تحليل/ إسلام كمال
في مفاجأة للتناول الإسرائيلي للقصة المتداولة حول إسقاط “الدعامة” لطائرة تصوروا أنها معادية واتضح أنها موالية لهم إن كانت من دولة عربية ما أو روسيا وفق التقرير نقلا عن حسابات سوشيال أوكرانية ، اتضح أن الإسرائيليين يأخذون موقفا غير موالى للدعامة حتى أنهم يصفونهم بالمتمردين في الإعلام العبري الرسمى.
وأفاد التقرير الإسرائيلي المنشور قبل قليل في القناة ١٢ الإسرائيلية ، أن المتمردين في السودان أسقطوا “طائرة معادية” – ثم تبين: أنها طائرة تابعة لحلفائهم من هذه الدولة العربية الصديقة لإسرائيل أو روسيا.
ويضيف التقرير الإسرائيلي ، أسقطت قوات ميلشيا الدعم السريع المتمردة في السودان بطريق الخطأ طائرة شحن تابعة لدولة عربية حليفة لهم – والتي كانت على ما يبدو تحمل أسلحة لهم – وادعى المتمردون أنهم أسقطوا “طائرة للقوات الأجنبية” – ثم تبين أن هناك طائرات روسية كان من المقرر أن تهبط في دولة مجاورة – ومن هناك يتم نقل الأسلحة إليهم هذه القوات الموالية التي إسقاط طائرتها عن طريق الخطأ.
أسقطت قوات المتمردين في الحرب بالسودان، أمس (الاثنين)، طائرة لدولة عربية حليفة على متنها جنود ومهندسون روس، لاعتقادهم خطأً أنها طائرة معادية تابعة للجيش السوداني او مواليين له . ويعد الخطأ في التعريف حدثًا مثيرًا للإشكالية ومحرجًا بشكل خاص لأن هذه الدولة العربية الحليفة للدعامة وتعادى الجيش السوداني ، هي الدولة التي تدعم وتسلح المتمردين (قوات الدعم السريع) في الحرب منذ بدايتها، وفق قول التقرير الإسرائيلي، الذى اندهش البعض من أسلوب تغطيته، لأن حميدتى والبرهان صديقان لإسرائيل، وحتى يعرف أن حميدتى الأقرب لتل أبيب ، وسافر عدة مرات لإسرائيل.
وأعلن عناصر قوات الدعم السريع، أمس، أنهم أسقطوا “طائرة شحن تابعة للقوات الأجنبية التي ساعدت العدو”، وأنه “تم القضاء على جميع العملاء الأجانب الذين كانوا على متن الطائرة”. ونشروا صور ووثائق لعناصر الدعم السريع يحتفلون بالقرب من حطام الطائرة وبقاياها تم نشر الطائرة على الأرض على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن احتفال المتمردين لم يدم طويلا، بعد العثور بين حطام الطائرة على جوازات سفر ووثائق لمواطنين روس كانوا على متنها. ولا تدعم روسيا قوات الدعم السريع بشكل واضح، وتوجه دعمها إلى الطرفين المتحاربين في الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023، وفق المصدر الإسرائيلي.
وخلال ساعات، تبين أن الطائرة تابعة لشركة طيران من قيرغيزستان، وتم التعرف عليها في الولايات المتحدة. كشركة تدعم جهود التسليح التي تبذلها الدولة العربية الحليف لدعم قوات الدعم السريع.
وتم إسقاط الطائرة في منطقة دارفور بجنوب غرب السودان، على مسافة ليست بعيدة عن الحدود مع تشاد. وحددت مجموعة تراقب شحنات الأسلحة من الدولة العربية الحليفة لميليشيا الدعم السريع في السودان، بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية، أن طائرة الشحن كان من المقرر أن تهبط في مطار في تشاد، بالقرب من الحدود مع السودان، من هناك، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
وتشير التقديرات إلى أن الأسلحة والشحنة التي كانت على متن السفينة كانت متجهة إلى التحرك براً إلى قوات الدعم السريع، في دارفور المحتلة من الدعامة.وهذه المعلومات تكشف مدى تورط تشاد في الحرب لطرف الدعامة من هذه الدولة العربية، التى يهاجم البرهان وباقي قيادات الجيش السودانى في كل العالم.
ويشكل هذا الفشل بإسقاط الدعم السريع، لطائرة عسكرية حليفة، ضربة أخرى لقوات المتمردين، في وقت يتمتع فيه الجيش السوداني بزخم إيجابي في الحرب، بل يقترب، بحسب بعض التقديرات، من النصر. وفي الآونة الأخيرة، عزز الجيش بشكل كبير سيطرته وقبضته على أجزاء مختلفة من البلاد، مع التركيز على العاصمة الخرطوم.
وتعرضت قوات الدعم السريع هذا الأسبوع لضربة أخرى بعد انشقاق أحد كبار قادة المليشيا مع العديد من جنوده إلى صفوف الجيش السوداني..
وانتهى إلى هنا التقرير الإسرائيلي وتعليقاتى عليه، ومن الصرورى الإشارة إلى مدى أن تناوله يكشف عن تغيير في غاية الأهمية للموقف الإسرائيلي في المشهد السودانى، فرغم أنه المنطقي أن تميل إسرائيل ناحية حميدتى صديقها، وحليف حليفتها العربية.
لكن يبدو أن التدخل الروسي الداعم لطرفى الحرب في السودان، كان له تأثير ما على الموقف الإسرائيلي، خاصة أن إسرائيل داعمة للأوكران منذ الفترة الأخيرة من الحرب، بل هناك هجمات منسوبة للأوكران ضد المواقع الروسية في سوريا، واتهمت إسرائيل بدعمها فيها..وبالتبعية أن تكون إسرائيل داعمة لحميدتى، فهل فقط في ملف الدعم الروسي هى مختلفة معه فقط؟! ..
ولماذا هل إرضاء لأحد، ومن ؟! .. خاصة أن الأمريكان مستمتعين بالمشهد السودانى مشتعلا ، لكنه في العموم لم يتدخلوا في الفترة الأخيرة مع التغيرات الواضحة لصالح الجيش السودانى ، والتى قالت القناة الإسرائيلية أنها شهدت انتصارات عديدة للجيش السودانى، حتى أنه يقول البعض أنه انتصر في الحرب.