غرفة التغطية الحية
بعد اختفاءه منذ خمسة شهور، من غير المعروف إن كان ميتا أو خارج السودان، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أمس الأربعاء خلال لقائه بالرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في العاصمة كمبالا، وسط ترتيبات للقاءه مع رئيس المجلس السيادى السودانى الجنرال عبد الفتاح البرهان، الءى غير كثيرا في مواقفه تحت وطأة التغييرات الملحوظة على الأرض لصالح الدعامة.
في وقت يضع السودانيين آمالهم بوقف هذه الحرب على اللقاء المزمع انعقاده بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان و”حميدتي” والذي تم تأجيله من اليوم الخميس لأيام على أن يكون في يناير (كانون الثاني) 2024 لعدم تمكن حميدتى من الوصول إلى جيبوتي لأسباب فنية بدون إيضاح الأمر أكثر من ذلك، رغم إنه سافر لأوغندا، فما الفارق بين أوغندا وچيبوتى ، فيبدو إنه لم يحصل على أوامر أسياده حتى الآن، فضلاً عن اشتراطه مشاركة كل رؤساء منظمة “ايغاد” في هذا اللقاء، وسط حالة إحباط سودانية جديدة.
وناقش “حميدتي” وفقما قال على حسابه بمنصة إكس مع موسيفيني تطورات الأوضاع في السودان وما ترتب على ذلك من معاناة للشعب السوداني، حيث قدم بحسب تغريدة له على حسابه في منصة “إكس” شرحاً مفصلاً للرئيس الأوغندي حول “أسباب نشوب الحرب ، متهما أنصار النظام السابق بمعاونة قياداتهم في القوات المسلحة والجهات التي تعرقل الحل وتدعم استمرار الحرب”، فضلاً عن طرح رؤيته للتفاوض ووقف الحرب وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة. ونوّه قائد “الدعم السريع” بأن موسيفيني أكد دعمه الكامل للشعب السوداني، مشدداً على العمل على دفع جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، وتسخير كافة إمكانياته وعلاقاته لمساعدة السودانيين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وأكد “حميدتي” التزامه بنتائج الاجتماع الاستثنائي لرؤساء دول وحكومات مجموعة “إيغاد” الذي عُقد بجيبوتي في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مشدداً على مضيه في تنفيذ ما تعهد به من أجل إنهاء الحرب وتخفيف معاناة السودانيين وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد. فيما أشارت وزارة الخارجية السودانية بأنها تلقت مذكرة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي، رئيسة دورة إيغاد الحالية، تفيد بتأجيل لقاء “حميدتي” والبرهان الذي كان مقرراً أمس بجيبوتي.
تفاصيل التأجيل
ونوهت الخارجية السودانية في بيان إلى أن نظيرتها الجيبوتية أبلغتها بأن “حميدتي” لن يتمكن من الحضور إلى جيبوتي لأسباب فنية خاصة به، وأنها ستحاول التنسيق مجدداً لعقد اللقاء خلال يناير المقبل، مؤكدةً أن البرهان أعلن رسمياً موافقته على عقد اللقاء، “على أمل إنهاء معاناة السودانيين التي خلّفها تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة”.
ولفت البيان إلى أن “البرهان كان مستعداً للمغادرة إلى جيبوتي حرصاً منه للوصول إلى سلام غير أن الاجتماع تأجل”، متهماً “قيادة الدعم السريع بالمماطلة وعدم تحكيم صوت العقل، أو عدم الرغبة في وقف تدمير السودان وشعبه”.
تقصير أمد الحرب
في الأثناء، قال القيادي في “قوى الحرية والتغيير” (المجلس المركزي) شهاب ابراهيم الطيب في تصريحات صحفية إن “حماسة السودانيين منذ أيام للقاء البرهان وحميدتي توضح مدى رغبتهم في تقصير أمد الحرب وآمالهم المتعلقة بهذا اللقاء”. وتابع الطيب “نحن بدورنا كقوى سياسية شجعنا على انعقاد هذا اللقاء ونحث الطرفين على تحمل المسؤولية من أجل انهاء معاناة الشعب السوداني المغلوب على أمره، والذي يتابع ترتيبات هذا الاجتماع ويعقد عليه آماله في الاستقرار والعودة إلى منازله بعد أن ألقت به الحرب في دوامة النزوح والمعاناة، في المقابل نجد أنصار النظام السابق يرددون الاشاعات حول هذا اللقاء ويحاولون بكل السبل منعه وإفشاله”.
وواصل “حتى الآن إن امكانية انعقاد اللقاء بين قائدي الجيش والدعم السريع واردة في أقرب وقت، لكن في حال فشل لقائهما فهذا يعني دخول السودان في حرب شاملة في ظل حالة التعبئة العامة والحشد للحرب التي يقودها عناصر النظام البائد”، مبيناً أن “إيغاد تواصل مشاوراتها مع طرفي النزاع لاقناعهما بمشاركة ممثل عن المدنيين في لقائهما المقبل، خاصة وأن قوى الحرية والتغيير لعبت دوراً مهماً في اقناع الطرفين للموافقة على عقد هذا اللقاء”.
الالتزام أهم من الظهور
وشدد القيادي في “قوى الحرية والتغيير” أن “المهم الآن ليس ظهور حميدتي بقدر التزامه بمخرجات قمة “إيغاد” الأخيرة والمضي في استكمال التفاوض من أجل وقف الحرب، وهو ما يتطلب منه أيضاً تحمل مسؤولية حماية المدنيين في مناطق سيطرة قواته، والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوداني الذي شردته هذه الحرب.
مستجدات الوضع الميدانى
أما في الخرطوم، فشنت مسيرات الجيش السوداني غارات جوية على تمركزات قوات “الدعم السريع” بمناطق شرق العاصمة، وسمع شهود دوي انفجارات واطلاق رصاص بصورة متقطعة في تلك المناطق، فيما احتدمت المعارك بين الجيش والدعم السريع في مناطق عدة في أم درمان، حيث قصفت مدفعية الدعامة محيط سلاح المهندسين الذي بات أكثر المناطق التي شهدت وقوع معارك بين الطرفين، بجانب مناطق أم درمان القديمة.
وبحسب الشهود، فإن الجيش استهدف تمركزات “الدعم السريع” في مناطق الصالحة والفتيحاب الواقعة جنوب أم درمان، بينما شهدت مناطق الثورات بمحلية كرري (شمال المدينة) رحلات نزوح متواصلة شمالاً تفادياً وتجنباً للقصف المدفعي الثقيل الذي ظلت تستهدف به قوات الدعم السريع مناطق تمركزات الحيش في تلك المناطق. وفي سنار التي تقع على بعد 50 كيلومتراً جنوب ود مدني، قُتل مواطن وجُرح ثمانية آخرون جراء اشتباكات وقعت بين مواطنين وقوة من “الدعم السريع” بإحدى قرى وحدة سكر سنار، حيث هاجمت الدعامة قرية جبل موية بولاية سنار من أجل نهب ممتلكات سكانها، لكن المواطنين تصدوا لها.