وحدة الشئون التركية وغرفة التغطية الحية
حتى الساعة، تعتبر وكالة الأنباء المصرية:إندكس أول من بادرت بتغطية ومتابعة تطورات المشهد في تركيا، وبالذات شرقها ، باللغة العربية على الأقل ، حيث تشتعل الشوارع وتتصاعد المواجهات بين المتظاهرين والأمن، خلال الساعات الأخيرة وسط تعتيم تركى رسمى واضح.
كل هذه التطورات المتسارعة التى تقود تركيا لسيناريوهات الفوضب، التى يتمناها أطراف كثيرة ، اتضحت في رودو قعلهم بعد هزيمة حزي أردوغان التاريخية، جاءت على خلفية ما أسموه الأتراك والأكراد “انتفاضة كردية” ضد الرئيس التركى ، الذى قرر تعيين مرشحى حزبه لرئاسة مدينة فان وهاركى التركيتين ذات الأغلبية الكردية، رغم هزيمتهما، وفوز المرشحين التركيين من الأصوال الكردية.
حملات اعتقالات وضرب في الشوارع
المواجهات اشتدت في الشوارع التركية شرقي تركيا بين رجال الأمن والغاضبين ، وأشعلوا النيران في السيارات والإطارات ، وانطلقت حملات الاعتقالات في الشوارع والضرب حتى للأطفال، وشوهد رجال أمن أتراك يستخدمون النيران الحية من الرشاشات.
والغريب أن كل هذه التصعيدات، كانت تتم بعيدا عن عيون الإعلام ، وتم التضييق على الإنترنت والسوشيال ميديا في المناطق المشتعلة.
تمويه أردوغان
فيما حاول أردوغان التمويه على ما يحدث ، وتوتره وغضبه الذي بدا في حملة الإقالات حتى للمقربين منه في حزب العدالة والتنمية ، بعد اجتماع التقييم والمراجعة الطارئ الذي دعا له على الفور لمتابعة نتائج الانتخابات المحلية الصادمة ، التى لم يمن بها حزب العدالة والتنمية منذ حوالى ربع قرن.
الرئيس التركى نزل وسار في شوارع العاصمة التركية أنقرة ، التى خسرها هى الأخرى لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري، والتقط الصور مع أنصاره في المطاعم والكافيهات والشوارع.
تركيا تحترق
وامتدت الاضطرابات والحرائق في تركيا بسبب نتائج الإنتخابات البلدية طوال الساعات الطويلة الماضية ،وقد تتطور إلى ما هو أسوأ.
أردوغان براغماتي بشكل لا نظير له ، من الممكن أن يضحي بمن يعتقدون أنهم في الحصن الحصين، وأن تركيا أردوغان ستضمن لهم بقاء المصالح التي يتنعمون فيها منذ سنوات، فهل يتغيّر الحال وتنقلب الأوضاع رأساً على عقب، أم يستطيع أردوغان الإمساك بزمام الأمور من جديد ويثبت الهدوء إلى وقت ٍ آخر؟
انتفاضة فان
شهدت محافظة فان، شرقي تركيا، توترا خلال الساعات الماضية بعد قرار قضى بتجريد رئيس بلدية كردي منتخب من حقوقه، بناء على اعتراض من وزارة العدل.
رئيس البلدية هو عبد الله زيدان، وكان قد فاز في انتخابات البلدية قبل يومين، وحصد بعد ترشحه عن حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” نسبة 55.48 بالمئة من الأصوات في فان، أي ما يعادل نحو 245 ألف صوت.
“الانقلاب السياسي”
وبعد قرار تجريده من حقه، منحت شهادة الانتخاب لعبد الله أرفاس مرشح حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، حسبما ذكرت وسائل إعلام.
شاهد ڤيديوهات المواجهات
https://twitter.com/TurkeyAffairs/status/1775278320290349117?t=it5OJ2c7-F2AKARg-LZbTA&s=19
وأصدر حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” (ديم) بيانا قال فيه إنهم “يرفضون القرار”.
وبينما وصف ما حصل بـ”الانقلاب السياسي” وعد بمواصلة الاحتجاجات حتى يتم التراجع عنه.
مواجهات مع الشرطة
وإثر دعوة للاحتجاج، تدخلت الشرطة في مواجهة زيدان وأنصاره برذاذ الفلفل، والقنابل المسيلة للدموع.
وجاء في بيان الحزب الكردي أن “القرار الذي تم اتخاذه بأغلبية أصوات أعضاء مجلس الانتخابات الإقليمي لمقاطعة فان غير قانوني وغير شرعي، ولا يعتبر بإرادة الشعب”.
ودعا “الهيئة العليا للانتخابات” إلى وضع حد “لهذا الخروج عن القانون والاعتراف بإرادة شعبنا”.
مساعد منظمة إرهابية
وكانت المحكمة الجنائية العليا الخامسة في ديار بكر حكمت على زيدان في 2016 بالسجن 5 سنوات بتهمة “مساعدة منظمة إرهابية”، و3 سنوات وشهر و15 يوما بتهمة “الدعاية لمنظمة إرهابية”.
