة” في جملة مفيدة، وآخرها قضية فتاة العريش، تبلور اتجاه برلماني لعدم الاكتفاء بطلبات الإحاطة وغيرها، والتنسيق مع الحكومة لوضع إطار قانونى مشدد حول تقنين تداول حبة الغلة.
النواب عصام العمدة آية مدني ومي مازن وهناء سرور، قدموا إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الزراعة السيد القصير، بهذا الخصوص.
ويأتي ذلك بعد انتشار حالات الانتحار بواسطة حبة الغلة السامة والقاتلة نظرا لسهولة تداولها وبيعها للمزارعين.
حبة الغلة يتم استيرادها من الصين والهند، وتباع في محال المبيدات الزراعية والصيدليات البيطرية تحت أكثر من عشرة مسميات تجارية بأسماء مختلفة.
وطالب النواب الحكومة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالالتزام بتوصيات لجنة الزراعة والري بالبرلمان، والتي طالبت خلالها بمنع تداول تلك الحبوب بالصورة الحالية ووضع ضوابط صارمة لمنع بيعها في الأماكن غير المتخصصة.
لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، أقرت عدة توصيات بشأن تداول حبة الغلة، لعل أهمها ضرورة تفعيل الضوابط التي حددتها لجنة المبيدات بشأن تداول أقراص حفظ الغلال ودراسة الاتجاه إلى استخدام بدائل حيوية لحفظ الغلال، مع الإسراع في دراسة سبل تحويل المادة الفعالة المستخدمة في حفظها من صورتها الصلبة في شكل أقراص إلى صورة سائلة يتم تعبئتها بأسطوانات الغاز.
وتسائل النواب “لماذا لم تتحرك وزارة الزراعة للحد من حبة الغلة وتقنينها، والتي كانت السبب في زيادة حالات الانتحار، وآخرها طالبة العريش ( طالبة كلية الطب البيطري بجامعة العريش، نيرة الزغبي) والعديد من الحالات الأخرى التي لم تسلط وسائل الإعلام عليها الضوء؟”
كيف تنجو من خطر الموت بحبة الغلة؟!
قال الدكتور مجدي عبدالظاهر، أستاذ كيمياء متفرغ في جامعة الإسكندرية، إن «حبة الغلة» تستخدم في مكافحة الحشرات في القمح والسوس في الأخشاب وصوامع تخزين الحبوب وهي مواد كيماوية سامة.
وأوضح ، أن «حبة الغلة» تباع عند تجار المبيدات، ولكن لجنة المبيدات الزراعية قيدت استخدامها، ولا يجوز لأي مواطن عادي أن يشتريها.
وكشف عبدالظاهر أن هناك سوقًا موازية لبيع حبة الغلة ونتيجة سوء الاستخدام قد تؤدي إلى الوفاة، وبمجرد نزولها في المعدة ينطلق غاز الفوسفين السام، ويؤدي إلى هبوط في القلب وإيقاف التنفس الخلوي.
ولفت أستاذ الكيمياء إلى أن عدم الوعي في عملية إسعاف المنتحر تؤدي إلى سرعة الوفاة، وإذا تناولها شخص عن طريق الفم ممنوع نهائيًا أن يشرب مياه، متابعًا: «معظم المنتحرين أهلهم بيشربوهم شربة ملح وهنا تكون الوفاة أكيدة».
وكشف أن إسعاف المنتحر بحبة الغلة يكون عبر شرب زيت جوز الهند أو زيت البرافين خلال أول نصف ساعة، ويمكن استخدام أي زيت ولا يشرب مياها أو سوائل نهائيًا.
وواصل: «مفيش علاج مباشر للتسمم، ولكن هناك تدخلات طبية للتسمم.. وبعض المواطنين يضعون حبة الغلال في الأدراج ومياخدش باله إنها بتتفاعل مع رطوبة الجو».
كيف تحولت من أداة مكافحة حشرات لوسيلة انتحار ؟!
تحولت حبوب حفظ الغلال ومكافحة سوس الأخشاب المستوردة من الهند والصين ، من مادة يستخدمها الزراعيون لحفظ الغلال من التسوس، إلى وسيلة جديدة للانتحار، فحصدت تلك الحبوب أرواح العديد من الشباب في الفترة الأخيرة إما بتناولها من أجل الانتحار أو عن طريق الخطأ .
وبحسب آخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن جمهورية مصر العربية تحتل المرتبة الأولى فى العالم العربي من حيث ارتفاع معدلات الانتحار وذلك فى الفترة الأخيرة تحديدًا بدءًا من عام 2016.
أبرز وقائع الانتحار الشهيرة كان القاتل فيها حبوب الغلال السامة، خلال الفترات الأخيرة : وشهدت مصر 3799 حالة انتحار عام 2016، تبعتها السودان بـ 3205 حالة انتحار.
فيما احتلت اليمن 2335 حالة انتحار، بينما احتلت الجزائر المركز الرابع ووصل عدد حالات الانتحار بها لـ1299، ثم العراق بـ 1128، وطبقا للتقرير فقد وصل معدل الانتحار عالميا إلى 10.5 حالة لكل 100 ألف مواطن.
وأكد التقرير أن شخصًا واحدًا ينتحر كل 40 ثانية، وأكثر من نصف المنتحرين فى العالم هم دون سن الـ45، وحينما نتطرق للمنتحرين من الشباب فنجد أن أغلبهم تتراوح أعمارهم من 15 حتى 29 عامًًا. وتؤكد الدكتورة سماح الخضرجى، أخصائية الأطفال بمستشفى الزرقا المركزي التابع لمحافظة دمياط، أنه عقب تناول الشخص “حبة الغلة” تنتشر سريعًا فى أنحاء الجسم متحولة لغاز يسهل التعرف عليه فهو ذو رائحة نفاذة..
بالإضافة إلى أعراضه والتى تتمثل في فقدان الوعى، والتصبب عرقًا بشكل لافت للنظر، وخروج إفرازات بيضاء اللون من «الفم». وأوضحت: الحالة الوحيدة التى يمكن أن يتم إنقاذ الشخص فيها تكون فى عدم ابتلاعه المادة، غير ذلك، يكون من الصعب فعل أي شيء؛ فهذه المادة تنتشر بشكل سريع جدًا وتفترس ضحاياها بصمت. وعن محاولة تقنين تداول هذه المادة فى الأسواق المصرية.
أكد أشرف الأسود، مدير الإدارة الزراعية في مركز الزرقا بمحافظة دمياط، أن “حبة الغلة” لا تباع فى منفذ الجمعية الزراعية، فهي تتداول فى المحلات الخارجية، ولها أكثر من اسم فهي كانت تستخدم قديما لـ«حفظ الغلال».
بالإضافة لكونها رخيصة الثمن لذلك يقبل على شرائها كثيرون.