إشعال الضفة الغربية بالوقيعة بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، رغم الاتفاق على اليوم التالى في غزة بالقاهرة منذ أيام على غير رغبة إسرائيل ، وتوقيع المبادرة الصينية بين فتح وحماس، تظهر فيه الأصابع الإسرائيلية وهم يعترفون بذلك بحجة التنسيق والإمداد.
أننا على أعتاب زلازل جديدة في الشرق الأوسط، الأمر لن يقف عند سوريا فقط، والغريب إن الضفة كانت التالية بعد سوريا، لأنها الأجهز للتغيير لتنفيذ ضم الضفة للمستوطنات الإسرائيلية، ويريدون استجلاب مليون مستوطن إضافي.
السبت 14 من ديسمبر/كانون الأول، يوم حاكم، حيث عاد الانفجار من جديد في جنين، وقتل أحد قادة “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يزيد جعايصة، خلال اقتحامها لمخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والمواجهات وصلت بين سيدات جنين والشرطة الفلسطينية، والأمر مرشح لكل المستويات، في وقت تستعد إسرائيل لكل السيناريوهات.
وكان القيادي في “حركة الجهاد الإسلامي” أحد المطلوبين والملاحقين من قبل الجيش الإسرائيلي. وأكد شهود عيان أن اقتحام الأجهزة الأمنية الفلسطينية تسبب في وقوع إصابات بين الفلسطينيين.
وقال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، السبت 14 من ديسمبر/كانون الأول، إن الأجهزة الأمنية، بدأت ” تنفيذ خطوات جديدة، في إطار جهودها المستمرة لحفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى، في مخيم جنين”.
وأضاف رجب، في بيان صحفي، أن هدف الخطوات الجديدة هو “استعادة مخيم جنين، من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان”.
وشدد رجب على أن الأجهزة الأمنية ستستمر في “ملاحقة كل الساعين لتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي من الخارجين على القانون وأصحاب الأجندات المشبوهة، ومن يسهلون على الاحتلال مهمته في تنفيذ مخططاته وسعيه لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، وحرمان شعبنا من نيل حريته واستقلاله”
وأعلنت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بدء عملية أمنية تحت اسم “حماية وطن” في مدينة ومخيم جنين، قائلة إنها تهدف إلى “حفظ الأمن وإعادة الاستقرار” داخل المخيم.
في المقابل، نعت “حركة الجهاد الإسلامي”، في بيان، 14 من ديسمبر/كانون الأول، القائد في الحركة يزيد جعايصة، قائلة إنه “ارتقى برصاص أمن السلطة في جنين”.
وأضافت الحركة، في بيانها: “نستنكر استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنية بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، وندين حالة الاستهداف المتصاعد والمتعمد لهم في جنين، التي تتماهى بشكل تام مع عدوان الاحتلال وإجرامه، دون أي اكتراث لكل النداءات بكفّ يدها عن أبناء شعبنا ومقاومينا”.
ودعت الحركة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ “موقف حاسم أمام ما تقوم به أجهزة السلطة في عموم الضفة الغربية، وبخاصة في جنين، والضغط الجاد عليها لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي تهدد نسيجنا الوطني واستقرارنا المجتمعي”.
وفي السياق ذاته، أعلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تضامنها التام مع “حركة الجهاد الإسلامي”.
وطالبت حركة حماس قادة السلطة الفلسطينية، في بيان 14 من ديسمبر/كانون الأول، بـ “لجم سلوك أجهزتها والوقف الفوري والتام عن كافة هذه الاعتداءات المشينة، والإسراع بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجونها، وتصحيح بوصلتها الأخلاقية والوطنية نحو خيار الوحدة والمقاومة لردع الاحتلال وصد عدوانه”.
ويأتي مقتل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بعد أيام من التوتر شهدتها مدينة جنين، عقب مقتل شاب فلسطيني، مساء الإثنين 9 من ديسمبر/كانون الأول، على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وبحسب بيان لعائلة الشاب القتيل، “أطلقت دورية لقوات الأمن النار على شابين من العائلة كانا يستقلان دراجة نارية قانونية متجهين إلى عملهما، وعندما اقتربا من الدورية في حي الجابريات خارج المخيم، ترجلا من الدراجة النارية بناء على طلب عناصر الدورية، ومن داخل مركبة الأمن أطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة، ما أدى إلى استشهاد الشاب ربحي الشلبي برصاصتين اخترقتا صدره، وإصابة الشاب حسن الشلبي بعينه”.
وبعد إنكار أولي، أقرت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، 12 من ديسمبر/كانون الأول، بمسؤوليتها عن مقتل الشاب الفلسطيني ربحي الشلبي (19 عاما)، مضيفة أنها “ملتزمة بالتعامل مع تداعيات الحادثة بما ينسجم ويتفق مع القانون، وبما يضمن العدالة واحترام الحقوق”
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع المُشتعلة، توجه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، إلى مدينة جنين.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، في كلمة له، أن “مخيم جنين وباقي المخيمات رمز عزتنا وهذا عهد من السيد الرئيس ومنا جميعا، وهي رمز وطني ويجب أن نحافظ عليه، ولكن لا يجب سلب أهلنا في المخيمات سبل العيش الكريم”.
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني: “لن نقصر مع أهلنا في قطاع غزة وأهلنا في جنين وباقي محافظات الوطن”، مشددا على أن “بسط الأمن والأمان جزء أساسي لتحقيق التنمية والاستقرار”.
وشدد مصطفى على “ضرورة تغليب المصلحة الوطنية ووحدتنا كشعب فلسطيني واحد ومتوحد مع قضاياه الوطنية”، محذرا من الوقوع في “مخططات الاحتلال التي تستهدف الأمن والسلم الأهليين لمجتمعنا الفلسطيني”.
واستنكر ناشطون فلسطينيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، سلوك الأجهزة الأمنية الفلسطينية، واسم حملة “حماة وطن”، متسائلين عما تهدف إليه الحملة الأمنية.
وقال أحد الناشطين الفلسطينيين، على موقع (أكس)، إن “السلطة، التي لم تحرك ساكنا أمام هجمات المستوطنين والجنود الإسرائيليين على الضفة الغربية، تساهم في تجريد المخيمات من سلاحها الذي يُستخدم للدفاع عن النفس، بالتزامن مع حملة التطهير العرقي التي ينفذها الجيش الإسرائيلي”.
في المقابل، دعا فلسطينيون آخرون إلى تغليب المصلحة الفلسطينية العليا، وعدم الانجرار إلى صراعات داخلية لا تخدم القضية الفلسطينية.