جاءنا الآن
الرئيسية » التحليل اللحظي » د.عباس شراقي يسطر: الفارق بين إنجازات السد العالى وأكاذيب السد الإثيوبي

د.عباس شراقي يسطر: الفارق بين إنجازات السد العالى وأكاذيب السد الإثيوبي

د.عباس شراقي*

كتبت منذ أيام عن أكذوبة سد النهضة الإثيوبي وعدم استفادة الشعب الإثيوبي منه حتى الآن رغم مرور 4 سنوات على تكوين بحيرة أمامه بكمية وصلت الصيف الماضى 41 مليار م3.

فقط تشغيل محدود ومتقطع لتوربينين منخفضين، وعدم توفير مياه شرب منه نظرا لأن معظم السكان يعيشون على مستويات أعلى من 2000 م من بحيرة سد النهضة.

ولم يتم زراعة قيراط واحد حتى الآن من مياه السد، وظهرت صور الأقمار الصناعية اليوم لتبين استمرار الوضع السابق

جهل أم مكايدة؟!

خرج علينا من يقول بأن السد العالي في مصر استغرق بناؤه ١١ عاما ولم يستفد الشعب المصري منه طوال فترات الإنشاء، هل هو جهل أم مكايدة أم جدال بدون علم؟

من توربينات السد الإثيوبي المثيرة للجدل

وهذا النوع من الجدال يعد باباً من أبواب الكراهية والحقد، وفيما يلى جزء بسيط من كثير من فوائد السد العالى سواء أثناء البناء أو بعده:
1- تحويل مجرى النيل في 14 مايو 1964 إلي قناة التحويل والأنفاق، والبدء في تخزين المياه بالبحيرة، والحماية من الفيضانات أو الجفاف.
2- حماية مصر من فيضان 1967 ، حيث وصل إيراد النيل 104 مليار م3 بزيادة 20 مليار م3 عن المتوسط 84 مليار م3 ، الذى اعتاد إغراق مصر.
3- الاستفادة من المياه المخزنة بإضافة نصف مليون فدان زراعى عام 1965/1966، ونصف مليون آخر فى 1966/1967، وتوالت زيادة المساحات حنى وصلت حاليا أكثر من 10 مليون فدان، رغم البناء على بعض الأراضى الزراعية فى الوادى والدلتا.
4- زيادة مساحة زراعة الأرز.
5- انطلاق الشرارة الأولي من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر 1967، والبدء فى إنارة محافظات مصر، وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد منذ عام 1968.
6- حماية المناطق الأثرية والجزر النهرية من الفيضانات المدمرة.
7- زيادة نشاط السياحة النيلية والثقافية
8- زيادة الثروة السمكية من بحيرة ناصر وإن لم تستغل كاملا حتى الآن.
9- اكتمال بناء السد العالى والوحدات الكهربائية في 15 يوليو 1970.
10- افتتح الرئيس السادات السد العالى رسميا فى 15 يناير 1971 بعد وفاة الرئيس عبد الناصر فى سبتمبر 1970، وتوالت فوائد السد العالى فى بناء مصر الحديثة وحمايتها من الفيضانات والجفاف والتخفيف من إضرار السد الإثيوبى، وتوفير مياه الشرب النقية، وإحداث ثورة زراعية وصناعية،… وغيرها.

رغم الملء المتكرر إلا أنه لم تحقق استفادة ما بقدر الحديث المبالغ فيه عن السد

حديث الأكاذيب الإثيوبية 

تتوالى التصريحات الاثيوبية منذ سنوات حول نسبة البناء فى سد النهضة وإنتاج الكهرباء، يبلغ عدد سكان إثيوبيا 130 مليون نسمة فى 2024، وإجمالى إنتاج الكهرباء حاليا 5200 ميجاوات، 90% منها من خلال الطاقة المائية (السدود)، 8% رياح، 2% حرارية.

وتأمل فى زيادتها إلى 17 ألف ميجاوات خلال العشر سنوات القادمة. الألف ميجاوات تكفى لحوالى 3.5 مليون نسمة (كما هو الحال فى مصر).

