هذا العام كسابقيه على الأقل، تسرق الدراما الاجتماعية الواقعية، أو الواقعية الخشنة أحياناً، الأضواء، وتتسيّد المشهد. فمسلسل مثل “نعمة الأفوكاتو”، الذي يتكون من 15 حلقة، استحوذ على الاهتمام ونسبة المشاهدة الأعلى، والتريند الحقيقي.
“نعمة الأفوكاتو” ضربة معلم لكل من في العمل في مي عمر وغيرها من نوعية عودة كمال أبو رية رغم أداء أحمد زاهر غير الجيد مقارنة بما سبق .
أداء مى في المسلسلات السابقة، متواضع، غير ذي أثر كبير، ولم يكن يؤهلها لأدوار البطولة، إلّا أنها في هذا المسلسل تقوم بدور عمرها، رغم تحفظات قليلة ، كانت ممكن لو وضعتها في الاعتبار لنقلتها لمساحة عالمية ، والمخرج زوجها يتحمل المسئولية معها ككاتب ومخرج .
مى ، هى محامية شابة من الطبقة الوسطى، بريئة لكن بالغة الذكاء والاجتهاد، منحازة للحق والعدالة في عملها، مع طرافة وتلقائية في أداء دور بنت البلد الطيبة، كأننا أمام ممثلة أخرى.
يكاد بناء شخصية نعمة يكون متطرفاً، ولكنّه متسق ومنسجم، فالواقع وهو قاسٍ ربما لا يحتمل هذا الحب الذي تكنّه محامية جنائية لزوجها رغم أن كل المؤشرات تؤكد أنه لا يستحقها.
لخيال “الحكائي” فقط ربما ما يسوّغ أن تتنازل محامية شابة على 8 ملايين جنيه مصري، هي الجزء الأكبر من أتعابها، لزوجها الذي يبدو أنانياً، يعاني من عقدة الشريك الناجح، ورغم أنها تفعل ذلك، فإنه يواصل خيانة توقعاتها، فيتزوج امرأة أخرى، بل ويقتلها ويدفنها هى وضرتها ، لكن لحظها ، وحسن حبكتها سامى ومهاب طارق التى يتذوقها المصريين والعرب لم تمت ، واتضح أنها حية ، ومع سقطات في السيناريو عادت للحياة ، ومات من دافع عنها مساعدها محمد ، فلم تهتم بالانتقام لنفسها أكثر ما اهتمت لمحمد.
بناء الشخصيات جيد بشكل ما متساوق مع سايكولوجياتها، فلا ماكياج لنعمة التي كانت تتخذ من طاولة في أحد المقاهي مكتباً لها، وستايلايست هائل من أسباب نجاح المسلسل .
على خلاف أدوار مي عمر في أعمالها السابقة، حيث كان الأداء يقوم على الجمال لا الدور وتمثّله، ما يؤكد حقيقة يُقفَز فوقها في إنتاجات السنوات الأخيرة، وهي أن على الدراما أن تنتج شخوصها، وليس العكس، حيث كانت تُبنى الأدوار على مقاس الممثلين-النجوم، وتُكيّف الأحداث لينتصر.