وبعد ذلك تم تخفيض عقوبته إلى 3 سنوات، وأطلق سراحه بالقرار الصادر في 6 يناير 2023، مع مراعاة المدة التي قضاها.
وبقرار إداري وكتاب صدر في 29 مارس، قبل 5 دقائق من انتهاء الدوام الرسمي، اعترضت وزارة العدل على الحقوق الممنوحة لزيدان في عام 2022.
وجاء ذلك بعدما قبلت “الهيئة العليا للانتخابات” ترشحه لمنصب البلدية.
المرشح الكردى .. مسجون سابق
ويتهم زيدان بـ”الدعاية لحزب العمال الكردستاني”، وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء تسجيلا مصورا قديما له، يقول فيه: “سيغرقكم حزب العمال الكردستاني ببصاقته”.
وتصنف تركيا “حزب العمال” منظمة إرهابية، وتخوض معه مواجهات دامية منذ عقود.
وكان قد أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقييما مفصلا لنتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا يوم 31 آذار/ماسر الماضي.
الوضع تحت التقييم
جاء ذلك خلال ترؤس أردوغان، الثلاثاء، اجتماع المجلس التنفيذي المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في العاصمة التركية أنقرة.
شاهد فيديوهات المواجهات
https://twitter.com/tragency1/status/1775290933837234509?t=ek9SFYfXO-HL5aNdc83AjQ&s=08
حسب المصادر، فقد لفت أردوغان أن التراجع الواضح بعدد أصوات حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات، وأن الحزب لم يستطع من دفع الناخبين الذين دعموه على مدى 21 عامًا، للتوجه إلى صناديق الاقتراع هذه المرة.
كما أكد أردوغان خلال الاجتماع أن ما حدث منذ عملية اختيار المرشحين وحتى انتهاء الانتخابات سيتم تقييمه في التفاصيل في الحزب.
أردوغان: التضخم الذي تضاعف بسبب كورونا وحرب أوكرانيا أثر في النتائج!
وحسب المصادر، فقد لفت أردوغان إلى أن ضغط التضخم الذي بدأ وتزايد مع ارتفاع تكاليف المعيشة ووباء “كورونا” والحرب الأوكرانية الروسية، كان له الأثر الكبير بنتائج هذه الانتخابات، ولم تكن الإجراءات الوقائية كافية لدعم المجتمع، وخاصة المتقاعدين.
وشدد أن شرائح كبيرة من المجتمع عانت من فقدان الرعاية الاجتماعية، وأن الجهود المبذولة للتخفيف من معاناة المتقاعدين في هذه العملية لم تجد نفعا.
حسب المصادر أيضا، خاطب أردوغان المجلس التنفيذي المركزي لحزب العدالة والتنمية مشددا على أهمية التخلص من المواقف السلبية ومكافحتها على كافة المستويات الحزبية.
لا تبنوا جدرا بينكم وبين المواطنين
وشدد أردوغان بوضوح أن حزب العدالة والتنمية الذي خرج من قلب ورحم الأمة لا يستطيع أن يبني جدارًا بينه وبين المواطنين، ذلك فإن أصحاب المواقف السلبية تجاه الأمة وبغض النظر عن مناصبهم، لا يمكنهم الهروب من المساءلة.
وأكد أردوغان أنه لا يمكن إلقاء اللوم على الشعب كما يفعل الناس العاجزون والمهملون، وهذا النهج ليس نهج حزب العدالة والتنمية الذي عليه أن يبحث أن أسباب نتائج هذه الانتخابات من رئيسه إلى كل مسؤوليه مهما كانت مناصبهم.
لا تتهربوا من الخسارة
كما لفت أردوغان إلى إنه لا يمكن لأحد في إدارة حزب العدالة والتنمية، بما في ذلك هو نفسه، أن يتهرب من مسؤولية نتائج انتخابات 31 آذار/مارس الماضي، وخسارة الأصوات لا يمكن اختزالها في مشكلة واحدة، بل من الواجب اليوم معالجة أي تقصير أو خطأ أو نوايا أو خيانة.
وأوضح أن رسالة الشعب واضحة، ولذلك وكي لا يذوب حزب العدالة والتنمية كما يذوب الثلج تحت الشمس وكي لا يكون الثمن باهظا، فإن المحاسبة مطلوبة والاعتراف بالأخطاء مطلوب استعدادا لإعادة ترتيب البيت واستعادة القوة والجسور مع الشعب.
نضال ال٢٢ سنة لن يذهب هباء
وختم أردوغان بالتشديد أن النضال الصعب المستمر منذ 22 عامًا لا يمكن السماح أن يذهب هباءً، حسب المصادر نفسها.
ووفق نتائج أولية غير رسمية، تصدر الانتخابات حزب الشعب الجمهوري المعارض، بحصوله على نحو 37% من الأصوات في عموم تركيا، وحل بعده حزب العدالة والتنمية بأكثر من 35% من الأصوات.