وبذلك فإن الكهرباء الاثيوبية الحالية تكفى أقل من 20 مليون نسمة، أو 40 مليون نسمة لمدة 12 ساعة يوميا، وطبقا للتصريحات الإثيوبية فإن أكثر من 60 مليون إثيوبى ليس لديهم كهرباء.

وتحتاج إثيوبيا حوالى 37 ألف ميجاوات لكى تغطى جميع السكان، وبالتالى فإن لديها عجز يصل إلى 32 ألف ميجاوات.

سر التوربينات غير المشغلة

سد النهضة الإثيوبي يحتوى على 2 توربين عند مستوى منخفض 565 م، قدرة كل منهما 375 ميجاوات عند إنتهاء البناء، 11 توربين عند مستوى مرتفع 595 م بقدرة 400 ميجاوات لكل توربين.

وبذلك يبلغ إنتاج سد النهضة الكهربائى الإجمالى 5150 ميجاوات.

ونظرًا لعدم التشغيل 24 ساعة فإن كفاءة السد أقل من 30% طبقا للدراسات العلمية، وبالتالى إنتاج سد النهضة سوف يكون متوسط حوالى 1500 ميجاوات فقط .

وهذا يكفى لحوالى 10 مليون نسمة 12 ساعة يوميا، وفى حالة عدم تصديرها سوف يظل أكثر من 50 مليون إثيوبيى بدون كهرباء.

المقال يكشف مدى الأكاذيب الكثيرة حول السد الإثيوبي وكواليسه

ادعاءات المسؤولين الإثيوبيين

فكيف يدعى المسئولون فى إثيوبيا أن كهرباء سد النهضة سوف تنتشل الشعب الإثيوبى من الظلام، والباقى منها سوف يضيئ الدول المجاورة.

والأكثر من ذلك أن آخرين يدعون أن سد النهضة يمكن أن يحل مشكلة تخفيف الأحمال الكهربائية فى مصر. 

لم تستفد إثيوبيا حتى الآن وبعد مرور 4 سنوات من وجود بحيرة أمام سد النهضة بكمية 41 مليار م3، فقط تشغيل محدود ومتقطع للتوربينين المنخفضين، مع عدم توفير مياه شرب منه نظرا لأن معظم السكان يعيشون على مستويات أعلى من 2000 م من بحيرة سد النهضة، ولم يتم زراعة قيراط واحد حتى الآن من مياه السد.

الحقيقة يكتشفها الإثيوبيون قريبا

سوف يعى الإثيوبيون قريبًا إكذوبة سد النهضة فى تحقيق الرخاء وتوفير الكهرباء، وأنه قد تمت المبالغة فى حجمه دون دراسات جدوى اقتصادية لأسباب سياسية ، ولكى يقولون أكبر سد كهربائى فى أفريقيا.

يبلغ إجمالى قدرة محطات الكهرباء فى مصر حوالى 50 ألف ميجاوات، إلا أن هناك بعض المشاكل الداخلية فى مصر أدت إلى ترشيد استهلاك الوقود وتوقف بعض المحطات بعض الوقت.

رغم أن قدرة المحطة الواحدة من محطات سيمينز فى بنى سويف أو البرلس أو العاصمة الادارية الجديدة 4800 ميجاوات ، وبالتالى كل محطة تعادل سد النهضة فى حالة التشغيل كاملًا ، أو ثلاثة أضعافه فى حالة التشغيل الفعلى.

مصر ليست ضد التنمية فى إثيوبيا او ضد سد النهضة بالمواصفات العلمية، ولكن لاتقبل التسبب فى ضرر. أو فرض سياسة الأمر الواقع، أو اتخاذ قررات أحادية أو نقض الاتفاقيات أو الأعراف الدولية.

حفظ الله مصر

*الكاتب هو أستاذ خبير في المواد المائية والچيولوچيا بجامعة القاهرة*

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *