جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » تحليل معلوماتى: ماذا يعنى تصويت الكنسيت التاريخى الرافض للدولة الفلسطينية؟!

تحليل معلوماتى: ماذا يعنى تصويت الكنسيت التاريخى الرافض للدولة الفلسطينية؟!

إسلام كمال

الكنيست يؤكد من جديد ما شددت عليه سابقا عدة مرات، وهو أن المجتمع الإسرائيلي هواه واحد صهيوني قومى دينى متشدد تماما بين اليمين واليمين المتشدد لا وسط ولا يسار، ولا نقصد هنا اليسار التاريخي المرن الراغب في السلام، بل اليسار الجديد، الذى يعتبر وسط أكثر من يسار.

الكنسيت الذي كتب شهادة ميلاد حقيقية لنتنياهو، صوت بأغلبية ساحقة ضد كل محاولات السلام، وقبول الآخر صاحب الآرض، فحتى الوسط يرفض أوسلو، ويشددون على رفض الاعتراف إحادي الجانب بدولة فلسطينية، هذا الموقف الذى عبرت عنه عدة دول، منها ما هو فب معسكر إسرائيل نفسها، مثل فرنسا وبريطانيا، وطبعا المعسكر اللاتيني المضاد لإسرائيل بقيادة البرازيل وكولومبيا وفنزويلا، وسط مخاوف من إمتداد هذا الموقف لإفريقيا، تلك الحظيرة التى شكلتها وكبرتها إسرائيل مع الوقت، منذ نهاية الخمسينات وحتى الآن، حتى ضمت كل دول القارة تقريبا لها، لكنها تقلق الآن من قرار استبعادها رسميا من دور المراقب بالاتحاد الأفريقي ، التى كانت اقتنصته في زحام التقاربات الإبراهيمية الأخيرة، التى لم تتوقف لكنها مستمرة في الخفاء فقط، رغم المذبحة التى ترتكب منذ حوالى خمسة شهور في غزة.

الكنيست صوت بأغلبية 99 عضوا لصالح اقتراح نتنياهو الذي يعارض الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، وهلل لهذا الإنجاز الصهيوني بكل ألوانه نتنياهو بالعبرية وبالإنجليزية. وواضح من الأرقام، أن المعارضة دعمت القرار بقيادة يائير لابيد وحزبه، واكتفي حزب العمل بمقاطعة التصويت ولم يكن لديه جرأة الرفض، وعارض اقتراح نتنياهو 11 عضو كنيست (من الأحزاب الفلسطينية المسماة عرب ٤٨).

صوت أعضاء يش عتيد ومعسكر الدولة وإسرائيل بيتنا لصالحه، لكن زعيم المعارضة يائير لابيد قام بمشهد دعائي، مكتفيا بمهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – البادئ بالاقتراح بقوله: “لقد راجعت الأمر مع الإدارة الأمريكية، لا يوجد شيء من هذا القبيل.” وأوضح لبيد أنه صوت لصالح الاقتراح رغم ذلك ، لأن حزبه يعارض الإجراءات الأحادية، حتى لو لم تكن مطروحة على الطاولة.”.

ونذكر أن سفير الولايات المتحدة في إسرائيل قال هذا الأسبوع بنفسه إن “هذه ليست سياسة الإدارة، على الرغم من التقارير المختلفة في الولايات المتحدة التي أشارت إلى احتمالية قبول خيار الاعتراف إحادى الجانب بالدولة الفلسطينية.

رحب نتنياهو بتمرير التصويت بأغلبية كبيرة وغير مسبوقة تقريبا، وألقى خطابا أمام الجلسة العامة بالعبرية – وبالإنجليزية. وقال “أهنئ أعضاء الكنيست، بما في ذلك أعضاء المعارضة، الذين صوتوا اليوم بأغلبية كبيرة لصالح اقتراحي بأن تعارض إسرائيل إملاءه من جانب واحد لإقامة دولة فلسطينية”.

وأشار إلى الأغلبية الاستثنائية، أيضا بكلماته باللغة الإنجليزية، في رسالة إلى العالم: “لا أتذكر أصواتا كثيرة، ولا أتذكر حتى أصواتا قليلة، أن الكنيست صوتت بأغلبية 99، ما يقرب من 100 عضو كنيست، من أصل 120 على بعض الاقتراحات”.

ووفقا لنتنياهو، فإن “الكنيست متحد اليوم بأغلبية كبيرة ضد محاولة إملاء علينا إقامة دولة فلسطينية. مثل هذا الإملاء لن يجلب السلام فحسب، بل سيبعدنا عنه أيضا. التصويت يرسل رسالة واضحة” رسالة إلى المجتمع الدولي، وسأخاطب المجتمع الدولي باللغة الإنجليزية: إن شعب إسرائيل والمسؤولين المنتخبين متحدون كما لم يحدث من قبل. شعب دولة إسرائيل متحد اليوم كما لم يحدث من قبل. لا يمكن تحقيق السلام إلا بعد أن نحقق النصر الكامل على حماس”.

وقبل أن يصعد لإلقاء خطاب، شوهد نتنياهو وهو يصافح الوزير جدعون ساعر مبتسما، رغم الخصومة المعروفة بينهما وفي ظل تقارير عن تحسن العلاقات بينهما منذ انضمام معسكر الدولة إلى الائتلاف.

في غضون ذلك، احتفل رئيس الصهيونية الدينية، وزير المالية بتسلئيل سموتريش، بنتائج التصويت، قائلا إن “شعب إسرائيل متحد في معارضته لقيام دولة فلسطينية”. ولم يعرف الكنيست قط مثل هذا الإجماع الواسع”. وبحسب قوله، فإن “المخطط الدولي الذي يسعى إلى فرض إقامة دولة إرهابية على دولة إسرائيل من شأنه أن يعرض وجودها للخطر، تم رفضه خلال الفترة التي ترأست فيها الحكومة، و” والآن أقر أعضاء الكنيست – بأغلبية ساحقة تبلغ 99 عضوًا – هذا الأمر بأوضح طريقة ممكنة لن يتم إنشاء دولة إرهابية في قلب أرض إسرائيل، فشعب إسرائيل بأكمله يقف متحدًا في مواجهة الضغوط الدولية. أدعو أصدقاءنا في العالم إلى عدم العمل ضد دولة إسرائيل وعدم تعريض وجودها للخطر”.

وجاء الاقتراح إلى طاولة الكنيست اليوم بعد أن رفض الإئتلاف أمس التصويت على اقتراح قدمه عضو الكنيست زيف إلكين حول الموضوع – ليكون بمثابة تصويت على بيان الحكومة. وأغلب الفصائل في الإئتلاف وفي المعارضة ومن المقرر التصويت لصالح القرار في وقت مبكر من هذا الأسبوع –

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي، تحاول الولايات المتحدة ومجموعة صغيرة من دول الشرق الأوسط الانتهاء بسرعة من خطة مفصلة وشاملة للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك جدول زمني “صعب” لإقامة دولة فلسطينية.

ووفقا للتقرير، قد يتم الإعلان عن الخطة في غضون أسابيع قليلة. ويزعم أن الحاجة الملحة لمحاولة استكمال مثل هذه الخطة، ترتبط ارتباطا مباشرا بمحاولة وقف القتال في غزة وإطلاق سراح المختطفين.

وقال مسؤولون أميركيون وعرب إن وقف إطلاق النار المؤقت، الذي ينبغي أن يستمر ستة أسابيع، سيعطي الوقت لنشر الخطة للعامة، وحشد الدعم واتخاذ بعض الخطوات الأولى لتنفيذ الخطة بما في ذلك تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة.

المشهد يزيد ضبابية ودموية مع الوقت، بعد هذا التصويت التاريخى الذي يؤكد على تكاتف الصهاينة بكل ألوانهم ضد الفلسطينيين الذين يعانون من المجاعة ويقاسون ولايات الموت والفوضي منذ خمسة شهور، ومعرضون للدخول لمربع أكثر سوادا مع خسارة الأرض في نكبة ثانية، تدفع مصر فاتورتها هى الآخر.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *