وحدة الشؤون والدراسات البرلمانية والنيابية
رغم الأحداث الكثيرة في اليوم التاريخي المرتقب مع مراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لولاية ثالثة تتزامنا مع الإعلان الرسمي للجمهورية الجديدة ، لكن من المتوقع أن يحصل المصريون والعالم على شحنة إنبهار كبيرة مما سيرونها بالعاصمة الإدارية الحديدة في مرحلتها الأولى، مع الإعلان عن مرحلتها الثانية والتى تتكلف تقريبا نصف تريليون جنيه، وفق بعض النقديرات .
ونخصص هذه المساحة لمجلس نواب الجمهورية الجديدة ، الذي يشهد جانبا كبيرا من الحدث الذي يترقبه الكثيرون في الداخل والخارج.
فرغم التجمع المخطط له من نماذج شعبية في ساحة الشعب لتستقبل الرئيس ، إلا أن البرلمان الجديد الذي ينتقل العمل له، من البرلمان التاريخي ، بعد ١٥٨ عاما من التاريخ البرلمانى المصري العريق ، ولذلك كان من الضرورى أن نقف أمامه قليلا.
تشهد جلسة مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، إجراءات تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة ولاية رئاسية جديدة.
وتعد تلك هي المرة الأولى منذ عام 1866.التي يتم فيها إقامة جلسات مجلس النواب خارج المبنى القديم، حيث تم إنشاؤه بوسط القاهرة في عهد الخديوي إسماعيل عام 1866.
مبنى مجلس النواب الجديد بالعاصمة الإدارية يعد أيقونة العمران الحكومى الحديث في مصر، ويمثل علامة مميزة وامتداد للبنية المعمارية غير المسبوقة التي تشهدها مصر.
صُمم بأيدي مصرية وفقًا لمعايير عالمية هو مشروع عملاق تم إنجازه في وقت قياسي خلال عامين ليصبح أيقونة معمارية، وحصل على جائزة البرلمان العربي كأفضل مشروع عربي لتحقيق التنمية المستدامة لعام 2021.
كما حصل على جائزة أفضل مشروع فئة مشروعات المباني الحكومية في مسابقة التحكيم العالمية لمجلة ENR الأمريكية لسنة 2021.
تفاصيل مبانى مجلس النواب الجديد
ومجلس النواب الجديد، مبني على مساحة 26 فدان بما يعادل 109 ألف متر مسطح ويضم المبنى الرئيسي للبرلمان ، والذي يتكون من بدروم وأرضى وثمانية أدوار متكررة بارتفاع 65 مترًا.
يحتوي على قاعة رئيسية تسع 1000 عضو ومكاتب تتسع لـ 3200 موظف، ويتضمن 2 قبة: الأولى وسطية معدنية بقطر 50م والثانية قبة علوية خرسانية بقطر 57م، ويحيط به 6 أبواب منها 2 باب رئيسي و4 أبواب فرعية.
كما يتضمن إنشاء 6 مباني خدمية مكونة من دور أرضى وأول بمساحة 34 ألف م2 وتضم (مركز طبي- مبنى أمني- مبنى خدمات المجلس- مبنى محطة إطفاء – مبنى خدمات كهروميكانيكية عبارة عن مولدات، محولات وموزع –
مبنى جراجات للسيارات مكون من دورين يسع 1500سيارة- مسجد يسع 300مصلي-
مبنى سجل مدني وشهر عقاري للموظفين – مبنى تعامل مع الجمهور – أبراج حراسة – أسوار بطول 1400متر طولي- مسطحات خضراء)،
ويتميز المشروع بأن جميع خاماته محلية الصنع ومزود بأحدث أنظمة الإنارة والإنذار والحريق والتكييف المركزي.
بالإضافة إلى أن المبنى الرئيسي يتضمن قاعة لرئيس الجمهورية، مكتب رئيس البرلمان، مكتب الوزير المفوض (وزير شؤون مجلس النواب)، مكتبي وكيلي المجلس،
بجانب 30 قاعة حزبية، ومكاتب للبرلمانات الدولية، ومطعم يسع 800 فرد، ومطبخ مركزي ومطبعة، والمبنى يسع لـ 3250 موظف.
جدير بالذكر أن اجمالى كميات الخرسانة بالمشروع بلغت حوالي 160 ألف م3خرسانة ،
إجمالى كميات الحفر بالمشروع (320 ألف متر مكعب ) من ضمنها ما يقرب (160 ألف متر مكعب ) صخور .
امتداد مستقبلى لتاريخ عريق
فيما يحمل مبنى البرلمان المصري التاريخي في قلب القاهرة قيمةً تاريخيةً ومعماريةً شامخةً. ويعد رمزاً لقيم ومبادئ كافح من أجلها الشعب المصري سنين طويلةً .
فقد شهد هذا المبنى الذي يضم مجلس النواب والشيوخ، قبل انتقاله من اليوم الثلاثلاء ٢-٤-٢٠٢٤ لبرلمان الجمهورية الجديدة في العاصمة الإدارية ،أحداثاً مهمة في تاريخ مصر الحديث ومسيرة العمل الوطني بها ، منذ افتتاحه في عام 1924 ليستقبل أول برلمان مصري حديث بعد صدور دستور عام 1923 ..
وعقدت بداخل هذا المبنى الجلسة الأولى لمجلسي الشيوخ والنواب في يوم السبت 15 مارس عام 1924.
ويحمل المبنى قيمةً فنيةً ومعماريةً عامة ، فقد شيد على طراز جمع بين الأساليب المعمارية الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وبين التأثيرات الإسلامية في العمارة والفنون.
ويتكون التصميم المعماري للمبنى من قاعة رئيسية مستديرة يبلغ قطرها 22 مترا وارتفاعها 30 مترا تعلوها قبة يتوسطها جزء مستدير مغطى بالزجاج ..
وهذا الجزء تعلوه شخشيخة عليها قبة صغيرة منخفضة .. الشخشيخة بها أربعة شبابيك وعلى القبة من الخارج أشرطة بارزة تمثل وحدات زخرفيةً بارزة متكررة .
أما مركز الدائرة من الداخل فتحيط به زخارف نباتية تمثل الطراز الذي ساد في العشرينات وقت البناء ..
والقاعة تتكون من طابقين بكل منهما شرفة .. أما صدر القاعة فنجد في وسطها شعار الجمهورية ثم منصة الرئاسة ..
ويلحق بالقاعة عدة أجنحة منها البهو الفرعوني واستراحة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
وهذه رمزية الحدث ، مصر العراقة ، ومصر المستقبل .