* مطمئن على مصر مع توفر سياسة رشيدة في الإعلام تقوم على المصارحة ومخاطبة العقل والتحدث المنطقي
*أتوقع أن يركز الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه على ملف الإصلاح المؤسسى
* الصمت ليس أسلوبا ناجعا في التعامل مع المشاكل
*كنت أتوقع تواجد قيادات الأحزاب الكبيرة في وسائل الإعلام المختلفة لإثراء الحياة السياسية..فالأحزاب موتور الحياة السياسية
*الدولة القوية تحتاج لمجتمع قوى واصطفاف وطنى .. وهذا يأتي من الحوار بين القوى السياسية
* ليس لدينا رفاهية الخطأ..وبالنسبة لدمج الوزارات فالأمر لا يتعلق بالوزير.. ولكن بالجهاز الإدارى
*توقيت الحديث في الأزمة مهم جدا وهذا ما حدث في قضية مثل رحيل اللاعب أحمد رفعت وغيرها
*سمة هذه المرحلة هى اجتماع التحديات الداخلية مع الخارجية في وقت مصر متعبة فيه..وهذه خطورتها
*حجم الإشادة والتهنئة أكبر من حجم النصيحة ووجهات النظر البناءة.. وهذا أمر غير مفيد
*أسمع عما يسمى بجيل زد أو الألفية أمور أحيانا فظيعة ولا أعرف ماذا أصدق وما لا أصدقه..ويجب أن نتواصل معهم
*على كل مسؤول أن يعف يده ويعف لسانه..وآلا يتكسب قط من منصب تولاه..وأن يعطى للمكان الذي فيه أقصي ما لديه من كفاءات ومهارات
في حوار غير تقليدى، نعتبره إنجازا صحفيا لوكالة الأنباء المصرية|إندكس، في إنطلاقتها التى أشاد بها المفكر السياسي الكبير أ.د على الدين هلال، مؤكدا إنه يتابع تغطياتها وتحليلاتها المختلفة، ويقدر كل نجاح لها، قال كبير العلوم السياسية المصرية والعربية أنه يتوقع أن يركز الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه على ملف الإصلاح المؤسسى، لأنه ذكرها في خطاب الولاية الجديدة الذى ألقاه فى الثانى من إبريل الماضي، ولم ينوه إليها في خطاب التكليف لرئيس الوزراء فى ٣ يوينو الماضي.
الأحزاب الكبيرة
وقال د. هلال أنه كان يتوقع تواجد قيادات الأحزاب الكبيرة في وسائل الإعلام المختلفة، للتعبير على آراءهم في التغييرات الوزارية الأخيرة لإثراء الحياة السياسية وإبراز التنوع.
وعبر خبير العلوم السياسية عن اندهاشه لإغفال رئيس الوزراء لمبدأ اللامركزية على أهميته، خاصة أنه إلتزام دستورى، مشيرا إلى أن هذا الإغفال يعنى هناك من هو مستريح للمركزية، وهذا ما اعتدنا عليه، لكنه معوق للتطوير والتنمية والاستثمار والتغيير.
رفاهية الخطأ
وأشار وزير الشباب والرياضة الأسبق، إلى أنه ليس لدينا رفاهية الوقت للخطأ، وفيما يتعلق بملف الدمج، فعدد د. هلال الوزارات التى تم دمجها بالفعل، متسائلا ما هو الاختلاف الآن مقارنة بالتجارب السابقة، وضرب مثالا بوزارة الاستثمار، حيث هناك هيئة للاستثمار ومجلس أعلى للاستثمار، فما هو الفارق، هل الصلاحيات ، وكيف يتعاملون معها؟!
وأضاف د.هلال في حواره لوكالة الأنباء المصرية|إندكس إنه وفق خبرته بدمج وزارات مثلما حدث في الشباب والرياضة، فإن الأمر لا يتعلق بالوزير، ولكن بالهيكل الإدارى، وعموما في هذه النقطة وغيرها فالعبرة هى بالنتائج والمحصلة.
الأجيال الجديدة
وأكد د. هلال أنه مطمئن على الأجيال الجديدة التى يشرف على رسائلها في الماجستير والدكتوراة ، فالتحديات والمشاكل والأزمات أمر منطقي، لكنى لا اختلط بالمراحل السنية من حوالى ١٥ لعشرين سنة، وسامع عنهم أمور غريبة منها التحلل من قيم عديدة، ومن المهم التعامل مع ذلك ، ومن خلال تعاملى مع الطلبة في جامعة الاقتصاد والعلوم السياسية، أنا عموما مطمئن، موضحا، أسمع عما يسمى بجيل زد أو الألفية أمور أحيانا فظيعة، ولا أعرف ماذا أصدق، وما لا أصدقه، في حديث تحللهم من أى التزام وطنى أو ارتباط ما.
حديث المغفلين
واستدرك د. على الدين هلال بقوله: أنا مطمئن على مصر والمجتمع المصري في ظل التحديات المتزايدة ، لكن مع وجود سياسة رشيدة في الإعلام المصري تقوم على المصارحة ومخاطبة العقل والتحدث المنطقي لا كلام كبير بلا محتوى، والعكس صحيح، فعندما يكون هناك صمت أو يكون هناك حديث للمغفلين غير مقنع، فاخاف عليها طبعا، والشاب المصري حساس جدا، والترموميتر الخاص به يتحرك بسرعة، ولو شعر بعدم الثقة في وزير او صحفي او استاذ جامعة او اعلامى ، سيبحث عن مكان اخر للمعلومة ، وبحجم تمكنه في التواصل الاجتماعى سوف يجده، وعندما اصمت هناك اخرون سيقومون بالتقطير المستهدف، ومن الصعب جدا تغييره بعد ذلك.
توقيت الحديث والصمت
وأوضح د. هلال أن توقيت الحديث في الموضوع ، مهم جدا ، وهذا ما حدث في قضية مثل رحيل اللاعب أحمد رفعت وغيرها ، ولذلك قلت ان الصمت ليس أسلوبا ناجعا في التعامل مع المشاكل.
خطورة السوشيال ميديا
وأشار الدكتور على الدين هلال إلى أهمية وخطورة السوشيال ميديا، فهى مثلا من وقفت وراء دعوات مقاطعة المنتجات والسلع الداعمة لإسرائيل، ولم تحركها أية قوى أو دول ، وهذا يؤكد على قوة السوشيال ميديا، التى لانزال لا نستوعبها حتى الآن ، فتخلق لك تيار معين مع أو ضد، وتحرك لك الجماهير في اتجاهات معينة، ولو تحدث أحد فيها بلغة البيانات الحكومية لن يسمعه أحد، و السوشيال ميديا جوهره الفردية ، كل واحد له شخصية..وممكن يكون الأساس لتريند معين.
الحوار الوطنى ضمير الشعب
وأوضح د.هلال ان الحوار الوطنى هو ضمير الشعب، وهو يتكون من الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة، وهى الجماعة السياسية المصرية، والحوار هو التعبير عن الحالة السياسية وتنشيطها.. وأضاف كنت أتمنى أن يكون صوت الأحزاب أعلى، لكن لا يوجد صوت لهم..ولا يتم استضافاتهم بالبرامج.
موتور الحياة السياسية
وقال د. هلال أن الحوار الوطنى قام بدوره، لكننا نريد دولتنا أن تكون احسن، فانا أعاصر الحياة السياسية المصرية طيلة خمسين سنة، وأريدها أفضل وأحسن، وأحد المداخل لهذا حيوية الأحزاب السياسية ، وحيوية النظام السياسي، ويجب أن تكون الأحزاب معروفة للناس..فهم موتور الحياة السياسية، والحوار الوطنى قي حالة انعقاد، والحكومة حولت الكثير من مخرجاته للتنفيذ ومنها مثل الدعم العينى والنقدى
ودعا الحكومة لوضع خطة زمنية لمستهدفاتها، فالدول تتقدم ليس بالكلام الكبير، وانما بتحويل لبرامج عمل وخطط لها ارقام وتوقيتات محددة.
سؤال محرج عن الفريق كامل وزير
واعتبر د.هلال سؤال إسلام كمال رئيس تحرير الوكالة عن توقعه لنجاح الفريق كامل وزير في تحديه الجديد، سؤالا محرجا ، مؤكدا أنه رجل كفء وله نشاط ، وصورته إيجابية منذ أن كان رئيس الهيئة الهندسية ، وله تحركات على الأرض.
تشخيص الوضع وتحديد العقبات
وأكد د.هلال أنه يجب تشخيص الوضع جيدا وتحديد العقبات التى تحول دون الإنطلاق، منها الروتين والاختصاصات والصلاحيات والإمكانات المادية، فالكلام الذي يقال ليس جديدا، لكن الأهم الخطط والمتابعة التنفيذية والشفافية والمصارحة، ومتابعة الإعلام الصريحة وليس الناقدة، الحريصة على انجاح التجربة الحكومية والرئاسية الجديدة، لكن الحرص لا يكون فقط بالإشادة، بالعكس بالتنبيه والاقتراح، وهذه وظيفة الحوار الوطنى والإعلام والصحافة الجادة.
وأوضح أن حجم الإشادة والتهنئة أكبر من حجم النصيحة ووجهات النظر البناءة ، فالوزير يكون في حالة توهان من الاجتماعات والجولات والمكاتبات والصحافة.
الحرب في جبهتين
وقال د.هلال، مصر عايشت مواقف في غاية الصعوبة ، منها أجواء التأميم والعدوان الثلاثي، واغتيال السادات وما أعقبه بمحاولة الإخوان الانقلاب على الحكم، وفي مرحلة 89/90 التى كادت مصر تدخل مرحلة الافلاس بعدم استطاعتها الوفاء بالديون ، ووقف المساعدات الأمريكية عنها ، وهزيمة ٦٧ ، والإعداد ل٧٣ ، وحرب الإرهاب ، لكن سمة هذه المرحلة هى اجتماع التحديات الداخلية مع الخارجية ، وأيضا التحديات الخارجية جاءت في وقت مصر متعبة فيه، وهذه خطورتها، فعليها الحرب في معركتين ، لحماية مصر من التحديات الداخلية والخارجية، للحفاظ على الوحدة الوطنية في وقت هناك قوى تسعي لتخريبها من الداخل والخارج.
الدولة القوية تحتاج لمجتمع قوى
وشدد د. هلال أن الدولة القوية تحتاج لمجتمع قوى، واصطفاف وطنى، وهذا يأتي من الحوار بين القوى السياسية.
وطالب د. هلال كل إنسان أن يعف يده ويعف لسانه، وألا يتكسب قط من منصب تولاه.. وأن يعطى للمكان الذي فيه أقصي ما لديه من كفاءات ومهارات.